قال تقرير بنك الكويت الوطني ان الدولار الأميركي شهد أسبوعا آخر من الاستقرار في مواجهة جميع العملات الرئيسية، فقد استفادت العملة الأميركية من بيانات اقتصادية قوية مقارنة بأرقام ضعيفة في منطقة اليورو والمملكة المتحدة واليابان، وسط مخاوف من كون آثار أزمة الائتمان قد امتدت إلى دول غير الولايات المتحدة وبقوة أكبر مما كان معتقدا في السابق.
وأوضح التقرير انه وفي مواجهة هذا الوضع تراجع الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوياته مقابل الدولار منذ سنتين ليصل إلى 1.8180 دولار للجنيه، بينما كان أعلى مستوى لتداول اليورو 1.4811 وأدنى مستوى 1.4565 خلال الأسبوع، كما تم تداول الين الياباني ضمن نطاق 108.50 و110.25 في حين كان أدنى سعر يشهده الدولار الاسترالي خلال الأسبوع هو 0.8490 لكنه أقفل في نهاية الأسبوع على 0.8585.
وبين التقرير أن الاقتصاد الأميركي حقق نموا غير متوقع خلال الربع الثاني، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.3% مقارنة بالارتفاع السابق الذي بلغ 1.9%، وأعلى بكثير من الـ 2.7% التي كانت متوقعة، ويعزى هذا الأداء القوي بشكل رئيسي على ارتفاع حاد في الصادرات وتراجع الواردات، بالإضافة إلى نمو الإنفاق الاستهلاكي الذي يشكل أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة.
وذكر التقرير أن المؤشرات الاقتصادية خلال الأسبوع الماضي كانت لصالح العملة الأميركية على الرغم من استمرار المخاوف بشأن النظام المالي في الولايات المتحدة، ومتانة وضع المقرضين بضمان الرهون العقارية، حيث سجلت مبيعات المنازل القائمة ارتفاعا غير متوقع بلغ 3.1% لتصل إلى 5 ملايين وحدة في شهر يوليو، وعكست بذلك التراجع الذي بلغ 2.6% في يونيو، وقفز مؤشر الثقة بالاقتصاد من 51.9 نقطة في يوليو إلى 56.9 نقطة في أغسطس، وهو أداء أفضل بكثير من ال 53.0 نقطة التي كانت متوقعة، وكذلك كان أداء مؤشر ستاندرد أند بورز/ كيس - شيلر لأسعار المنازل أفضل مما كان متوقعا، حيث تراجع سعر المساكن في 20 مدينة بـ - 15.9%، وهو أداء أفضل من التوقعات بحدوث تراجع بنسبة -16.2%.
من جهة أخرى، ارتفعت طلبيات السلع المعمرة بنسبة 1.3% في يوليو، بينما تراجعت مبيعات المساكن الجديدة إلى 515.000 وحدة في يوليو مقارنة بـ 530.000 وحدة في يونيو.
وأخيرا، ارتفع مؤشر جامعة ميتشيغن وبشكل غير متوقع إلى أعلى مستوى له منذ خمسة أشهر ليصل إلى 63.0 نقطة مقارنة بـ 61.2 نقطة الشهر الماضي مستفيدا من تراجع أسعار النفط.
واشار التقرير الى أن أسعار النفط ارتفعت خلال الأسبوع الماضي لتصل إلى 120 دولارا للبرميل نتيجة للمخاوف من احتمال أن يضرب الإعصار غوستاف منطقة خليج المكسيك ويؤثر على إنتاج النفط في المناطق البحرية، كما تأثرت أسعار هذه السلعة الأساسية نتيجة لتصاعد التوتر بين روسيا والولايات المتحدة.
وأوضح التقرير أن اليورو هبط إلى أدنى مستوياته في ستة أشهر مقابل الدولار في أوائل الأسبوع وشهد تداولا عند مستوى 1.4560، وسط مخاوف متزايدة من دخول اقتصاد المجموعة فترة من الركود الاقتصادي.
وتأثرت العملة الأوروبية بأرقام اقتصادية أضعف مما كان متوقعا لها، وخاصة في ألمانيا، الأمر الذي عزز التوقعات بأن يلجأ البنك المركزي الأوروبي إلى خفض أسعار الفائدة.
وبين الوطني أن اليورو استعاد بعض خسائره في وقت لاحق من الأسبوع على أثر ملاحظات عضو مجلس الإدارة التنفيذي في البنك المركزي الأوروبي، اكسيل فيبر، حيث بردت هذه التصريحات حرارة التوقعات بشأن لجوء البنك المركزي الأوروبي إلى خفض أسعار الفائدة، وبلغ أعلى مستوى وصل إليه اليورو خلال الأسبوع 1.4811 لكنه أقفل عند مستوى 1.4670.
وقال الوطني ان البيانات الاقتصادية الضعيفة للاقتصاد الألماني أدت إلى تراجع اليورو خلال الأسبوع، فقد تقلص أكبر اقتصاديات منطقة اليورو بنسبة 0.5% خلال الربع الثاني من العام 2008 وذلك للمرة الأولى من سنة 2004، كما سجل مؤشر «إيفو» الألماني للثقة تجاه نشاط الأعمال في ألمانيا هبوطا حادا ليصل إلى 94.8 نقطة في أغسطس مقارنة بـ 97.5 نقطة في يوليو، ووصل بذلك إلى أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات.
وأشار التقرير إلى انه لم يطرأ أي تغير يذكر على وضع الدينار مقابل الدولار حيث بقي عند مستوى 0.26720 لليوم التاسع على التوالي.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )