على الرغم من الاقبال الجماهيري الملحوظ الذي تشهده حاليا ارض المعارض بسبب تنظيم 4 معارض دفعة واحدة فان آراء الجمهور تباينت بشانها حيث يراها البعض فرصة لشراء احتياجاتهم فيما يراها آخرون تخلو من الخصومات والعروض الحقيقية.
وجاء تزامن المعارض الـ 4 مع الاستعداد لشهر رمضان واستعدادات غالبية الاسر الكويتية والمقيمة لبدء العام الدراسي الجديد ليزيد من الاعباء المالية عليها في ظل الاستعدادات الخاصة التى يتطلبها الشهر الكريم والمدارس وارتفاع الاسعار بصورة غير مسبوقة.
واستطلعت «كونا» آراء بعض المشاركين الزوار حيث قالت امينة حسن ان الانشغال بالتجهيز لهاتين المناسبتين جعلها تقضي اليوم في التجول بين قاعات المعرض من اجل توفير كافة المستلزمات المدرسية وقضاء الحوائج الرمضانية.
واضافت حسن ان تجمع كافة احتياجات الاسرة في مكان واحد يشكل ميزة مهمة في ظل الجو الحار وارتفاع الرطوبة الى جانب الاسعار التى تكاد تتطابق مع الجمعيات التعاونية والاسواق الاخرى.
في المقابل نفت ام صالح التي كانت تتسوق بصحبة اطفالها في معرض اللوازم المدرسية وجود خصومات على السلع او عروض خاصة بالمعرض، مؤكدة ان الاسعار في الجمعيات التعاونية والاسواق الشعبية ارخص من المعرض.
واضافت ام صالح ان التجار والباعة في المعرض يستغلون حب الاطفال وشغفهم باستخدامهم الدعايات للشخصيات الكارتونية والماركات العالمية التي يصر الاطفال على اقتنائها.
فيما يرى الوافد حسن محمد ان الاسعار عموما مرتفعة هذا العام وهو امر طبيعي نتيجة لارتفاع الاسعار عالميا الا ان المعرض يظل فرصة جيدة بسبب تنوع المعروضات والمنتجات.
واضاف محمد ان المشكلة اصبحت تتعلق بجودة المنتجات التى اصبحت اقل بكثير عما كانت عليه في الاعوام الماضية الى جانب الغزو المعروف لمنتجات احدى الدول لكافة اسواق المنطقة ومن بينها الكويت.
وعن حجم الاقبال على المعرض والسلع راى بائعو الشركات المشاركة في المعارض ان هذه المعارض تقام بصفة دورية وبات الناس ينتظرون ما تقدمه الشركات المشاركة لهذه الفترة المميزة من العام والتي غالبا ما تحرص الشركات على دعمها بالخصومات الخاصة والعروض الترويجية والهدايا المجانية.
وقالوا ان هذه النوعية من المعارض اصبحت سمة سنوية لا يمكن الاستغناء عنها بالنسبة للكثير من العائلات التى تحرص على متابعتها.
واشاروا الى انه لا يمكن اغفال اهميتها خاصة انها تجمع الكثير من الشركات والمحلات تحت سقف واحد ما يعني توفير المزيد من الوقت لرب الاسرة.
ولا شك ان العبء المادي في ظل تزامن هذين الموسمين امر يثقل كاهل الاسرة الامر الذي اكده سليمان العلي بقوله انه سنويا يقوم برصد ميزانية مخصصة للتجهيز للعام الدراسي الا ان هذا العام اختلف الوضع لتزامن بداية شهر رمضان المبارك مع بداية العام الدراسي الجديد ما يعني ان الميزانية تضاعفت.
واضاف العلي انه على الرغم من ذلك فان المعرض يعد فرصة سانحة للظفر بافضل العروض والاسعار ناهيك عن تجمع كافة المستلزمات الرمضانية والمدرسية تحت سقف واحد.
وخالفته الرأي المواطنة جميلة التي قالت ان المعرض هذا العام شهد ارتفاعا ملحوظا في الاسعار بالاضافة الى تكرار المعروضات وغياب العروض الترويجية التي اعتدنا الحصول عليها سنويا مشيرة الى ان عروض الجمعيات التعاونية سواء للسلع الرمضانية او المستلزمات المدرسية افضل مما تقدمه الشركات المشاركة في المعرض.
وتوزعت المعارض الاربعة المقامة حاليا والمخصصة للغذاء والسلع الرمضانية والاواني المنزلية واللوازم المدرسية والعائلة على صالات شركة معرض الكويت الدولي وتستمر حتى 30 من الشهر الجاري.
من ناحيتها قالت مديرة التسويق والعلاقات العامة في شركة معرض الكويت الدولي باسمة الدهيم ان المعارض الاربعة تجذب آلاف الزوار يوميا في ظل مشاركة اكثر من200 شركة ومؤسسة تجارية متخصصة كويتية واجنبية.
واضافت الدهيم ان معرض الغذاء الرمضاني استقطب وحده حوالي 60 شركة حرصت على تقديم منتجاتها وخدماتها في ظل قرب حلول شهر رمضان المبارك.
وبرزت خلال المعارض الاربعة مشاركة المصانع الكويتية في ظل ارتفاع مستوى وجودة منتجاتها المختلفة والتي تنافس مثيلاتها من المنتجات الاجنبية.
وحسب احصائيات الهيئة العامة للصناعة فقد ارتفع عدد المنشات الصناعية الكويتية الى 1091 منشأة فيما تجاوز عدد المنشآت الحرفية 4 آلاف منشاة حتى منتصف العام الحالي.
وتشارك في المعارض شركات محلية وعالمية باسعار وعروض ترويجية خاصة بزوار المعرض الذين يتضاعف استهلاكهم لهذه المواد خلال شهر رمضان.
وتمثل المعارض فرصة امام العائلات والاسر الكويتية والمقيمة في دولة الكويت للحصول على مستلزماتها بأسعار تعتبر الى حد ما اقل من السوق في ظل ارتفاع حدة المنافسة بين المشاركين والعروض المميزة التى يحرصون على تقديمها.
وكانت الكويت كغيرها من دول المنطقة والعالم عانت من ارتفاع معدلات التضخم وغلاء المعيشة وارتفاع اسعار المواد الاساسية خلال العامين الماضي والحالي ما انعكس بصورة واضحة على معدلات الانفاق والادخار الفردية.
وحسب تقرير لبنك الكويت الوطني نشر اخيرا فان الكويت شهدت خلال الأشهر الأخيرة تصاعدا ملحوظا في حدة الضغوط التضخمية حيث ارتفع معدل التضخم أو غلاء المعيشة في شهر مايو الماضي الى 11.1%.
وبين التقرير ان معدلات التضخم في الكويت بدأت في التسارع في عام 2007 الا أنها تصاعدت بشكل ملحوظ منذ أواخر العام وفي بداية العام الحالي.
ويلاحظ أن أسعار المواد الغذائية وخدمات المسكن كانت العامل الرئيسي وراء ارتفاع معدل التضخم في الكويت ومما لا شك فيه أن أسعار المواد الغذائية قد ارتفعت نتيجة لارتفاع أسعارها عالميا في حين أن تكلفة خدمات المسكن قد تصاعدت في ضوء حالة الازدهار الاقتصادي التي تشهدها البلاد والضغوط الناجمة عن تزايد عدد السكان.
واوضح التقرير ان زخم النمو في أسعار المواد الغذائية مازال مرتفعا حيث بلغ 10.8% على أساس سنوي ويتوقع خلال الأشهر المقبلة أن تتراجع أسعار المواد الغذائية شريطة تواصل مسيرة التراجع الحالية التي تشهدها أسعار السلع عالميا.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )