قال عضو المجلس الاعلى للبترول موسى معرفي ان منظمة الدول المصدرة للنفط (أوپيك) تحتاج الى خفض انتاجها بين 1.5 مليون ومليوني برميل يوميا في اجتماعها المقبل اذا ارادت الوصول بسعر برميل النفط الى 50 دولارا.
واوضح معرفي في تصريح لـ «كونا» ان المنظمة تحتاج ايضا الى وضع آلية جديدة للتأثير على الاسواق اذا ارادت الوصول الى سعر 75 دولارا للبرميل وهو السعر الذي اعلنت اكثر من جهة انه يعد سعرا عادلا، مبينا ان هذه الآلية لا يمكن لفرد او دولة واحدة ان تضعها، لانها تحتاج الى تضافر جهود جميع دول المنظمة.
واشار الى ان الاجتماع المقبل للمنظمة في وهران الجزائرية يوم الاربعاء المقبل يعتبر مفصليا للغاية وهو اجتماع تاريخي لأن المنظمة تقف اليوم على مفترق طرق، مؤكدا ان المهمة الأولى للاجتماع يجب ان تكون وقف التدهور في الاسعار.
واكد ان أوپيك تخلت عن التدخل في الاسعار منذ زمن لكن يجب عليها الآن ومع استمرار تراجع الاسعار التفكير جديا في تغيير سياستها بما يراعي مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
ولفت الى ان المشكلة الاساسية لدى المنظمة تكمن في عدم التزام بعض دولها بما يتم اتخاذه من قرارات، مبينا ان الكويت تعد من اكثر الدول التزاما في هذا الشأن.
واوضح ان ثلثي اعضاء المنظمة يلتزمون بما تم الاتفاق عليه من خفض في اجتماع 24 اكتوبر الماضي لكن الثلث الباقي غير ملتزم للاسف، مبينا ان الفئة غير الملتزمة تضخ كميات مؤثرة في السوق وهو ما يضعف قرارات المنظمة بشكل كبير.
واضاف ان هناك دولا مؤثرة من خارج أوپيك مثل روسيا ولابد من التنسيق معها لانه من الوارد ان تتخذ المنظمة قرارات بالخفض مثلا ثم تقوم هذه الدول بتعويض الكميات المسحوبة من السوق عن طريق ضخ كميات اضافية ما يؤثر سلبا على الاسعار ويجعل مهمة التنسيق معها حتمية.
وحول اختلاف الدول في سياساتها تجاه السوق النفطي رغم رغبة جميع المصدرين في رفع الاسعار قال معرفي ان بعض الدول يفكر بطريقة آنية قصيرة المدى وبعضها الآخر يفكر بطريقة بعيدة المدى وهو ما يخلق الاختلاف والتباين بين النظرتين، مشيرا الى ان دولا من الفئة الاولى تحاول ان تحصل على الاموال النقدية بأي وسيلة وتحت أي سعر للنفط.
ورأى عضو المجلس الأعلى للبترول موسى معرفي ان الكمية التي تم خفضها من انتاج أوپيك في اجتماع ڤيينا الذي عقد في 24 اكتوبر الماضي لم تكن كافية وان السوق اليوم يحتاج الى تخفيض جديد مشددا على ان العنصر الاهم هو الالتزام من قبل الجميع.
واعرب عن امله في ان يكون الاجتماع المقبل لدول المنظمة مؤثرا وان تتم دعوة الدول غير المنتمية الى المنظمة للمشاركة في هذا الاجتماع وان يتم التنسيق والتعاون معها في هذا الشأن.
وحول تقييمه لسوق النفط في الوقت الحالي قال معرفي ان وضع السوق صعب وان تأثير الازمة المالية العالمية على الاسواق كبير سواء بسبب تراجع الاقتصاد الأميركي او تراجع النمو في اقتصادات كل من الهند والصين، وهي دول كانت تستهلك كميات غير قليلة من الانتاج العالمي.
واضاف ان وصول سعر برميل النفط الى مستوى 147 دولارا في يوليو الماضي لم يكن طبيعيا انما كان بضغط من المضاربات في الاسواق العالمية، مشيرا الى ان الاسعار كانت قد وصلت الى مستوى التوازن بين العرض والطلب في الربع الاخير من عام 2007 عندما كانت اقل بعض الشيء من 100 دولار للبرميل.
وقال ان السوق يعاني من ثلاثة عوامل هي الفائض في المعروض وارتفاع مستوى المخزون لدى الدول المستهلكة وكذلك التراجع في الاقتصاد العالمي ليؤدي الأمر في النهاية الى التراجع السريع في الاسواق.
وقال ان بعض التوقعات تشير الى عودة اسعار النفط الى الارتفاع في منتصف عام 2009 لكن الامر يظل في اطار التخمينات والتوقعات التي يمكــن ان تصدق او لا تصدق.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )