محمود فاروق
اختتم سوق الكويت للاوراق المالية تعاملاته الاسبوعية بعودة التراجعات الحادة مرة اخرى، حيث فقد ما يقارب 100 نقطة بقيادة اغلب الشركات المدرجة، خاصة القيادية، الا ان القيمة السوقية شهدت ارتفاعا ببلوغها رقما جديدا لم تبلغه خلال الفترة الماضية نظرا لعمليات الشراء التي حدثت على الاسهم المضاربية والتي شهدت قفزات عالية كسهم منا القابضة الذي ظل يشهد زخما كبيرا في تعاملاته على مدار الاسبوع الماضي، حيث ساعد السهم على ارتفاع القيمة المتداولة، اضافة الى سهم شركة مجموعة برقان جروب الذي شهد جني ارباح عنيفا افقده ما كسبه خلال الفترة الماضية ليهبط بمقدار 100 فلس ومن المعطيات العامة للسوق يتبين لنا ان هناك حزمة من الخوف والقلق سيطرت على اغلب اوساط المتداولين نظرا للاكتتابات التي تحدث خلال الفترة الحالية، اضافة الى اكتتاب شركة الاتصالات الثالثة يوم الاحد المقبل، مما اعطى مؤشرا الى ان السيولة قد تختفي مرة اخرى من السوق، على الرغم من ارتفاع القيمة السوقية التي لم يتجاوب معها السوق او المؤشرات العامة، واصبح طابع المضاربات اليومية مسيطرا على السوق خوفا من تقلبات السوق السريعة، خاصة في الموسم الصيفي ودخول شهر رمضان، حيث اطلقت شائعات بطريقة مكثفة حول آلية تداول هذا الشهر والتي ستكون بطريقة طبيعية، وتميل الى التراجع، الا ان المؤشرات والمعطيات تشير الى امكانية حدوث زخم ايجابي خلال تلك الجلسات لتنعكس التوقعات ولتكون تداولات نشطة نظرا لاقتراب انتهاء الاجازة الصيفية وعودة المتداولين في حاجة الى التداول بغرض جني الارباح لتعويض مصاريف العطلة كما يقول العديد من اوساط المتعاملين، واتسمت جلسة تداولات امس «بالدراماتيكية» نظرا لايجابيتها في بداية التداول تم تذبذبها الواضح تلاه تراجع حاد الا انه يمكن اعتبار ذلك بالاطار الطبيعي نظرا لنهاية الاسبوع ورد فعل طبيعيا لما شهده السوق من ارتفاع ولو كان طفيفا خلال الجلسات الماضية، وعلى الرغم من ذلك فهناك عدة تساؤلات طرحت بالسوق كان اهمها متى يعود قطاع البنوك لقيادة السوق؟ وبالفعل هذا القطاع الذي شهد ارتفاعات وقفزات عالية، الا انه في حالة تجميع وميل الى الاستقرار حيث تأثر هذا القطاع بالتراجعات الحادة التي شهدها السوق خلال الفترة الماضية.
وقد اجمع العديد من الخبراء في اسواق المال على ان السوق الكويتي يسير في اتجاه طبيعي وتذبذبه لا يمكن القلق منه، الا اذا بلغ الـ 14300 نقطة، حيث يصبح بذلك قد كسر جميع نقاط الدعم والمقاومة، الا ان السوق يميل الى الاستقرار وما زال يبحث عن نقطة الاتزان التي من شأنها ان ترفع المؤشرات، والدليل على ذلك ما شهدته المتغيرات الثلاثة للسوق، خاصة خلال الاسبوع الماضي.
وعلى ذلك ينصح بالتمسك بالأسهم ذات الأرباح التشغيلية والتوزيعات الجيدة حتى يتعافى السوق مما هو عليه الآن وليصل الى نقطة جيدة ليستقر من بعدها على مدار 10 جلسات على الأقل اضافة الى التروي قبل اعطاء أوامر البيع والشراء سواء لغرض الخروج من السهم قبل تحقيق الخسارة أو لجني أرباح سريعة نظرا لأن السوق في جميع الأحوال لابد أن يغير مساره السلبي الى الايجابي حيث لم يستمر أي سوق بالمنطقة على هذا النهج الذي يسير عليه السوق الكويتي مما يدعو الى عدم القلق والهدوء النسبي والأخذ بالنظرة المستقبلية في ظل التغيرات التي تسعى اليها لجنة السوق خلال الفترة الحالية من تغيير في شروط الادراج والعديد من الأمور الفنية التي سيعلن عنها خلال الفترة المقبلة والتي من شأنها ان تغير مجريات التداول اليومي الى الايجابية لتبقى لنا مشكلة الاقفالات الأخيرة للتداول والتي أصبحت خاضعة لمزاجية كبار المتداولين بالسوق والمحافظ والصناديق الكبرى.
آلية المؤشرات
شهد المؤشر السعري انخفاضا بمقدار 82.9 نقطة ليغلق على 14588.1 نقطة بينما المؤشر الوزني شهد ارتفاعا طفيفا بمقدار 0.17 نقطة ليغلق على 730.63 نقطة وبلغ اجمالي الأسهم المتداولة 193.5 مليون سهم نفذت من خلال 6160 صفقة بقيمة بلغت 150.1 مليون دينار وجرى التداول على اسهم 103 شركات من أصل 200 شركة مدرجة وارتفعت اسعار اسهم 26 شركة وتراجعت اسعار اسهم 77 شركة وحافظت اسهم 97 شركة على اسعارها واسهم 51 شركة لم يشملها النشاط خلال جلسة تداولات امس وارتفع مؤشر قطاع واحد من أصل ثمانية حيث سجل مؤشر قطاع التأمين ارتفاعا قدره 18 نقطة فيما سجل قطاع الاستثمار أعلى تراجع من بين القطاعات المتراجعة بـ 251.9 نقطة تلاه قطاع الخدمات بـ 101 نقطة ثم قطاع البنوك بـ 31.5 نقطة.
البيع = الشراء
شهد قطاع البنوك تراجعا بقيادة سهم بنك الكويت الوطني بمقدار 20 فلسا ليصل سعر السهم الى 1800 فلس كما تراجع ايضا سهم بنك الكويت الدولي وبرقان بمقدار 10 فلوس لكلا منهما بينما شهد البنك التجاري ارتفاعا بمقدار 20 فلسا ليصل سعر السهم 1320 فلسا، ولم تشهد اسهم 5 بنوك اي تغيير خلال جلسة تداولات أمس، كما شهد اغلب اسهم قطاع الاستثمار تراجعا بقيادة سهم شركة مجموعة برقان القابضة والذي تراجع بمقدار 100 فلس حيث شهد عمليات جني أرباح ومضاربات سريعة على غرار ما شهده على مدار الأسبوع الجاري من قفزات سريعة غير مبررة.
بينما شهدت أسهم 6 شركات فقط ارتفاعا من بينها سهم شركة تمويل للاسكان الذي ارتفع بمقدار 10 فلوس ليصل سعر السهم لـ 265 فلسا وسط صفقات ضعيفة.
بينما شهد قطاع التأمين ارتفاعا طفيفا من بين القطاعات نتيجة تحركات ضعيفة على سهم وربة للتأمين، حيث ارتفع بمقدار 15 فلسا ليستقر سعر السهم عند 385 فلسا بينما لم تشهد باقي الشركات اي تغيير كالعادة خلال جلسة امس، وشهد ايضا قطاع العقارات تراجعا لاغلب اسهمه بقيادة سهم الشركة الوطنية العقارية وذلك بمقدار 20 فلسا ليصل سعر السهم 570 فلسا وارتفع سهم شركة ارجان العالمية العقارية بمقدار 20 فلسا ليصل سعر السهم 630 فلسا واتسمت تداولات القطاع بالضعف والتراجع لاغلب الاسهم نتيجة عمليات مضاربات سريعة عليها، كما شهد قطاع الصناعة تراجعا على الرغم من ارتفاع سهم شركة منا القابضة وسط عمليات شراء مكثفة للالتحاق بالركب والحصول على الارباح بطريقة سريعة مبتعدا عن المخاطر التي تشهدها اغلب الاسهم المدرجة.
المركز الأول
واحتلت شركة الاتصالات المتنقلة «زين» المركز الاول في قطاع الخدمات على الرغم من الاكتتاب الذي يعد الاكبر تاريخيا منذ الادراج الا ان تراجع سهم اجيليتي بمقدار 40 فلسا ليصل سعر السهم 1100 فلس ولم تشهد اغلب اسهم القطاع تغييرا في ادائها خلال اختتام الجلسة الاسبوعية.
وشهد قطاع الاغذية تراجعا بقيادة سهم دانة الصفاة الغذائية الذي تراجع بمقدار 6 فلوس ليصل سعر السهم 224 فلسا بينما لم تشهد باقي الشركات اي تغيير.
كما شهد ايضا قطاع غير الكويتي تراجعا بقيادة سهمي بنك الخليج المتحد واسمنت الخليج بمقدار 10 فلوس لكل منهما بينما شهد سهم الشركة القابضة المصرية - الكويتية ارتفاعا بمقدار 20 فلسا ليصل سعر السهم 640 فلسا.
وقد استحوذت قيمة تداول اسهم 8 شركات على 89.9% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها النشاط والبالغ عددها 103 شركات، كما حقق سهم شركة مشرف للتجارة والمقاولات اعلى مستوى بين الاسهم المرتفعة اذ بلغ ارتفاعه 9.4% فيما سجل سهم مجموعة برقان القابضة ادنى مستوى بين الاسهم المتراجعة بنسبة 8.1% من اجمالي الشركات التي تم تداولها امس.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )