- بودي: «طيران الجزيرة» خير مثال على الإصرار والمتابعة للوصول إلى النجاح
- العمر: «بيتك» «هارفرد» البنوك الإسلامية.. ومُخرّج القيادات والمسؤولين
- بوخمسين: علينا تقديم التسهيلات كافة لدعم إبداعات الشباب
- الخشتي: «زين» مستمرة في دعم المشاريع الشبابية من الألف إلى الياء
محمود فاروق
استعرض رئيس مجلس إدارة مجموعة طيران الجزيرة مروان بودي أهم المحطات التي مرت بها الشركة منذ إنشائها عام 2004 وما واجهوه من عقبات ومراحل ازدهار الشركة ودور صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد في إنشاء شركة الجزيرة للطيران لتصبح واحدة من افضل الشركات في الكويت والبورصة.
جاء ذلك على هامش مؤتمر «تمكين الشباب» الثاني الذي بدأ انشطته مساء الأحد، حيث تصاحبه العديد من الندوات وورش العمل وافتتاح معرض مصاحب له وسط حضور اقتصادي واستثماري محلي ودولي وتغطية إعلامية واسعة، حيث يعتبر أول مؤتمر من نوعه في الكويت يقام للعام الثاني على التوالي ممثلا مبادرة أكاديمية ووطنية من الشباب ويعد من المبادرات الوطنية الرائدة في الكويت التي تهدف الى تشجيع الطاقات الشبابية الكويتية نحو بناء مستقبل اقتصادي قيادي مشرق للكويت.
وقال بودي خلال عرضه المتميز الذي استغرق ما يزيد عن 30 دقيقة انه لا يوجد شيء مستحيل بالكويت، واصفا إياه بأنه بلد الفرص، وأعطى مثالا على ذلك بانه في 2005 كسرت طيران الجزيرة حاجز احتكار الطيران الذي استمر لمدة 50 عاما، لتصبح واحدة من أربح شركات الطيران في المنطقة والعالم.
وأضاف بودي قائلا: انه في عام 2003 تقدمنا للحكومة بطلب لتأسيس شركة طيران، ومن الطبيعي أن نجد معارضة من قبل نواب أو وزراء في الحكومة لمثل هذا المشروع، فالجميع يرى أن شركات الطيران من الطبيعي أن تديرها الحكومات فقط، وبالطبع واجهتنا تحديات ولكن الحل يكمن في الاصرار، دائما، ويجب ألا نتوقف عند حد معين، ولكن يجب ان نستمر ونكمل حتى النهاية.
وأردف قائلا انه: في 26 مايو 2004 بدأنا أول اكتتاب، وفي 10 يونيو سددنا أكبر اكتتاب في الكويت، والتحدي الثاني كان كيف سيصبح لدينا حقوق نقل ودولتنا صغيرة، لكن هذا لم يوقفنا، مرة ثانية عن الاصرار، واستطعنا أن نأخذ حقوقنا كاملة بمساندة الحكومة نفسها التي كانت مترددة في السابق وهي نفسها من كانت أكبر سند في الوصول الى النجاح الذي نحن فيه.
وذكر بودي: ان اول تمويل للشركة كان من 3 بنوك، بنك ألماني متخصص في الطيران وبنك الكويت الوطني وبيت التمويل الكويتي، والحكومة كانت الداعم الاول لنا، وبالفعل تم تسلم أول طائرة وأقلعت أولى رحلاتنا وكان سمو الأمير في افتتاح الشركة رسميا، ففي 2005 تحركنا بـ 5 طائرات، وزدنا عدد الرحلات الى دبي، الكويت، فالفرص كثيرة ولكن تحتاج الى من يستغلها ودائما يقولون: اللؤلؤ يحتاج الى من يطلعه ما يطلع بروحه على سطح الماء.
ولخص بودي حديثه قائلا: «يجب أن يضع اي شخص هدفه أمامه وأن تكون لديه استراتيجية واضحة وخطة محددة، وفريق يساعد في الوصول الى الهدف».
واختتم بودي حديثه بعرض فيلم قصير عن دورة مبيعات الشركة عندما يقوم أحد الأشخاص بحجز تذكرة على متن خطوط الشركة بقيمة 100 دينار، وكيف ان 95 دينارا من قيمة التذكرة تدخل إلى دورة النقد المحلية، موضحا ان الشركة نقلت أكثر من 8.4 ملايين مسافر منذ نشأتها وهي تفخر الآن بأنها قامت بإدخال هذه الأموال الى عجلة الاقتصاد المحلي.
قضايا الشباب
وفي ذات السياق، اكد الرئيس التنفيذي في بيت التمويل الكويتي (بيتك) محمد سليمان العمر ان القطاع الخاص يستطيع ان يقوم بدور محوري في التخفيف من حدة القضايا المتعلقة بشريحة الشباب واهمها التوظيف والاسكان اذا ما اتيحت له الفرصة برؤية متكاملة تقدم المزايا والتحفيزات اللازمة، مشيرا إلى ان نصف سكان الكويت تقريبا من الشباب، وهو ما يفرض اعباء على الحكومة تتمثل في التدريب والتوظيف والارتقاء بمستوى التعليم، ويمكن من خلال طرح مشاريع وزيادة حجم الانفاق الحكومي، دعم قدرات القطاع الخاص ودفعه للمساهمة في تقديم الحلول مثل المزيد من الوظائف وتمويل المشروعات الكبرى خاصة في مجال الاسكان والبنى التحتية.
وأوضح العمر في كلمته امام مؤتمر تمكين امس ان تحريك عجلة السوق وزيادة الانفاق والقضاء على الروتين والبيروقراطية وسن تشريعات تعزز القطاع الخاص من شأنه المساهمة في توسيع دوره في استقطاب كفاءات جديدة من الشباب وتوظيفها، كما ان انشاء مدن جديدة ينشط السوق العقاري المرتبط به اكثر من 50 سلعة وحرفة ما يحدث رواجا في السوق وفي نفس الوقت ذاته يتم توفير الرعاية السكنية والحد من تكدس الطلبات، واذا توافر للشاب فرصة العمل والسكن، فإننا نضمن مواطنا صالحا يساهم في رفعة وطنه وتقدمه ويكون عنصرا مهما في تحقيق التنمية والنهوض بالمجتمع.
وقال العمر ان «بيتك» يعد هارفارد البنوك الإسلامية، حيث تخرجت في مدرسته قيادات تولت مواقع مسؤولية في العديد من المؤسسات المالية الإسلامية ويفسح مجالا واسعا للشباب وللقدرات والطاقات المبدعة في العنصر الوطني، فالمبدأ الذي يسير عليه «بيتك» يحث على التعلم والإنتاج والابتكار، فالبرامج التدريبية التي تصقل مهارات بناء الشخصية وآلية اتخاذ القرار تحظى بأولوية في خطط وبرامج تدريب الموظفين في «بيتك».
وأضاف: استطاع «بيتك» أن يساهم في خلق فرص عمل واستثمار حقيقية، وتنمية الاقتصاد محليا وإقليميا وعالميا، انطلاقا من مبدأ «إعمار الأرض» الذي يعمل البنك وفقه، علاوة على ان المؤسسات الناجحة هي التي تعمل لتوفير خطوط متتالية من الخبرات للمحافظة على مستوى العمل وعدم الاعتماد على اشخاص بعينهم، مشيرا الى ان «بيتك» بادر بإعادة النظر في نموذج أعماله وإعادة الهيكلة، بما يحسن من ربحيته ويعزز استدامتها.
ودعا العمر الشباب إلى دراسة التغيرات التي طرأت على سوق العمل جيدا ومعرفة التخصصات والوظائف التي زاد الطلب عليها، ثم معرفة المتطلبات والمهارات التي تحتاج اليها هذه الوظائف والعمل على تنميتها وصقلها، فالاقتصاد العالمي يمر بمرحلة مهمة من التحول وإعادة الهيكلة انعكست على استراتيجيات وخطط الشركات فيما يتعلق بالأنشطة والاعمال والتوظيف، مشددا على اهمية التفاؤل بالمستقبل، فالنجاح لا يتحقق مع الشعور بالإحباط أو اليأس.
وقال ان قرار التخصص والعمل في مهنة معينة ليس سهلا او عملا يترك للمصادفة، لذا يجب اتخاذه بعناية وبعد دراسة متأنية، والشاب المقبل على سوق العمل الآن امامه القطاع الحكومي والخاص، وعليه ان يقارن ويتخذ القرار ويتحمل المسؤولية، لكن من المفروض الا تكون رؤيته مقتصرة على عنصر او عنصرين، مثل المزايا المالية والاستقرار الوظيفي فقط، فالاعتبارات المادية رغم اهميتها قد لا تكون وحدها ايجابية لشخصية الفرد على المديين المتوسط والبعيد، اذا كان لديه الطموح ويتمتع بشخصية ديناميكية وطاقة ابداع خلاقة.
واستعرض العمر بعض التحديات التي واجهها «بيتك» وخاض غمارها محققا فيها نجاحات مهمة واستراتيجية ساهمت في احداث نقلة نوعية في عمل البنوك الاسلامية ومنها المشاركة في مشروع ايكويت الذي وضع اسس مشاركة المؤسسات المالية الاسلامية مع التقليدية في مشروع واحد مع محافظة كل جانب على خصوصية عمله، وفي «بيتك تركيا» انتقلنا به من بنك محلي محدود إلى بنك اقليمي وعالمي، استطاع ان يواجه مشكلات اقتصادية ويخرج قويا اكثر انتشارا وتوسعا بحيث اصبح الآن لديه نحو 270 فرعا في تركيا وبنوك في دبي والبحرين وجار انشاء بنوك في قطر وألمانيا.
وأشار العمر إلى جهود تنويع استثمارات «بيتك» ومنتجاته حيث لم تكن هناك فرص استثمارية متنوعة لدى عملائه سواء من حيث مجالات الاستثمار او فترات العائد فمعظم الاستثمارات كانت محلية محدودة في مجال او مجالين وتعطي عوائد سنوية فقط، وبجهود متواصلة تم التوسع في مجالات الاستثمار والدخول إلى مجال العقار الدولي وطرح صندوق اعمار ذي العوائد القصيرة الامد، ومنتج الودائع الاجنبية ربع السنوية والوديعة ذات العوائد الشهرية «الكوثر»، بالاضافة إلى الصكوك وحسابات الذهب والبطاقات المصرفية المتنوعة.
تدريب في الخارج
من جانبه شارك رجل الأعمال ورئيس مجلس إدارة شركة وربة للتأمين أنور جواد بوخمسين في أنشطة مؤتمر «تمكين الشباب» الثاني 2013 من خلال حلقة نقاشية متخصصة بعنوان «أثر القطاع الخاص في النمو التجاري»، استعرض فيها تجربة عدد من الشركات التي عمل بها خاصة وربة للتأمين ودعم المشاريع الصغيرة لما لها من باع طويل في قطاع التأمين، لافتا الى دعم الشركة للمبادرين الشباب وتدريبهم في الخارج للاطلاع على أفضل النظم التدريبية.
وأشار بوخمسين إلى نمو أنماط المهن المعرفية لتؤكد على وظائف ومهن أهملت سابقا أو سوقت بشكل سيئ يمنع تبني البعد المعرفي والبعد العلمي لهذه المهن ومدى أهميتها كمهن قاعدية تتطلب خبرات وإتقان، ومن هذه المهن كمثال في مجال التأمين «مقيم المخاطر» و«المحاسبين الإكتواريين» وهي مهن بدأ أخيرا عدد محدود من الشباب الكويتي التخصص بها بالرغم من تجاهل جامعة الكويت لتخصص التأمين برمته في كلية العلوم الإدارية دون سبب مقنع، مع أن الحكومة وجدت أن التوجه لتحرير سوق التأمين بالسماح لترخيص ما يزيد على 30 شركة تأمين ما بين التقليدي والتكافلي هو التوجه الذي سوف ينمي هذا القطاع.
واستغرب بوخمسين من هذا التناقض، مشيرا إلى أنه يفخر خلال سفره لممارسة أعماله بمقابلة عدد كبير من الشباب الكويتي الذي ينخرط في العمل بمختلف الأنشطة سواء المصرفية أو الاستثمارية أو الهندسية أو الطبية، مشددا على ضرورة الاستفادة من استقطاب هؤلاء الشباب للعودة للكويت والمساهمة في تنمية البلاد.
وفي رده على سؤال متعلق بأسباب اختلاف المرافق السياحية بالكويت عن مثيلاتها بمنطقة الخليج ـ وذلك نظرا لخبرته في المجال خلال السنوات العشر السابقة ـ أشار بوخمسين إلى أن التوجه السامي من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ـ هو أن تنمو الكويت كعاصمة للمال والأعمال وأن تهيأ لهذا الغرض كل الإمكانات العامة والخاصة، وهذا يشمل بالطبع المؤسسات الفندقية والتي تصمم مبانيها ومرافقها لتوفير أكبر قدر ممكن من المساحة لاستضافة المؤتمرات والاجتماعات والمعارض،
ورأى بوخمسين أن الكويت «مقبلة على سوق عمل محدود» في وقت يحاول القطاع الخاص أن يلبي حاجات السوق الا ان القطاع العام لايزال مهيمنا على القطاع الخدماتي، معتبرا ان الفتاة الكويتية تسهم نسبيا أكثر من الشاب في مجال المشروعات الصغيرة ويتمثل دورنا في أن نقدم للشباب التسهيلات كافة لدعم ابداعاتهم خصوصا أن بعضهم يثبت يوما بعد يوم كفاءته في مجال الشركات في بعض البلدان الاوروبية.
واستعرض مدير العلاقات العامة بشركة زين وليد الخشتي، ممثلا لها، مشاركتها في المشاريع الشبابية، مؤكدا على استمرار الشركة في دعم المشاريع الشبابية الوطنية من الألف إلى الياء كما انها تسعى إلى ان تجعل من أفكار الشباب مشاريع على ارض الواقع، فيما تحدث رجل الاعمال هيثم الشايع عن المشاكل التي يواجهها الشباب في التوظيف والاقتصاد الكويتي وبعض القوانين التي قد تؤخر مشاريع الشباب، كما ذكر بعض الامثلة والاحصاءات عن قطاع الاقتصاد والتوظيف.
فيما تحدث المدير العام لشركة داو للكيماويات جمال العتال عن انعكاس النمو التجاري على اقتصاد الكويت وأشار الى أنه يجب ان تربط شركة الداو بين الكيمياء والابتكار ومبادئ التنمية المستدامة لمواجهة الكثير من مشاكل العالم الأكثر تحديا مثل الحاجة إلى المياه العذبة وتوليد الطاقة المتجددة والحفاظ عليها، وزيادة الإنتاجية الزراعية، وقال: الأهم من كل ذلك، هو ان حيوية وإمكانات الشباب الكويتي هي موارد طبيعيه وطنية حقيقية.
وفي الحلقة النقاشية الثانية التي تحدثت عن تأثير القطاع الخاص على أداء المشاريع الصغيرة، تحدث رئيس مجلس إدارة «52 ديجري» عبدالله غازي عن العقبات التي واجهت هذا المشروع كما خصص جزءا كبيرا من حديثه عن القوانين الحكومية القديمة التي شلت مساعي الشباب في التوسع بأفكارهم وتجارتهم والتي تحتاج الى إعادة النظر بها.
وذكر مدير العلاقات العامة لجريدة الوطن مشاري البدر دور الجريدة في دعم وتشجيع الشباب في المجال الإعلامي عن طريق أكاديمية الوطن التي تقام كل عام منذ 2007 والتي خرجت نخبة من الشباب الذين يعملون ليس فقط لجريدة الوطن انما ايضا لوطننا الكويت.