لم تكن تداولات سوق الكويت للاوراق المالية (البورصة) امس كسابقتها منذ بداية الشهر الجاري حيث بدا واضحا أن تركيز مجريات الحركة انطلق من قاعدة متينة بتحركات الأسهم القيادية واخرى في طور أن تكون كذلك بدعم واضح من صفقاتها التي بدت تصدح عاليا في السوق.
كما لم يكن مستغربا بين أوساط المتداولين أن تعاود المؤشرات القيادية التحسن التدريجي الى وضعها السابق التي طالما افتقدته كثيرا منذ شهرين ولكنها لم تفقد الأمل في عودته مجددا بارتفاعات أقل ما يقال عنها انها خطوة أولى نحو خطوات تأسيسية على وضعية صحية بعدما نفض السوق غبار أرباح الشركات.
واللافت للنظر في تداولات امس أن نسبة كبيرة من المستثمرين وبعد اتضاح رؤية من يرغب في ضخ جزء من أمواله في اكتتابات (جامبو) اعادت اموالا اخرى لم تجد في مثل هذه الاكتتابات الكعكة التي يترك بسببها سوق رغم تباين ادائه يعد القبلة الافضل للاستثمار.
وأيا كانت المسببات الايجابية التي قلبت موازين أداء السوق منذ بداية الجلسة وحتى الاغلاق يظل المستفيد الاول كبريات المحافظ والصناديق وشركات علا نجمها بفضل الصفقات علاوة على تكبيلها من جانب اخر حتى لا تكون عرضة لأي تقلبات وفي مقدمتها سهم (منا القابضة) و(برقان جروب) واسهم الشركات التشغيلية بصورة حقيقية، والتقت «كونا» شريحة متعددة من المتداولين لتستعرض رأيهم في تأثير الاكتتابات على مجريات أداء السوق حيث أكدوا أن التشتيت الاستثماري كان العنوان الأبرز خلال الأيام الماضية الأمر الذي جفف السيولة بين معظم المستثمرين ما أثر على البورصة.
واعترف المتداول هايف الزنكوي أن الكثير من المتداولين انشغل بسيولته المالية بين الاستثمار داخل السوق والبحث عن حصة في اكتتابات كبيرة ما وضع البعض في حيرة من امره بين المجالين ولكن هذا التأثير يعد وقتيا حيث ان مجريات أداء السوق تشير الى اتضاح رؤية من يرغب في سلك أي الطريقين.
وقلل الزنكوي من أهمية المسكنات التي يطلقها بعض المحللين الماليين خاصة من تكون لهم مصلحة في فراغ بين اسعار الأسهم ليدفعوا متداولين صغارا الى التخلص منها بعشوائية أو يتم تغريرهم بأن السوق نفض غبار التصحيح حتى تكون الفرصة مواتية لهم لتجميع أكبر عدد ممكن من الأسهم.
اما المتداول بندر الظفير فقال ان بديهيات العمل داخل أسواق المال تشير الى تأثر التداولات بأي اكتتابات يتم الاعلان عنها لاسيما الاكتتابات الكبيرة وهو ما حدث بالفعل خلال الأيام الماضية في البورصة الكويتية حيث لعبت دورا سلبيا في أداء السوق بدليل ان القيمة النقدية التي تم تداولها أقل مما كانت تحققه قبيل اغلاقات النصف الاول.
وأضاف الظفير أن السوق خلال الأسبوعين المقبلين سيحاول البحث عن نقطة استقرار بعدما فقدها لاسباب عديدة من اهمها الاكتتابات والتأثر باعلانات ارباح الشركات عن النصف الاول وعمليات المضاربة المستمرة على الاسهم الرخيصة والتصحيح الذي طال معظم الاسهم.
واشار المتداول حسين الجمعة الى أن مجريات الاداء اليوم اختلفت كثيرا عن أداء الاسبوع الماضي الذي تأثر كثيرا بعمليات بدء الاكتتابات علاوة على الاداء المختلط الذي شمل أسهما في قطاع الصناعة والخدمات وقليلا من أسهم القطاع العقاري.
وتمنى الجمعة ان يعاود السوق أداءه الذي دأب على تسجيله بعد اجازة الصيف وانتهاء شهر رمضان خاصة ونحن على مشارف انتهاء الربع الثالث الذي يتوقع أن تدفع المحافظ والصناديق في اتجاه متصاعد لتعويض التحركات غير المدروسة التي ألمت بشهري يوليو واغسطس.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )