Note: English translation is not 100% accurate
سياحة الألف موجة تعزف على نغمات البحر المتوسط
الجمعة
2006/11/17
المصدر : الانباء
الشهير، فهناك يتنافس الرسامون بالإبداع في رسم وجوه المارة مقابل 15 يورو للوحة ولا مجال للتخفيض نظراً لأن فنان الشارع في البلدة ينظر لنفسه وكأنه رامبرانت واذا نازعته في ذلك سيمتنع عن رسم الصورة حتى لو دفعت له 5000 يورو كما يقول البرساويون.
أما مطاعم شارع لارامبلا المغلفة بالزجاج الأزرق المائل للحمرة فتعكس الوان التحف المحاطة بهذا المكان الذي يرى فيه الأوروبيون بالذات، ثمة تغيير عن اطار المدن الاوروبية الموحد ومن خلالها تشاهد تماثيل الإسباني الشهير جارودي وكنيسة ساغردا فاميليا علامة الارتفاع المميزة في سماء المدينة، ومع نهاية وجبتك في المطاعم الساحرة لا تفاجأ إذا ما وجدت فاتورة الحساب بزيادة تصل الى 20 يورو لأنك بالقياس لا تأكل فقط ولكن تشاهد وتستمتع بوقتك على هوى اسبان برشلونة المضاف على فاتورة الحساب.
ويقول أهل البلدة ان زوار المدينة لأول مرة يستغربون من حالة الزحام في يوم اقامتهم التالي وكأن فاجعة قد حدثت وهم في نومهم فالحركة تبدو أسرع والجميع يتحدث الإسبانية بسرعة فائقة وسط أجواء من التحفز، لكن الغرباء لا يعرفون سبب ذلك، وباختصار فإن فريق برشلونة لكرة القدم يفترس أحد خصومه على استاد المدينة وهو يوم طوارئ في البلدة التي تعشق هذه اللعبة وتدفع مقابلها الملايين ويعتبرها البعض سياحة للذوق الرياضي المفضل.
تعبير يوناني حديث يقارب أو ينافس بعض الدعايات الآسيوية للتسويق والترويج السياحي على مدار العام، والبعض الآخر يقول ان اليونان لا تحتاج لذلك نظرا لمؤهلاتها السياحية والتاريخية اضافة لموقعها المميز، ورحلة الجزر اليومية على البواخر وكأنك تستقلها من بلد الى بلد آخر مسافرا بلا عنوان.
وفي اليونان تستطيع ان تجد نفسك وتصل الى العنوان الذي تبحث عنه وسط الغابات على ظهر فرس سوداء قوية تتجول بها وسط الطبيعة المجردة وهي كما يقول اليونانيون عنها الصديق المخلص الذي يتحدث اليك على طبيعته وبدون تكلف بين منطقتي فلورينا ونيمفايو مرورا ببلدة يرتوليوتيكا السحرية وسط غابات كثيفة وقرى منحدرة مرة ومتدرجة مرات في أحضان الجبال المكسوة بالزهور والخضرة وأشجار الأرز شاهقة الارتفاع.
وتجدد دائما في زيارتك الأولى الى بلد اليونانيين موظف الفندق منمقا يتحدث جميع اللغات، وينصحك بجولة الكهوف التي عادة ما تستمر مدة ثلاثة ايام من الاثارة والخطورة تكتشف خلالها الجبال والتلال التي تملأ اليونان ومن شدة تجويفها تشعر بأنك ستسير في طريق بلا نهاية، وخلال هذه الرحلة تصعد وتهبط مع منحنيات كهوف ميليساني وهي اخف بكثير من كهوف التخوم البحرية في بابانيكولي في ميجانيس وكهف هومر نيمفيس في ايثاكا وكهف باكسوي التاريخي، وفي الغالب لا تستطيع ان تقوم بهذه الرحلة إلا اذا كنت تلميذا نجيبا في مدرسة السياحة اليونانية تستمع الى تعليمات المرشد المرافق باقتناء الخوذة واستخدام الجبال بشكل سليم حتى تتعرف على أسرار كهوف اليونان الـ 70، وتكون صاحب الحظ الأوفر اذا واكبت رحلتك أجواء طقس معتدل، حيث الاستجمام في مياه بحيرة دراجونس الصخرية وركوب الطوافات في اراكثوس.
وفي اليوم المحدد لرحلة الجزر اليونانية خلال أجواء تستمد جمالها من قلب الطبيعة البحرية الحرة وعلى نغمات المتوسط يتجمع السائحون وأهل البلد المغادرون من المرافئ على سفينة كبيرة عادة ما تبدأ في الإبحار مبكرا ولا تقل كفاءة أو حجما عن سفن السياحة «عبر البحار» لتصل بعد 40 دقيقة أو أكثر قليلا الى سلسلة الجزر اليونانية المتناثرة في البحر المتوسط وتشاهد راقصي البرنكونسس وهم يحطمون الأطباق على موسيقى زوربا ويدعونك لمشاركتهم وعادة ما يستجيب اليونانيون والسائحون لذلك لأن الجميع يعلم ان الأطباق التي سيحطمها لن يدفع ثمنها فيستمر ويحطم المزيد الى ان تنتهي الرقصة وفي الغالب تنتهي بسرعة.
وكما يقول اليونانيون «شهية الطعام في الجزر المختلفة» فالمأكولات البحرية هناك تطهى على الطبيعة بالأخص المقبلات البحرية الرخوية بمعرفة سيدة قوية تقف على مربع يشبه نظيره الخاص بتقطيع اللحم وتضع تحت يدها كائنا بحريا رخويا كبيرا او متوسطا يقارب الاخطبوط وتقوم بتقطيع أطرافه وتنظفه تماما ويقسم الى عدة قطع مشوية يتناولها السائح في إناء مسطح بعصا تنظيف الأسنان الصغيرة ويطلب المزيد.
اقرأ أيضاً