مدحت فاخوري
تقـدر تكلفـــة الجرائم الالكترونيـــة بنحــو 110 مليارات دولار سنويا حيث يتعرض لها يوميا نحو 1.5 مليون شخص، فقد تعرض العديد من عملاء البنوك للخطر من خلال تسرب بيانات البطاقات الائتمانية لهم بالإضافة إلى تعرض أجهزتهم من أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية للاختراق، حيث ان هناك العديد من الناس يقضون معاملاتهم البنكية عبر الانترنت وكذلك التسوق عبر الانترنت والتحدث إلى أصدقائهم.
ووفقا للرئيس التكنولوجي لدى شركة سيامنتك جريج دي، فإن تلك المعاملات عبر الانترنت تتيح المزيد من الفرص أمام الجرائم، حيث انه بالطبع قراصنة الانترنت يتتبعون الأموال، وهناك عصابات دولية تعمل على مستوى عالمي وغالبا تلك العصابات ما يكون لها بنى تحتية قوية.
وفي عام 2012، كشفت شركة مكافحة الفيروسات الالكترونية «مكافي» عن حوالي 60 سيرفرا تم اختراقها وإرسال رسائل تهديدية للعديد من الأغنياء بالاستيلاء على بياناتهم المصرفية، وقد بدأت تلك الفضيحة من إيطاليا مخترقة للحسابات البنكية منتقلة إلى ألمانيا ثم إلى أميركا اللاتينية وأخيرا انتقلت إلى الولايات المتحدة، متجاوزة كل الإجراءات الأمنية مثل «المصادقة مرتين على الحساب المصرفي» ومن خلال هذه الاختراقات تم الاستيلاء على 60 مليون دولار وإن كان مجموع الأموال المعرضة لنفس الخطر هو أكثر بكثير بما يعادل نحو 2 مليار دولار.
وحسب جريج دي فإن أخلاقيات الجريمة الالكترونية تقوم على «انك لو هاجمت سيدة عجوزا في الطريق العام فبذلك ترتكب حماقة، في حين انك لو قمت بالاستيلاء على 50 جنيها إسترلينيا من الحساب المصرفي للسيدة سميث (مثلا)، فان لن تكون على معرفة بحقيقة عمرها، حيث انك لن تراها أبدا وبالتالي فإنك لن تكون قد ارتكبت حماقة».
ويقول الخبير في جرائم الانترنت بشركة سافوس جرهام كليلي ان القراصنة يكونون على قدر كبير من الذكاء مما يمكنهم من اختراق برامج الأمان على الأجهزة فالمجرمون يستخدمون البرمجيات الخبيثة نفسها، كما في الماضي وبقدر ذكائهم يستطيعون اختراق صفحات الويب وحسب توقعات خبراء البرمجيات فان مجرمو الإنترنت لا يهاجمون فقط من خلال متصفحات الويب، ولكنهم حولوا اهتمامهم للهواتف الذكية التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد التي تمثل نحو نصف سوق الهواتف الذكية.
ومع زيادة المستخدمين الذين يقومون بعمليات مصرفية عبر الهواتف الذكية فإن جرائم الإنترنت عبر الأجهزة النقالة الذكية ستصبح أكثر انتشارا خلال عام 2013 ففي العام الماضي وجد ان الأجهزة التي تعمل بنظام الاندرويد على سبيل المثال تتعرض للهجمات الإلكترونية بمعدل مرتفع عن أجهزة الكمبيوتر في كل من استراليا والولايات المتحدة، وفقا لمركز سوفوس.
وتظهر الهجمات الإلكترونية من خلال تطبيقات الكترونية أو شكل رابط لإحدى الشبكات للمواقع الإباحية وفي اغلب الأحيان فإن مستخدمي التكنولوجيا يقعون ضحايا لتلك الجرائم الالكترونية، حيث ان أكثر من نصف مستخدمي الهواتف الذكية ليسوا على علم بما إذا كانت برامج الأمان موجودة على أجهزتهم من عدمه.
وقد قدرت يوروبول الضحايا الذين دفعوا بنحو 3% من إجمالي عدد الضحايا الذي قدر بنحو عشرات الآلاف وهذا يعني ربحا جيدا بالنسبة للمجرمين وفي الوقت نفسه سيطلق الانتربول الدولي وحدة متخصصة لمكافحة الجريمة الالكترونية مع حلول عام 2014 في محاولة للاستجابة لمكافحة التهديدات العالمية.
وحسب مجموعة ncc للأمن والأمان هي روسيا والصين التي تعد المصدر الأكبر والولايات المتحدة وعن الدافع وراء تلك الهجمات الإلكترونية يقول الرئيس التنفيذي لمجموعة كيريروا للأمن والأمان عبر الإنترنت آشلي ستيفنسون ان المال ليس هو الدافع الوحيد وراء تلك الهجمات الإلكترونية فالبعض يفعل ذلك لمجرد المتعة أو الفضول الفكري، المشرعون للقوانين يضيقون الخناق على الشركات المتساهلة مع بيانات عملائها، ففي المملكة المتحدة زادت الحكومة من ضغوطها على الشركات لتشديد الإجراءات الأمنية، معطية السلطة لمكتب مفوض المعلومات في فرض غرامات كبيرة حتى على الشركات الصغيرة في حال إفشائها لبيانات العملاء، وعلى سبيل المثال في عام 2011، تمكن القراصنة من التسلل لشبكة بيانات شركة سوني بلاي ستيشن وقاموا بنسخ البيانات الشخصية لنحو 77 مليونا من المستخدمين، كما تم نسخ المعلومات المشفرة لنحو 13 ألف بطاقة ائتمان وغرمت «سوني» بغرامة قدرها 250 ألف جنيه إسترليني بسبب ذلك.