أظهر مسح لرويترز ارتفاع معروض نفط أوپيك للشهر الرابع على التوالي في أغسطس الماضي فيما يرجع ذلك أساسا إلى ارتفاع إ نتاج إيران وزيادات صغيرة في نيجيريا وأنغولا.
ويشير المسح إلى أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوپيك) تضخ نحو 800 ألف برميل يوميا فوق هدفها ويأتي في وقت يبدي بعض الأعضاء قلقا من تخمة المعروض في السوق العالمية.
وساعد نفط أوپيك الاضافي وتراجع الطلب من اقتصادات متباطئة في الغرب، على انخفاض الأسعار الى ما دون الـ 111 دولارا للبرميل من ذروة 147.27 دولارا التي سجلها في يوليو.
وتعقد أوپيك اجتماعا في التاسع من سبتمبر الجاري ويتوقع بعض المحللين أن تكون خطوتها المقبلة خفض الإنتاج.
وقال بول هورسنل من باركليز كابيتال «في حين كان الميل باتجاه زيادة الإنتاج على مدى العام الأخير إلا أن تلك الحقبة تقترب من نهايتها والسؤال هو كم من الإنتاج الفعلي سيخفض في الاشهر المقبلة».
وبحسب المسح الذي يشمل شركات نفط ومسؤولين لدى أوپيك ومحللين ارتفع معروض دول أوپيك الثلاث عشرة إلى 32.82 مليون برميل يوميا في أغسطس من 32.59 مليون برميل يوميا في يوليو.
وساهمت إيران بجانب كبير من الزيادة، وكانت ثاني أكبر منتج في أوپيك ورد كميات من النفط دون المتوقع في يوليو بسبب ضعف الطلب على الأنواع الثقيلة من خاماته مما أدى إلى تخزين كميات كبيرة من الخام.
وخلص المسح إلى انتعاش الإنتاج في أغسطس مسجلا 4.05 ملايين برميل يوميا من 7.3 ملايين برميل يوميا في يوليو بفضل ارتفاع المبيعات.
وتضخ نيجيريا وأنغولا كذلك المزيد، وفي نيجيريا، حيث تنال هجمات المتمردين على منشآت النفط من الإنتاج، تحسن مستوى الإنتاج 60 ألف برميل يوميا في أغسطس.
ورفعت أنغولا الإنتاج قليلا رغم اغلاق حقل بلوتونيو النفطي لشركة بي.بي الذي ينتج 200 ألف برميل يوميا في 16 أغسطس إثر حادثة بمحطة للغاز في المنشأة.
وتضخ أوپيك نحو خمسي إمدادات النفط العالمية، وخلص المسح أيضا إلى استقرار معروض السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم.
وضخت المملكة 9.65 ملايين برميل يوميا في أغسطس وذلك بانخفاض طفيف عن 9.7 ملايين برميل يوميا في يوليو حسبما أوضحت نتائج المسح.
وتباينت بشدة تقديرات معروض أغسطس إذ جاءت في نطاق 9.45 ملايين برميل يوميا إلى 9.8 ملايين.
وكانت المملكة رفعت الإنتاج في وقت سابق هذا العام لتلبية الطلب وكبح ما اعتبرته أسعارا أعلى من اللازم.
وجرى تعديل معروض الكويت لشهر يوليو بالزيادة بعدما قالت شركة النفط الوطنية الأسبوع الماضي إن البلد انضم إلى السعودية في ضخ مزيد من النفط في محاولة لخفض الأسعار.
وخلص المسح الى أن 12 دولة في أوپيك تخضع لنظام حصص الإنتاج - أي كل أعضاء المنظمة عدا العراق - انتجت 30.46 مليون برميل يوميا ارتفاعا من 30.21 مليون في يوليو وبزيادة كبيرة عن سقف الانتاج الرسمي للمنظمة البالغ 29.67 مليون برميل يوميا.
وأبقت أوپيك هدف الإنتاج دون تغيير هذا العام وتعقد اجتماعا لمراجعة سياسة الإنتاج في ڤيينا يوم التاسع من سبتمبر.
ويرى بعض أعضاء المنظمة ضرورة خفض الإنتاج.
وقال محمد علي خطيبي محافظ إيران لدى أوپيك في تصريحات نشرت أمس «في ضوء انخفاض أسعار النفط ثمة احتمال لان تقر أوپيك خفضا للانتاج في اجتماعها المقبل في ڤيينا».
وشهد المعروض العراقي تراجعا طفيفا بسبب انخفاض الشحنات من شمال البلاد في حين سجل الإنتاج الليبي هبوطا محدودا بعد اندلاع حريق في صهريج لتخزين الخام.
مستويات الانتاج المستهدفة للدول الاعضاء عدا العراق وأنغولا والاكوادور نشرت لفترة وجيزة في موقع أوپيك على الانترنت في العام الماضي لكنها سحبت لاحقا دون توضيح.
حصلت كل من أنغولا والاكوادور على مستوى مستهدف للانتاج من أول يناير.
الحصص تنطبق على المعروض وليس الانتاج من الآبار ولا تشمل المكثفات ولا سوائل الغاز الطبيعي.
بيانات السعودية والكويت تتضمن انتاج المنطقة المحايدة، وبيانات السعودية تستثني النفط المنتج لحساب البحرين، اما بيانات ڤنزويلا فتشمل النفط الخام الصناعي.
وقالت اندونيسيا في مايو إنها تنوي الانسحاب من أوپيك لكنها لم تنسحب رسميا بعد.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )