توقع اقتصاديون أن يشهد عام 2009 عمليات اندماجات بين بعض الشركات لتفادي تداعيات الازمة المالية العالمية التي أثرت على بعض الكيانات الاقتصادية وأصبح خيار الدمج ضرورة حتمية خاصة للشركات المتعثرة.
وقالوا في لقاءات مع «كونا» امس ان الدعوة التي أطلقها محافظ بنك الكويت المركزي الشيخ سالم العبدالعزيز الى أن تنظر الشركات في الاندماج لمواجهة أثر الأزمة المالية العالمية تلقى صدى ومفاوضات من أجل المضي قدما في تنفيذ الخطوة.
وأشاروا الى أن الشركات يجب أن تنظر بجدية للفرص الممكنة لها لإعادة هيكلة أوضاعها بما في ذلك فرص الاندماج مع شركات أخرى في ذات القطاع أو في قطاعات أخرى.
وأكد رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب في شركة أفكار القابضة صالح اليوسف أن الاندماج ضرورة حتمية من ناحية المعالجات للأوضاع الحالية التي خلفتها تداعيات الازمة المالية العالمية وألقت بظلالها على الاقتصاد الكويتي، موضحا أن عملية الدمج يجب أن تعتمد على أسس ونشاط الشركة والأهداف المنتظرة من اندماجها.
وأشار اليوسف الى أن الشركات الاستثمارية المدرجة في سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) أو غير المدرجة أكثر من طاقة السوق المحلي، حيث كثرت هذه الشركات في السنوات الأخيرة، لاسيما التي تتعامل وفقا للشريعة الاسلامية على الرغم من قله الفرص في الكويت.
واشترط في عملية الدمج أن تكون ايجابية وليست فقط من أجل الشكل العام، بمعنى أن تكون مصالح المساهمين في المقام الاول قبل الإقدام على هذه الخطوة، ومن المفترض على الشركتين الراغبتين في الاندماج ان تنوعا من نشاطهما من أجل توسيع السيولة وتبادل الخبرات.
وأوضح اليوسف أن الدعوة التي أطلقها المحافظ الشيخ سالم عبدالعزيز في هذا الاتجاه تعتبر رؤية ثاقبة لمستقبل الاقتصاد الكويتي.
أما رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب في المجموعة المالية الكويتية حسين العتال فرأى في اندماج الشركات أمرا مهما يتمثل في زيادة القيمة الدفترية لأصول الشركتين علاوة على خلق قيمة مضافة للمساهمين كل حسب ما تمثله قوة الأصول.
وأكد العتال أن الهدف لابد أن يكمن في ضرورة تقليل المصاريف وزيادة الايرادات وارتفاع القيمة السوقية لمصلحة الشركتين.
وقال انه لا يقارن كل اندماج في هذه الظروف بين شركات اندمجت في مناخ موات، ولذلك لابد من دراسة فاحصة ودقيقة تهدف الى المصلحة العليا للمساهمين قبل اتمام الاندماج الذي اصبح موجة عالمية.
واستذكر العتال الدعوة التي أطلقها في الكويت رئيس مجلس ادارة شركة ايفا الراحل جاسم البحر وقيامه بدمج بعض شركاته.
وأوضح أن قواعد عمليات الاندماج سابقا أصبحت شروطا حالية فرضتها تداعيات الازمة المالية ما يستدعي التفكير بطريقة ايجابية وصحية لأن القطاع الخاص الكويتي له نجاحاته.
ودعا الى مساندة القطاع الخاص «لأننا مقبلون على آثار اقتصادية واجتماعية جراء تداعيات فرضتها ظروف دولية».
وقال الخبير الاقتصادي جعفر القلاف ان الاندماجات عادة ما تهدف الى تعزيز وحدات الإنتاج، حيث تشير التجارب العالمية الى ذلك، كما انها تهدف الى زيادة عدد مشتري ومبتاعي الخدمات ما يخلق كيانا قادرا على ضبط مستوى المصروفات ومستويات الوحدات المختلفة.
وأكد القلاف ان المفهوم الأكثر شيوعا في الاندماجات يتم بين شركات نشاطها مشابه أو مكمل، كما أن بعض الحالات تتم في ظروف طبيعية وليس وفق ردود أفعال كما هم الحال الآن، حيث الركود الاقتصادي من أجل زيادة الحصة السوقية ومنفعة المساهمين.
واشترط ضرورة أن يحقق الاندماج معدلات النجاح الطبيعية اذا ولد في ظروف طبيعية، أما اذا كان ناجما عن ردود أفعال ويفتقد رؤية واستراتيجية واضحة المعالم فانه لا يولد كيانا ناجحا بل يولد اعباء مشتركة.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )