محمود فاروق
شهد سوق الكويت للأوراق المالية خلال الاسبوع الماضي تباينا واضحا بين المؤشرات العامة للسوق والمتغيرات الثلاثة في محاولة لاسترجاع ما فقده السوق خلال الاسبوع قبل الماضي الا ان المؤشرات شهدت اضطرابا شديدا واصبح اغلب المتداولين لا يثقون بمقدرتها على عكس الصورة الحقيقية لاداء السوق حيث اصبحت تعكس صورة مجموعة محدودة من الاسهم نظرا لعدم مصداقية المؤشر السعري والذي كان في السابق بمنزلة المرآة العاكسة لمجريات التداول بالسوق مما اثر ذلك على تراجع الثقة ايضا بالمؤشر الوزني الذي اصبح باستطاعة البعض تغيير شكله وصبغة باللون الأحمر أو الأخضر عبر صفقات محدودة على الأسهم القيادية خلال الاقفالات الاخيرة من التداول.
وانعكست تلك الأمور على تراجع الثقة ايضا لدى المتداولين الى مستويات متدنية والاحجام عن ضخ السيولة التي يدعي البعض أنها موجودة ولكن بسبب التذبذبات الشديدة في التداول يحجمون عن ضخها سواء كانت الصناديق والمحافظ او الشركات الكبرى وفي مقابل ذلك يقولون ان القيمة تشهد مستويات جيدة غير ان البعض لم يلاحظ عمليات البيع التي تتم اثناء الجلسات على الأسهم القيادية وبكميات كبيرة والتي كان اخرها جلسة يوم الخميس الماضي، اضافة الى ذلك اجواء الاكتتابات الحالية خاصة اكتتاب شركة الاتصالات الثالثة التي من المقرر عقدها اليوم وما ستسفر عنه تلك الامور في نهاية المطاف، ايضا الاجواء الصيفية التي ما زالت سارية واقتراب شهر رمضان، الأمر الذي ما زال يساعد على ابتعاد المتداولين عن اجواء البورصة خلال الفترة الحالية.
وعلى الرغم من المكاسب التي حققتها المتغيرات الثلاثة (القيمة – الكمية – الصفقات) الا ان اغلبها مركز على اسهم معينة وبشكل اثار عدة تساؤلات حيث فقد السوق قراءة مؤشراته للاسبوع الثاني وعلى التوالي وذلك خلال الشهر الثاني من التراجعات والتذبذبات الحادة، حيث استحوذ سهما منا القابضة وبرقان جروب على ما يزيد على 40% من قيمة التداولات الاسبوعية ما يشير ذلك الى سيطرة المضاربات السريعة خلال الجلسات اليومية بشكل اكبر مما كانت عليه من قبل على الرغم من تغيير آلية التداول التي اعتدنا علينا من قبل حيث ابتعدت الاسهم القيادية عن قيادة السوق وتقلص نشاطها بشكل كبير، الأمر الذي اثار علامات استفهام حول ذلك الأمر وتبادل دورها مع الاسهم العادية التي قادت السوق عبر القيمة المتداولة والصفقات لتستحوذ على نسب عالية خالفت جميع التحليلات والتكهنات نظرا لعدم وجود اسباب واضحة لقيادة تلك الأسهم بذلك الشكل غير الطبيعي.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )