أحمد يوسف
ألقت تداولات العام الماضي بظلالها على تداولات أمس مع بداية تداولات العام الجديد، حيث شهد السوق تداولات متدنية في ظل غياب الحلول لمعالجة الأزمة التي طالت وشملت قطاعات اقتصادية عديدة.
واجمع اقتصاديون في لقاءات متفرقة مع «الأنباء» على ضرورة الإسراع بتقديم حلول جديدة وفعالة، مؤكدين على عدم جدوى الحلول التي تقدم بها فريق العمل الحكومي.
وقالوا ان الاهداف المعلنة لعمل المحفظة المليارية باتت عديمة الجدوى في ظل عملها بصورة احترافية ولجنة تهدف الى الاستثمار في حين ان اعلانها كان بهدف دعم استقرار السوق وعودة الثقة في التداولات مرة اخرى.
وتوقعوا ان تشهد تداولات الشهر الجاري مزيدا من الهدوء والانخفاضات مادام لم يتم الخروج من الأزمة بحلول فعلية واجبة النفاذ.
وقالوا: اذا كانت كل التحديات الكبرى التي تواجه الدولة تحل من خلال صاحب السمو الأمير فليكن الأمر، حيث باتت الأمور تنذر بعواقب وخيمة التأثير على مجريات الأمور من ناحية ومن ناحية اخرى باتت الأقرب في تأثيرها على مجمل الحياة الاقتصادية في الكويت.
وفيما يلي التفاصيل:
بداية، قال المحلل المالي في بيت المشورة علي العنزي ان تداولات امس شهدت امتدادا لتداولات العام الماضي متأثرة سلبيا باستمرار التحديات التي تواجه سوق الكويت للأوراق المالية والتي لم تجد طريقا للحل رغم المحاولات الرسمية للخروج من بوتقة الأزمة.
الرؤية الاستثمارية
وأضاف العنزي ان الرؤية الاستثمارية في البورصة باتت اكثر ضبابية وعدم وضوح على خلفية عدم خروج لجنة الانقاذ الحكومية بقرارات واجبة النفاذ، او اقتناع المحفظة المليارية التي تم اقرارها بالدخول في الوقت الراهن بثقلها.
واشار الى ان تداولات امس التي بدأت العام الجديد شهدت اتجاها قويا نحو البيع منذ بداية الجلسة على شركات الاستثمار ثم تماسك لقطاع البنوك وانتهاء بانزلاق كبير لقطاعات السوق.
وقال ان السوق باتت على قناعة بأن وتيرة التداولات خلال الشهر الجاري ستكون اكثر هدوءا، حيث لم تبد في الأفق اي ملامح لحلول فعلية ومؤثرة تحول دفة التداولات نحو العودة الى الانتعاش مرة اخرى.
واكد على ضرورة ايجاد حلول فعالة وبديلة عن التي تم طرحها من قبل لجنة الانقاذ مؤكدا على ضرورة التفكير بجدية مرة اخرى وبمنهجية عملية لوقف نزيف الخسائر وضمان عودة الثقة مرة اخرى الى السوق.
وعن عدم دخول المحفظة المليارية بوزنها الثقيل وتحقيق اهدافها المرجوة، قال العنزي انه بالنظر الى اهداف المحفظة وتاريخ دخولها فلم يتحقق اي من اهدافها، واذا كان هدفها بالاساس هو الاستثمار على اسس فنية بحتة فإنه يتوقع ان يشهد السوق مزيدا من الانخفاض حتى تدخل المحفظة اذا كان ذلك هو الاساس وليس كما اعلن عنها من عودة الثقة والحفاظ على استقرار ودعم السوق.
وقال ان هناك العديد من الفرص الاستثمارية المتوافرة بالسوق الآن، لكن باتت هناك قناعة لدى مدير المحفظة المليارية بفرص اكبر في المستقبل القريب، وهو الامر الذي يؤخر عملها ودخولها بثقلها كما كانت التوقعات.
واكد ان الاسهم القيادية قادرة على دعم نفسها، لكن باتت هناك فرص استثمارية واعدة من اسهم باتت اسعارها قياسية في ظل الاسعار المتدنية التي يعاني منها السوق في الوقت الراهن.
وطالب العنزي بضرورة الخروج بحلول واقعية في اقصر وقت ممكن لعدم انزلاق الاقتصاد العام للدولة في نفق مظلم حيث الخروج منه يكلف الكثير وقتها.
اداء متوقع
على صعيد ما تقدم، يؤكد نائب رئيس شركة ايفا وعضو مجلس ادارة اتحاد الشركات الاستثمارية صالح السلمي ان ما حدث من تداولات الامس كان متوقعا وطبيعيا، حيث لم تحدث معالجة فعلية جراء ازمة البورصة، وبالتالي فإن ضعف التداولات من قيمة وكمية يعد امرا طبيعيا.
وقال ان هناك مزيدا من التخوفات من اقتناص العديد من الفرص الاستثمارية التي باتت واضحة في ظل التدني الملحوظ لاسعار الاسهم، حيث ينتظر المستثمر ثبات السوق وهو ما لم يحدث ولن يحدث في ظل استمرار تداعيات الازمة وعدم وجود رؤى واضحة تجاه هذه الازمة.
وقال السلمي: نحن الآن امام تحديات حقيقية تنذر بخطر كبير، حيث تلاشت العديد من المفاهيم والمعايير الاقتصادية في ظل الازمة، فلم تعد هناك قيمة لمعايير الكفاءة والملاءة والقوة في ظل الانخفاضات المتوالية التي يشهدها السوق في كل قطاعاته.
وعن الحلول المطروحة من قبل فريق العمل الحكومي، قال: اي حلول، لا توجد حلول فعلية للمشاكل التي تفاقمت نتيجة طول الانتظار.
وقال: اذا كانت كل التحديات الكبرى التي تواجه الدولة لن يتم حلها الا من خلال صاحب السمو الامير، فإننا نطالب ونناشد صاحب السمو الامير ضرورة ايجاد حل لهذه الاشكاليات التي باتت تشكل خطورة على القطاعات الاقتصادية في الدولة.
في السياق نفسه، قال المحلل المالي لدى بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) ميثم الشخص ان ما حدث من تداولات بداية العام الجديد كان متوقعا في ظل التراخي وعدم اعتماد وجود حلول جذرية وفعالة تجاه الشركات الاستثمارية منذ بداية الازمة.
المحفظة المليارية
واكد انه اصبح هناك يقين من عدم ضخ اموال المحفظة المليارية كنتيجة مؤكدة لمزيد من الخسائر التي يتوقع ان يحققها السوق خلال الشهر الجاري.
واضاف: ان السوق يشهد حاليا الكثير من المضاربات القصيرة الامد، وكان التفكير الاكثر جدوى في الاستثمارين الطويل والمتوسط حيث اثبتت الرؤى وجود نوع من الضبابية وعدم الشفافية التي تشجع على المضي قدما نحو هذا الاتجاه.
واشار الى ان هناك نوعا من التخوف لدى الاقتصاديين من امتداد تأثير ازمة البورصة والشركات الاستثمارية على مجمل القطاعات الاقتصادية، لافتا الى تأثر قطاع السيارات الاميركية بالأزمة هناك.
وتوقع ان يشهد الشهر الجاري مزيدا من التداولات الضعيفة، مؤكدا ان حدوث ذلك سيكون اسوأ بالنسبة للاقتصاد الكلي.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )