هشام أبو شادي
اتسمت حركة التداول في سوق الكويت للأوراق المالية في ختام تعاملات الأسبوع امس بالتذبذب صعودا وهبوطا في أول ساعة من فترة التداول الا ان الاتجاه النزولي للسوق ازداد بفعل عمليات جني الأرباح ليدفع مؤشري السوق الى الهبوط الملحوظ وان كانت خسائرهما تقلصت في الثواني الأخيرة بشكل كبير.
وهناك مؤشرات ايجابية برزت من خلال تداولات امس والتي ابرزها ارتفاع تداولات عدد من اسهم الشركات الرخيصة وان كان التركيز اكثر على اسهم المجموعة الدولية للاستثمار والشركات المرتبطة بها، كذلك الشراء الملحوظ على سهم زين والذي حظي بدعم قوي من نشاط شركتها التابعة«زين السعودية» والتي تشهد نشاطا ملحوظا في السوق السعودي بدعم من الاقبال الكبير على خدماتها في السعودية، وفي المقابل استمر الاتجاه النزولي لأغلب اسهم الشركات القيادية باستثناء سهم البنك الوطني الذي حقق ارتفاعا محدودا.
وبشكل عام، فإن آلية تداول السوق خلال اليومين الماضيين تعطي اشارات جيدة تجاه الوضع المستقبلي للسوق في المدى المنظور على الأقل.
المؤشرات العامة
انخفض المؤشر العام للبورصة 16.9 نقطة ليغلق على 14499.2 نقطة، كذلك انخفض المؤشر الوزني 0.05 نقطة ليغلق على 723.59 نقطة.
وبلغ اجمالي الأسهم المتداولة 208.5 ملايين سهم نفذت من خلال 6589 صفقة قيمتها 95.6 مليون دينار.
وجرى التداول على اسهم 159 شركة من أصل 200 شركة مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 42 شركة وتراجعت اسعار اسهم 62 شركة وحافظت اسهم 55 شركة على اسعارها و41 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الشركات الاستثمارية النشاط بكمية تداول حجمها 79.8 مليون سهم نفذت من خلال 2457 صفقة قيمتها 30.9 مليون دينار.
وجاء قطاع الخدمات في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 51.6 مليون سهم نفذت من خلال 1881 صفقة قيمتها 30.7 مليون دينار.
واحتل قطاع العقار المركز الثالث بكمية تداول حجمها 55.8 مليون سهم نفذت من خلال 1223 صفقة قيمتها 11.7 مليون دينار.
وجاء قطاع الصناعة في المركز الرابع بكمية تداول حجمها 11.9 مليون سهم نفذت من خلال 567 صفقة قيمتها 14.9 مليون دينار.
الأسهم الرخيصة
تركزت نسبيا حركة التداول على أغلب أسهم الشركات الرخيصة التي وصل معظمها لمستويات اكثر من مغرية، وهو ما يمثل عنصر جذب امام جميع المتعاملين للمضاربة على هذه الاسهم، ولكن الامر يحتاج الى المبادرة، وقد كانت هناك مبادرة على مجموعة من اسهم الشركات الرخيصة التي جاء في مقدمتها سهم المجموعة الدولية واسهم الشركات المرتبطة بها، ويمكن القول ان الوقت الحالي يمثل فرصة جيدة لبناء مراكز مالية على اسهم الشركات الرخيصة التي يتوقع ان تقود النشاط في الفترة المقبلة، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، ولكن المكاسب السوقية المتوقعة ستكون لمن لديه سيولة مالية، فالكثير من اوساط المتعاملين متورطون في اسهم بأسعار مرتفعة ويعانون من شح السيولة المالية، ويصعب عليهم التخلص مما لديهم من اسهم نظرا للخسائر الكبيرة التي سيتكبدونها وفق الاسعار الحالية التي تعتبر مغرية للشراء وليس للبيع.
ورغم ان السوق مؤهل للنشاط في الفترة المقبلة، الا ان عامل المضاربات سيكون المسيطر على طبيعة التداول، كما ان سرعة اقبال اوساط المتعاملين على جني الارباح سيؤثر على المكاسب السوقية للسهم، باستثناء اسهم الشركات النادرة التي يمكن ان تحقق مكاسب كبيرة نظرا لندرتها في السوق وان كان بعض الاسهم يشهد صعودا منذ فترة ووصلت لمستويات سعرية نسبة المخاطر فيها باتت مرتفعة.
آلية السوق
استمرت حركة التداول على اسهم البنوك في الضعف مع انخفاض اسعار اغلبها، خصوصا سهمي البنك التجاري وبنك الخليج في ظل مخاوف بضعف نمو ارباح البنوك في الربع الثالث، خاصة ان بعض البنوك سجلت انخفاضا في ارباحها في النصف الاول من العام الحالي، قياسا بالفترة نفسها من العام الماضي، وهذا ما يدفعنا الى القول ان البنوك التي ليست لديها توسعات استراتيجية في الخارج ستعاني من ضعف في النمو في الارباح في الفترة المقبلة، نظرا لحالة التشبع والمنافسة الشديدة التي يشهدها السوق المحلي.
وتباينت حركة اسعار اسهم الشركات الاستثمارية صعودا وهبوطا مع ارتفاع نسبي في عدد اسهم الشركات التي شهدت ارتفاعا في تداولاتها.
فرغم ارتفاع تداولات سهم مشاريع الكويت، الا ان السهم سجل انخفاضا في سعره فيما حقق سهم المجموعة الدولية للاستثمار ارتفاعا بالحد الاعلى لأسباب منها وصول السهم لمستويات سعرية متدنية مشجعة للدخول عليه، فضلا عن ان هناك شائعات بأن السهم عرضه لدخول بعض المجاميع الاستثمارية الكبيرة للاستحواذ على حصة مؤثرة من أسهم الشركة.
وخلال مراحل التداول ارتفع سهم المستثمر الدولي بالحد الأعلى إلى 158 فلسا، إلا أن عمليات جني الأرباح قللت كثيرا من المكاسب التي حققها السهم لتصل الى اربعة فلوس.
وتراجعت بشدة حركة التداول على سهم اكتتاب مقارنة باول من امس مع انخفاض السهم بمقدار وحدتين، كذلك تراجعت تداولات سهم المدينة للتمويل والتي ستعقد جمعيتها العمومية في الثاني من الشهر القادم لاقرار زيادة رأس المال بنسبة 52% منها 26% بسعر 200 فلس للمساهمين حتى تاريخ انعقاد الجمعية العمومية و26% بسعر 250 فلسا للمساهمين الجدد.
وواصل سهم برقان جروب اتجاهه النزولي، واستمرت حركة التداول خفيفة على اغلب اسهم الشركات العقارية باستثناء بعض الاسهم التي شهدت تداولات قياسية كسهم المستثمرون الذي حقق مكاسب ملحوظة بعد ان وصل لمستويات متدنية، وكذلك سهم جراند الذي لم يحقق مكاسب تذكر رغم تداولاته القياسية.
الصناعة والخدمات
استمرت حركة التداول على اسهم الشركات الصناعية في الضعف الشديد مع انخفاض اسعار بعضها وارتفاع اسعار البعض الآخر، حيث واصل سهم البناء الارتفاع بالحد الاعلى في تداولات متواضعة، فيما انه رغم التداولات المرتفعة لسهم منا القابضة، الا انه انخفض بشكل محدود، ولكن سهم المعدات القابضة يشهد تداولات مرتفعة على سعره الحالي ما يشير الى انه مرشح لان يحقق بعض المكاسب في الفترة القادمة.
وفي قطاع الخدمات، شهد سهم «زين» تداولات نشطة وصعودا ملحوظا في الثواني الاخيرة من التداول الامر الذي اثار تساؤلات حول طبيعة واسباب هذه التداولات خاصة في الثواني الاخيرة، فيما ان هذه التداولات لو شهدها السهم خلال مراحل التداول لكان له تأثير ايجابي على مجمل اداء السوق.
واستمرت التداولات خفيفة على سهم اجيلتي الذي انخفض بشكل محدود، فيما حقق سهم مركز سلطان مكاسب محدودة، اما سهم الأنظمة الآلية، فقد شهد ارتفاعا بالحد الأعلى في بداية التداولات، إلا أن موجة البيع القوية ادت إلى تلاشي هذه المكاسب وانخفاض السهم بشكل محدود.
وحافظت اسهم الشركات غير الكويتية على اسعارها في تداولات ضعيفة.
ورغم الارتفاع النسبي لقيمة التداول إلا أن قيمة تداول اسهم 6 شركات استحوذت على 53% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها النشاط والبالغ عددها 159 شركة.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )