مازالت اسواق المال الخليجية تشهد مسلسل الاستنزاف المالي مع انخفاض في القيمة السوقية لجميع الاسواق دون المستوى ومنذ بداية العام الحالي وما تشهده الاسواق ما هو الا سيناريو مكرر لتعاملات بداية الاجواء الرمضانية كما حدث في الاعوام الماضية ومما دعم ذلك دخول الاسواق في فترة اجازة طويلة، نظرا لحالة الاحباط التي خيمت على اوساط المتعاملين جراء الانخفاضات المتتالية التي تشهدها الاسواق على مدار اكثر من 7 جلسات، فالشركات القيادية شهدت تراجعات حادة على غير المتوقع نظرا لتداول الاسهم العادية بشكل مكثف وبقيم مرتفعة لم تشهدها من قبل، اضافة الى ذلك مازالت تشكل ازمة نقص السيولة المالية بالاسواق هاجسا لدى المتعاملين في ظل الاكتتابات الضخمة التي تشهدها اغلب الاسواق خلال الفترة الحالية، اضافة الى عدم توافر طرق تمويل اخرى بعيدا عن السوق.
الأسهم السعودية
وعلى صعيد الاسواق المالية شهد السوق السعودي للاوراق المالية هبوطا بمقدار 2% مع انخفاض اغلب قطاعاته حيث يتقدمها قطاع البنوك والبتروكيماويات كما تعرضت الاسهم القيادية لضغوط بيعية واضحة تزامن معها تحسن نسبي في معدلات السيولة مقارنة بتداولات اول من امس، ويرى المحللون بالسوق السعودي ان طول فترة الاجازات الصيفية العام الحالي مع دخول شهر رمضان المبارك القى بظلاله على حركة السوق.
يذكر ان الموشر العام للسوق اغلق نهاية الشهر الماضي عند مستوى 8757.04 نقطة مرتفعا 16.3 نقطة وبالنسبة لاداء المؤشر من بداية العام حتى الفترة الحالية فقد خسر 20.67% وبلغت القيمة السوقية للاسهم المصدرة 1.70 تريليون ريال، كما بلغت القيمة الاجمالية للاسهم المتداولة في الاسواق المالية السعودية خلال شهر اغسطس 106.23 مليارات ريال بانخفاض قدره 34.95%.
الأسهم الإماراتية
وشهدت الاسهم الاماراتية تحسنا طفيفا بعدما سجلت اول من امس اقل قيمة لتداولاتها منذ مطلع العام بدعم من تدفق مزيد من السيولة المحلية على بورصة العاصمة أبوظبي مما ضاعف قيمة الصفقات المبرمة فيها مقارنة بجلسة التداول السابقة، وفي الوقت ذاته خيمت اجواء التراجع على اداء سوقي دبي وابوظبي مع استمرار تكبد الاسهم القيادية للخسائر كما اوشكت قيمة تعاملات السوقين على ملامسة حاجز المليار درهم مقارنة بنمو سوق دبي 610 ملايين درهم واستمرت الاسهم القيادية في الضغط على مؤشري دبي وابوظبي وان كانت هذه الاسهم قد تمكنت من تقليص خسائرها بشكل طفيف عند الاغلاق، وبالتزامن مع تراجع المؤشرات فقدت الاسهم نحو 2.5 مليار درهم من قيمتها السوقية مع استمرار فشل السوق في تضميد جراحه.
الأسهم العمانية
وتراجعت الأسهم العمانية بشكل حاد نتيجة بيع جماعي عشوائي من المحافظ وكبار المضاربين ليفشل السوق في التماسك داخل منطقة المكاسب التي عاد اليها يوم اول من امس.
وتوضح المعطيات العامة للسوق العماني انه دخل مرحلة التداولات العشوائية التي يتحكم فيها العامل النفسي الذي ينعكس على الحالة العامة للسوق، الأمر الذي وضع السوق في حالة تخبط وارتباك من قبل المستثمرين افضت الى عمليات بيع عشوائية لجني ارباح سريعة خوفا من مرور موجة هبوط تكبد المستثمرين خسائر فادحة، وحصل قطاع الصناعة على اقوى الخسائر من بين القطاعات خلال الفترة الماضية، وذلك بسبب الخسائر الحادة التي حدثت في سهم المطاحن العمانية، فمازالت الاسهم القيادية تضغط على التداولات بشكل كبير ومباشر منذ بداية شهر رمضان.
الأسهم القطرية
وفقدت الاسهم القطرية كل ما ربحته خلال الاسبوع الحالي ليفشل السوق في البدء برحلة استعادة للخسائر الموجعة التي مني بها خلال شهر اغسطس الماضي فالاكتساء الذي شهدته اغلب الاسهم القطرية باللون الاحمر جدد مخاوف المستثمرين من مواصلة تراجع السوق بحدة حيث خيمت الاجواء التشاؤمية على قراراتهم بعدما اقترب المؤشر من 10 آلاف نقطة ولم يعد يفصله عن هذا الحاجز «السيكولوجي» المهم سوى 375 نقطة.
الأسهم الكويتية
يواصل السوق الكويتي تذبذبه بعد ان اقترب من كسر حاجز الـ 14 الف نقطة نزولا حيث مازالت السيولة المالية تمثل هاجسا لدى اوساط المتعاملين، فمازالت هناك حالة من الخوف وغياب الثقة تخيم على معنويات المتعاملين بعد الخسائر القاسية التي تكبدها السوق على مدار الجلسات الماضية.
توقعات رمضانية
ويتوقع المحللون ان الاسواق الخليجية ستشهد انتعاشا خلال الربع الاخير من العام الحالي نظرا للارباح التي يتوقع ان يزيد معدل نموها مقارنة عن العام الماضي مما ينعكس على اداء الاسواق الخليجية بشكل ايجابي ولا يمكن ان نغير المعطيات العامة للاسواق فمازالت في حالة جيدة الا ان العطلة الصيفية ودخول شهر رمضان والاكتتابات المتتالية مع نقص حاد في السيولة ارجعت الاسواق الى معدلات منخفضة الا ان الاسواق في حالة جيدة وتنتظر الاخبار الجيدة التي تتمثل في الارباح ومعدلات نموها المرتفعة.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )