أقر مجلس النواب الاميركي امس، خطة وزير الخزانة هنري بولسن لإنقاذ النظام المالي والتي تبلغ كلفتها 700 مليار دولار بغالبية 263 صوتا مقابل 171، بعد ان كان رفضها الاثنين الماضي، وكان مجلس الشيوخ الاميركي اقر بدوره الخطة الاربعاء، وبالتالي، بات «قانون دعم الاستقرار الاقتصادي العاجل 2008» يحتاج فقط الى توقيع الرئيس الاميركي جورج بوش ليصبح نافذا.
وكان مجلس النواب رفض الخطة الاثنين الماضي بفارق 13 صوتا ما تسبب في انهيار مؤشر داو جونز والبورصات العالمية. وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني فراتو قبل انتهاء التصويت في مجلس النواب: «اذا أقر مشروع القانون، فنرغب بتوقيعه في اسرع وقت ممكن»، وقد يستغرق الاجراء الروتيني المتمثل في انتقال مشروع القانون من الكونغرس الى البيت الابيض بضعة ايام، الا ان فراتو قال: «أعلم ان مكتب مجلس النواب سيعمل على وصوله الى البيت الابيض في اسرع وقت ممكن».
واشار فراتو الى ان بوش قد يوقّع على القانون الجديد اثناء وجوده خارج العاصمة، وتابع: «سبق لنا ان فعلنا هذا من قبل، يمكن للرئيس ان يوقّع مشروع القانون فور تسلمه».
من جانبه، وقع الرئيس الأميركي جورج بوش مشروع قانون النظام المالي ورحب بوش بإقرار المجلس لخطة إنقاذ النظام المالي، واعدا بنشره في اسرع وقت ممكن واصفا اياه بالحيوي «لمساعدة الاقتصاد الاميركي على تجاوز العاصفة المالية».
وحذّر في تصريح ادلى به في حدائق البيت الابيض من ان آثار الخطة «تستلزم وقتا» قبل ان تبدأ في الظهور.
وكان الرئيس جورج بوش قد حث في مداخلة الخميس هي الرابعة عشرة له في غضون 15 يوما البرلمانيين على اقرار الخطة موضحا «انها مشكلة تتجاوز بكثير نيويورك ووول ستريت. هذه مشكلة تؤثر على الاشخاص الذين يجهدون في العمل».
وهذا الرأي نفسه كان سائدا ايضا في اوروبا.
فقد شدد حاكم المصرف المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه على ضرورة اقرار خطة بولسون في الكونغرس الاميركي لمواجهة «الحركة التصحيحية الكبيرة جدا الحاصلة حاليا».
وقال تريشيه «يجب بطبيعة الحال ان تقر خطة وزير الخزانة الاميركي هنري بولسون، هذا امر ضروري».
وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كانت خطة انقاذ المصارف التي تعرضها ادارة بوش على مجلس النواب كافية لاخراج الولايات المتحدة من الازمة قال تريشيه «في اميركا حيث نشأت الاضطرابات القوية التي نشهدها الان وفي اوروبا وبقية العالم نواجه حركة تصحيحية كبيرة جدا راهنا.
لذا لا يمكننا ان نقول بعد حدث ما، ان كل شيء انتهى».
واضاف «ومن ثم يجب ان يكون المسؤولون على مستوى التحديات المتواصلة التي يواجهونها». من جانبها تواصل المصارف المركزية ضخ السيولة من احتياطيها لتجنب توقف سوق التسليفات.
واعلن المصرف المركزي الاوروبي انه ينوي تخصيص 50 مليار دولار في الاوساط المصرفية في منطقة اليورو في اطار اجراءات مشتركة مع الاحتياطي الفيدرالي.
وبانتظار خطة بولسون سيطر الغموض في الاتحاد الاوروبي حول خطة اوروبية محتملة رغم تأكيد تريشيه ان «ليس من اختلاف».
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )