هشام أبوشادي
استمرار الاتجاه النزولي لاسعار الاسهم في سوق الكويت للاوراق المالية يدفع اوساط المتعاملين للمزيد من الاحجام عن الشراء، بل ان هذا الوضع يزيد من الاقبال على البيع الامر الذي يدفع لمزيد من الانخفاض في الاسعار، فخلال وتيرة تداولات امس، حافظ السوق على معدل تراجع محدود في اغلب مراحل التداول الا انه في الساعة الاخيرة للتداول ازداد الاتجاه النزولي للمؤشر الذي تراجع بمقدار 101 نقطة في الدقيقة الاخيرة الا ان هذه الخسائر تقلصت في الثواني الاخيرة الى 44 نقطة الامر الذي يظهر ان هناك محاولات لدعم المؤشر عند مستوى 14500 نقطة بعد ان هبط دون هذا المستوى امس بشكل كبير، حيث يمثل هذا المستوى حاجزا نفسيا قويا اذا ما تراجع عنه، فانه سيشهد المؤشر هبوطا كبيرا، ولكن من الواضح ان هناك دعما قويا لهذا الحاجز، وعلى الرغم من اجواء القلق والاحباط التي تسود اوساط المتعاملين جراء حالة الوهن الحالية للسوق الا انه ما يجب التأكيد عليه ان السوق الكويتي يعتبر افضل الاسواق الخليجية والعربية التي شهدت تدهورا حادا في الفترة الماضية ولاتزال تعاني من هذا التدهور.
المؤشرات العامة
انخفض المؤشر العام للبورصة 44.7 نقطة ليغلق على 14520.4 نقطة، كذلك تراجع المؤشر الوزني 2.68 نقطة ليغلق على 724.48 نقطة.
وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 193.5 مليون سهم نفذت من خلال 5207 صفقات قيمتها 90.8 مليون دينار، وجرى التداول على اسهم 154 شركة من اصل 200 شركة مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 38 شركة وتراجعت اسعار اسهم 67 شركة وحافظت اسهم 49 شركة على اسعارها و46 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الشركات الاستثمارية النشاط بكمية تداول حجمها 74.4 مليون سهم نفذت من خلال 2092 صفقة قيمتها 35.8 مليون دينار.
وجاء قطاع الخدمات في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 67 مليون سهم نفذت من خلال 1306 صفقات قيمتها 23 مليون دينار.
واحتل قطاع العقار المركز الثالث بكمية تداول حجمها 24.6 مليون سهم نفذت من خلال 600 صفقة قيمتها 6.5 ملايين دينار.
وجاء قطاع الصناعة في المركز الرابع بكمية تداول 15.7 مليون سهم نفذت من خلال 654 صفقة قيمتها 17.3 مليون دينار.
المضاربات المدروسة
على الرغم من صعوبة تحقيق اوساط المتعاملين مكاسب في السوق وسهولة تكبد خسائر الا ان هناك محترفين يقومون بعمليات انتقاء للاسهم التي يمكن ان يضاربوا عليها بشكل مدروس لتحقيق مكاسب، وهذه الاسهم لابد ان تتوافر فيها عناصر مشجعة للمضاربات، وأهم هذه العوامل ان يكون رأسمالها صغيرا واسهمها مملوكة من قبل كبار الملاك، وهذا يؤدي الى سهولة المضاربة على السهم كما حدث على بعض الاسهم خلال تعاملات امس مثل سهم النخيل الذي ارتفع بالحد الاعلى من خلال تداولات محدودة وكذلك سهم الانظمة الآلية وايضا سهم البناء الذي يواصل الارتفاع بالحد الاعلى منذ فترة، ولكن مخاطر المغامرة بالمضاربة على هذه الاسهم تكمن في صعوبة البيع لجني الارباح في حال توقف المضاربين عن تصعيد هذه الاسهم، والتجارب السابقة تثبت ان الكثير من المتعاملين تكبدوا خسائر ضخمة جراء الدخول على اسهم الشركات التي يتسم معدل دورانها تاريخيا بالضعف، عكس الاسهم الشعبية التي مهما كانت اسعارها متراجعة الا انها تتميز بارتفاع معدل دورانها.
آلية التداول
حافظت أغلب اسهم قطاع البنوك على اسعارها في تداولات ضعيفة باستثناء التداولات المرتفعة نسبيا على سهمي بنك برقان وبنك الكويت والشرق الاوسط الذي حصل مؤخرا على موافقة البنك المركزي للتحول الى مصرف اسلامي، ويلاحظ ان هناك مخاوف من اسهم البنوك بسبب القلق من استمرار تأثر اداء بعضها بقرارات البنك المركزي التي تتعلق بالحد من عمليات الاقراض، خاصة البنوك التي ليست لها توسعات خارجية، فيما ان البنوك التي لها توسعات خارجية، سواء من خلال افتتاح افرع او عمليات الاستحواذ لن تتأثر باجراءات البنك المركزي، حيث يأتي في مقدمة هذه البنوك البنك الوطني وبيت التمويل الكويتي.
واستمر الاتجاه النزولي لاغلب اسهم الشركات الاستثمارية في تداولات ضعيفة جدا باستثناء التداولات المرتفعة على بعض الاسهم بفعل تزايد عمليات البيع مثل اسهم المدينة للتمويل وبرقان جروب، حيث تراجع سهم الشركة الاخيرة بالحد الادنى جراء عمليات البيع القوية على السهم، كذلك الامر بالنسبة لسهم المدينة للتمويل الذي تراجع بمقدار ثلاث وحدات رغم ان هناك شائعات حول احتمال صعوده لكن ما يحدث من بيع قوي على السهم لا يعكس ما يتردد من شائعات حوله، وهبط سهم المجموعة الدولية للاستثمار بالحد الاعلى معروضا دون طلبات بفعل موجة البيع المتواصلة على السهم لاسباب تتعلق بالوضع الاداري والاستثماري المستقبلي للشركة.
واستمرت التداولات المرتفعة نسبيا على سهم مشاريع الكويت الذي سجل انخفاضا محدودا، فيما ان سهم مجموعة عارف يشهد نوعا من عمليات الشراء رغم انخفاض سعر السهم بشكل محدود، لكن يبدو ان هناك عمليات دفع يشهدها عند المستويات السعرية الحالية.
ونظرا لصغر رأسمال شركة الصيرفة، فقد ارتفع سهمها بالحد الاعلى مطلوبا دون عروض بفعل عمليات المضاربة التي يلاحظ انها تتركز على اسهم الشركات التي يكون رأسمالها صغيرا، وتباينت حركة اسعار اسهم الشركات العقارية ما بين صعود بعضها وانخفاض البعض الآخر، حيث حقق سهم المباني ارتفاعا نسبيا وكذلك سهم الوطنية العقارية، فيما واصل سهم العربية العقارية اتجاهه النزولي في تداولات ضعيفة مع توقعات بأن يواصل الانخفاض، ويلاحظ ان اغلب اسهم الشركات العقارية اصبحت اسعارها ما دون مستوى الـ 200 فلس و150 فلسا، الا ان معدل دورانها بشكل عام متواضع، لكن في حال تحسن الاجواء العامة للسوق فإن اسهم الشركات الرخيصة بشكل عام ستشهد عمليات مضاربة.
الصناعة والخدمات
منيت اغلب اسهم الشركات الصناعية بخسائر في تداولات محدودة باستثناء التداولات المرتفعة على سهمي المعدات القابضة ومنا القابضة، حيث تراجع سهم المعدات القابضة خلال مراحل التداول من 360 فلسا الى 340 فلسا، الا انه عاد للارتفاع مرة اخرى الى مستوى 360 فلسا بفعل عمليات الشراء القوية التي شهدها، الامر الذي يشير الى ان السهم يحظى بعمليات دعم قوية عندما يتراجع دون مستوى 350 فلسا، واستمر الاتجاه النزولي لاغلب اسهم الشركات الخدماتية في تداولات ضعيفة باستثناء التداولات النشطة على بعض الاسهم مثل سهم مجموعة الصفوة الذي شهد عمليات مضاربة سريعة، فيما ارتفعت اسهم النخيل والانظمة الآلية بالحد الاعلى نظرا لصغر رأسمال الشركتين، ما يمكن الاطراف التي تضارب عليهما من تصعيدهما، ورغم استمرار التداولات المرتفعة على سهم الشبكة الآلية، الا انه يشهد صعودا محدودة في سعره، حيث تتردد معلومات عن ان هناك زيادة اخرى في رأسمال الشركة.
واتسمت حركة التداول على اسهم الشركات غير الكويتية بالضعف مع انخفاض محدود لاسعار بعض الاسهم.
وقد استحوذت قيمة تداول اسهم 6 شركات على نحو 53.8% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها النشاط والبالغ عددها نحو 154 شركة.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )