أقام اتحاد مصارف الكويت امس الاول حفل تكريم لأمين اتحاد مصارف الكويت السابق يوسف الجاسم بمناسبة انتهاء عمله بالاتحاد حضره أعضاء مجلس ادارة الاتحاد والمديرون العامون بالبنوك.
وبهذه المناسبة، ألقى رئيس اتحاد المصارف الكويتية ورئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في البنك التجاري الكويتي عبدالمجيد الشطي كلمة قال فيها: يعجز الكلام عن ايفاء الجاسم حقه، ونحن اليوم نقيم له حفل تكريم بمناسبة تقاعده من العمل كأمين عام اتحاد مصارف الكويت، متمنين له كل التوفيق في حياته القادمة، لذلك سنتوقف عند محطات قليلة من إسهاماته الكثيرة في خدمة الاتحاد وقضاياه وما اكثرها، فقد ساهم في تطوير العمل بالأمانة العامة لاتحاد مصارف الكويت والذي أنضم اليه كأمين عام للاتحاد سنة 2001 وهو صاحب الخبرة الطويلة في مجال العمل الإعلامي والاقتصادي والإداري، فمنذ اللحظة الأولى لم يأل جهدا وبالتعاون مع مجالس إدارة الاتحاد السابقين في العمل على تحويل الاتحاد الى كيان رسمي بعد أن كان مجرد لجنة للمصارف ليصبح صرحا كبيرا وبمنزلة البيت الكبير ليس فقط للمؤسسات المصرفية الوطنية، بل والأجنبية التي تعمل على ارض الكويت، ولقد قام أيضا وبالتعاون مع اخوانه في الاتحاد بوضع النظام الأساسي للاتحاد.
بالإضافة الى نظرته المستقبلية من خلال حرصه الدائم على مواكبة التطورات في مجال تحديث عمل الأمانة العامة للاتحاد، وميكنة العمل بما يساهم في سرعة الأداء وتجويده بما يلائم متطلبات العصر وتحدياته.
ساحة العمل المصرفي
واضاف الشطي قائلا: «كذلك شهدت فترة توليه العمل بالأمانة العامة لاتحاد مصارف الكويت على انضمام البنوك الأجنبية العاملة على ارض الكويت الى الاتحاد، وهى خطوة كانت مطلوبة لتوحيد نغمة العمل ولتأكيد مدى اتساع ساحة العمل المصرفي في الكويت وقدرتها على استيعاب الكثير من المؤسسات المصرفية في بلد يطمح بكل جد ويعمل بشكل متسارع نحو ان يكون مركزا ماليا واقتصاديا إقليميا وعالميا ويكتسب الخبرة من الجميع ويؤمن بالمنافسة الشريفة».
وأوضح الشطي قائلا: «لا يستطيع ان ينكر احد ذلك الجهد الجبار الذي بذله الجاسم في إصدار مجلة المصارف الشهرية قبل ثماني سنوات وتوليه رئاسة تحريرها، فهي الآن ليست مجرد مجلة تعنى بالشؤون المالية والمصرفية فقط، بل هي في الوقت ذاته بوابة إعلامية وملتقى للحوار بين مؤسسات العمل المصرفي كافة، وأيضا ساحة مفتوحة ومتجددة لكل ما هو جديد من بحوث ودراسات في عالم المال والاقتصاد، وربما يحتار المرء في ذكر الانجازات التي تمت على يدي الجاسم، فهناك الموقع الالكتروني المتميز للاتحاد والذي عن طريقه يتواصل الاتحاد مع جميع متصفحي الشبكة العنكبوتية من المهتمين في متابعة أنشطة اتحاد مصارف الكويت وأعضاءه، كما تولى الاتحاد خلال تولي الجاسم إصدار العديد من البحوث والدراسات وطباعة الكتيبات التي تعنى بالشأن المالي والمصرفي.
وأيضا اهتمامه وحرصه على توثيق العلاقات بين اتحاد المصارف والمؤسسات المالية والاتحادات الإقليمية والعربية والدولية الفاعلة في مجال العمل المصرفي، بالإضافة الى حرصه الشديد على ان يكون لاتحاد مصارف الكويت بصمة واضحة في القطاع المصرفي والمالي من خلال تبنى قضايا المؤسسات المصرفية أعضاء الاتحاد وحرصه على مشاركتهم في مختلف الأنشطة المحلية والدولية التي تقام.
واشار الشطي الى ان الجاسم عمل على جعل اتحاد مصارف الكويت مؤسسة لها علاقات متميزة بالسلطة التشريعية وبوزارة الدولة والمؤسسات العامة الرسمية والأهلية، وكذلك جمعيات النفع العام ومؤسسات العمل المدني.
وقد سعى جاهدا في العمل على توطيد علاقات اتحاد مصارف الكويت مع بنك الكويت المركزي والمؤسسات المالية والاقتصادية واضعا نصب عينه أهمية التشاور وتبادل المعلومات بحرفية ومهنية عالية.
شكر وتقدير
من جانبه، قال الأمين العام السابق لاتحاد مصارف الكويت يوسف الجاسم في كلمته انه في عام 2000 وحين فاتحني الرئيس السابق للجنة المصارف ثم اتحاد المصارف الكويتية الأخ ناصر الساير للانضمام إلى الاتحاد كأمين عام خلفا للأمين العام السابق فريد كلندر، فقد خالطني شعوران تمثل الأول في التردد الراغب والثاني في الرغبة المترددة، وكان الأول لدي هو الأقوى، فأنا دارس الاقتصاد والنقود والبنوك، والمشتغل بالطيران على مدى ثلاثين عاما والممارس للإعلام خلال الحقبة نفسها كما اعلم بعض الأشياء عن عمل المصارف ولكنني أجهل الكثير، وقد يكون اقتحام التجربة ضربا من ضروب المغامرة فكان ذلك مدعاة التردد.
وأضاف قائلا: «إلا أن مكانة ناصر الساير لدي كأخ وصديق وإصراره على الالتحاق وخوض التجربة للمساهمة في تنشيط الدور العام للقطاع المصرفي، حيث ان الإدارات التنفيذية للبنوك كفيلة بتنفيذ دورها الخاص وكان مبعث نبذ التردد والموافقة من جانبي فاقتحمت التجربة وأصدقكم القول انني عايشت فترة من الاغتراب في هذا الحقل المليء بالتدافع والإنجاز والتصاعد الرقمي والمعرفي، إلا أنها كانت غربة التعلم والتحصيل والتفاعل بين الغريب والوطن الجديد وصدقت معي مقولة الإمام علي كرم الله وجهه «الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة وفي كلتا الحالتين فالمعني غنى وفقر المعارف والتجارب وليس المال»، لقد تعايشت مع حقل المصارف الزاهر وسعدت بمرافقة الأماجد من ذوي التجارب الغزيرة والغنية في ذلك الميدان الرائد والقاطر لعجلات الاقتصاد الوطني ولعله من حسن الطالع بالنسبة لي أن شهدت خلال مواطنة القطاع المصرفي على مدى ثمانية أعوام عهد الإنجازات المتصاعدة ومعانقة رقم الـ 100 مليون دينار وما يزيد عليها أرباحا سنوية لبعض البنوك ولمست الأداء المتميز والتألق المتوالي للبنوك الكويتية بشهادة وكالات التصنيف العالمية إلا أنه من سوء طالعي أيضا أن أغادر هذا الحقل مع نهاية عام 2008 وهو يبدأ رحلة الصراع مع الأزمة المالية العالمية التي أرخت بظلالها على الاقتصاد الكويتي وبالتالي القطاع المصرفي الذي هو دائما في موضع الرأس، ولا غرابة في أن يصيبه الأذى، لكن في يقيني الثابت، أن صلابة وتراكم خبرات ذلك القطاع ورجاحة وحصافة إدارته، وكذلك عزم وحزم محافظ بنك الكويت المركزي وأركان إدارته ومعاونيه، ستقود في مجملها القطاع المصرفي الكويتي إلى شواطئ الأمان مثلما تحقق لها ذلك في أنواء عاتية سابقة للاحتلال وتالية له».
وأكد قائلا: تشرفت بالاقتراب من بنك الكويت المركزي وعميده المحافظ الشيخ سالم العبدالعزيز من خلال عملي كأمين عام لاتحاد مصارف الكويت، وله الشكر هو ومعاونوه الأفاضل الحاليون منهم ومن غادر إلى مجالات أخرى على ما لمسته منه ومنهم من كريم التعامل، كما تشرفت بالعمل مع رئيس مجلس إدارة اتحاد مصارف الكويت عبدالمجيد الشطي خلال العامين الماضيين، فله الشكر والثناء على كل تشجيع لمسته منه وعلى لفتة التكريم التي نتحلق حولها اليوم.
وكذلك للأخ ناصر الساير الرئيس السابق لاتحاد المصارف الذي كان المتسبب في اقترابي من القطاع المصرفي الكويتي وعملي فيه، كل الشكر والتقدير على دعمه لي ومؤازرتي طيلة فترة عملنا معا».
والشكر والتقدير للاخوة أعضاء مجالس إدارة الاتحاد المتعاقبين الحاليين منهم ومن غادر، على ثقتهم وسعيهم لتمكيني من أداء مهامي التي أرجو أن أكون قد أديتها كما كان ظنهم بي.
وكذلك أزجي الشكر والتقدير للاخوة المدراء التنفيذيين من البنوك الكويتية والأجنبية ولكل رؤساء وأعضاء لجنة المديرين العامين الحاليين منهم ومن غادر القطاع، ولرؤساء وأعضاء اللجان الـ 12 الفرعية حيث كانوا جميعا مدرسة رصينة غمرتني بعلمها وكريم أخلاقها وحسن أدائها.
وفي نهاية الحفل قدم رئيس اتحاد مصارف الكويت عبد المجيد الشطي هدية تذكارية باسم الاتحاد ليوسف الجاسم كما قدم الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت التمويل الكويتي (بيتك) محمد العمر هدية تذكرية أخرى.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )