نحن نعيش في عالم يشهد تطورات وتغيرات عميقة وواسعة النطاق في مختلف المجالات بما في ذلك المجالات المعرفية والتقنية والإدارية والمعلوماتية. وبالتالي فقد تعاظمت أهمية التغيير التنظيمي، كأحد أهم الأدوات الإدارية في مؤسسات الأعمال الخاصة منها أو العامة، وذلك بسبب اقترانه بمختلف الجوانب المنظمة، سواء من حيث رؤيتها ورسالتها، أو من حيث عملياتها ومهامها، أو من حيث هياكلها التنظيمية، أو من حيث سلوك الأفراد العاملين واتجاهاتهم والإجراءات المنظمة وتقنياتها المستخدمة، والهدف من وراء ذلك هو البحث عن تلاؤم دائم ما بين النظم الإدارية وبيئة العمل المتغيرة.
فالتغيير عملية ضرورية ولازمة ومن غيرها تتوقف حركة تلك المؤسسة، في حين يتحرك المحيط العام بسرعة في اتجاه معاكس. وليس المقصود بالتغيير التنظيمي هنا تلك الطفرات الفجائية «وليدة اللحظة» التي تحدث لظروف معينة! سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية!!!
وإنما هو ذلك العمل المخطط له سلفا على أسس علمية بما يتماشى والإمكانات المتاحة للمؤسسة في حدود أهدافها التي تم وضعها، وبالتالي فالتغيير لا يعتبر غاية في حد ذاته، وإنما هو وسيلة للوصول لأفضل النتائج.
وهنا علينا أن نسأل ماهي العناصر الأساسية للتغييرات التنظيمية الناجحة؟
الحاجة: وهي العنصر الأساسي المحفز للتغيير فمن غير وجود الحاجة لما كان هنالك حجة أو سبب أو هدف للتغيير!
الرؤية: قبل أن تقوم بالتغيير يجب عليك أن تحدد ما هي النتيجة النهائية المستهدفة من هذا التغيير!
المصداقية: لن تنجح أي محاولة للتغيير الإداري ما لم يحز هذا التغيير موافقة ومساندة من يتوجب عليه التعايش مع هذا التغيير، وللمصداقية وجهان يأتي الأول من سلطة ونفوذ القائمين على التغيير والوجه الأخر هو النجاح في إقناع الآخرين بالحاجة إلى التغيير.
المراقبة والمتابعة: التغيير الحقيقي «ما هو سويتش... أون و أوف» فهو يأتي بالمثابرة والمتابعة والإصرار والالتزام، وذلك لكي تتمكن من التعرف على التحديات التي ستواجه هذا التغيير والعمل عل تطويعها.
ولكن احذر عزيزي القارئ فإن عناصر النجاح المذكورة أعلاه ليست بمثابة ضمان لنجاح التغيير الإداري المستهدف، فالتغيير بحد ذاته عملية صعبة وشاقة وتتطلب فترة من الزمن، ولنا في تاريخنا وتكرار الأزمات المالية العالمية «كل عشر سنوات» البرهان الكافي على مدى صعوبة إحداث التغييرات الناجحة، ففي غالب الحال يبقي الفرد حبيسا لما يألفه وتعلمه «حتى لو كان هذا على حساب مصلحته».
وفي النهاية،،،
دعوة من آيديليتي لإحداث تغييرات مدروسة.
البريد الإلكتروني: [email protected]
الموقع : www.idealiti.com
follow us on twitter:@idealiti
* زاوية أسبوعية هادفة تقدمها كل اثنين شركة آيديليتي للاستشارات في إطار تشجيعها على إنشاء وتطوير واحتضان ورعاية المشاريع التجارية المجدية واقتناص الفرص أو معالجة القصور في الأسواق.
واقرأ ايضاً:
مقالة سابقة بعنوان : «الله لا يغير علينا..»
مقالة سابقة بعنوان: «المصلحة»
مقالة سابقة بعنوان: «العزلة»
مقالة سابقة بعنوان: «عقلية الضياع»
مقالة سابقة بعنوان: مترو «الأحلام»
مقالة سابقة بعنوان «مراكز التكلفة»
مقالة سابقة بعنوان: «حوار» الأدراج
مقالة سابقة بعنوان: عشوائية «التعليم»
مقالة سابقة بعنوان: «لجنة» ولو جبر خاطر
مقالة سابقة بعنوان «الديموقراطية والقرار»