قال تقرير شركة المركز المالي الكويتي «المركز» أن أسواق دول مجلس التعاون الخليجي شهدت موجة صعود وهبوط حادة في 2008، واتسم النصف الأول من العام الماضي بازدهار أسواق العقارات ووصول أسعار النفط لمستويات قياسية بالإضافة إلى سلع أخرى ساهمت جميعها في إثارة زوبعة من القلق حيال معدل التضخم المرتفع.
وأوضح التقرير أن النصف الثاني كان على النقيض من ذلك، إذ انخفضت أسعار السلع وهبطت أسعار النفط بنسبة 70% من أعلى مستوى لها وصلت إليه وكان 147 دولارا للبرميل الواحد في يوليو، كما تعرضت أسعار العقارات للانهيار هي الأخرى مع استفحال شر الأزمة الائتمانية العالمية في الأسواق المالية.
وبين التقرير انه بناء على ذلك ساد الشعور السلبي بين المستثمرين، وبدأ مديرو الصناديق في حجز الأموال النقدية، وأخذ المستثمرون يستردون أموالهم بسحبها من السوق.
وتبعا لهذه المجريات، شهدت الأصول المدارة (aum) لصناديق الأسهم في دول التعاون انكماشا حادا بمقدار 46% منذ أبريل 2008.
وأشار التقرير الى انه بالنسبة للصناديق الخاصة بكل بلد، فقد شهدت البحرين أقصى معدل انكماش، إذ هبطت أصول هذه الصناديق المدارة بنسبة 75% في ثمانية أشهر (من أبريل وحتى ديسمبر من عام 2008)، تلتها الإمارات العربية المتحدة بانكماش مقداره 62% في أصولها المدارة، في حين كانت الكويت أقل الدول المتأثرة بانكماش حجم الأصول المدارة والتي تقلصت بمقدار 26.6% من 6.37 مليارات دولار في أبريل 2008 إلى 4.7 مليارات دولار في ديسمبر 2008.
وبين التقرير أن الأصول المدارة للصناديق التقليدية انخفضت بمقدار 46% من 13.7 مليار دولار في أبريل 2008 إلى 7.4 مليارات دولار في ديسمبر 2008، بينما انكمشت الأصول المدارة للصناديق الإسلامية بمقدار 45.6% إلى 4.4 مليارات دولار في ديسمبر 2008، ولهذا لم يكن من المفاجئ أن يتأثر أداء الصناديق بشكل سلبي أن تنعكس المكاسب التي حققتها هذه الصناديق في النصف الأول من عام 2008 لاحقا، الأمر الذي تسبب في تعرض جميع الصناديق إلى خسائر مع نهاية 2008، معظمها كانت بنسب متضاعفة.
ونوه التقرير الى أنه على صعيد توزيع الأصول ازداد الانكشاف على السوق السعودي والقطري على حساب الكويتي والإماراتي، وكانت هناك زيادة طفيفة في توزيع الأصول للسوق السعودي بمقدار 33.5% في سبتمبر إلى ما يقارب 36% في ديسمبر، ويمكن ملاحظة هذه الزيادة بشكل أفضل إذا تابعناها منذ أبريل 2008 عندما كانت نسبة التوزيع تبلغ 28.8% في السوق السعودي.
وذكر التقرير أن الانكشاف على السوق الكويتي انحدر بشكل كبير من 22.7% في سبتمبر إلى 18.8% في ديسمبر، وكانت الثقة المتضائلة أوضح بكثير في الإمارات العربية المتحدة، حين هبط توزيع الأصول من 26.6% في أبريل2008 إلى 15.7% في ديسمبر من العام نفسه.
من جانب آخر، أدى الاضطراب الأسوأ في الأسواق العالمية إلى دخول مديري الصناديق في حالة سبات في شهر ديسمبر، مما دفع مديري الصناديق للاحتفاظ بنسبة 29% من أصولهم على شكل سيولة نقدية، وخلال هذا الشهر، انخفض الانكشاف على الأسهم من 92% في سبتمبر إلى 71% فقط في ديسمبر.
وقال التقرير أن مؤشر السوق المالية السعودية «تداول» (tasi) كان واحدا من أسوأ المؤشرات أداء بين أسواق المنطقة في عام 2008، إذ انخفض بمقدار 56.5% منذ بداية العام، وخفضت صناديق الأسهم السعودية من انكشافها على الأسهم بسبب خسائر السوق المتزايدة في النصف الثاني من عام 2008.
واحتفظ مديرو الصناديق بنسبة 3.5% من الأصول على شكل أموال نقدية و96.5% على شكل أسهم.
في حين وصل الانكشاف على الأسهم في أغسطس 2008 إلى 98.4%.
كذلك، انكمشت الأصول المدارة لصناديق الأسهم السعودية بمقدار 55% إلى 4.35 مليارات دولار من مستويات أبريل 2008.
صناديق الأسهم الكويتية
وبين التقرير أن خسارة مؤشر السوق الكويتي كانت كبيرة بالتوازي مع مؤشرات الأسواق الخليجية الأخرى، إذ انخفض بمقدار 38%.
إلى هذا انعكس الأداء الإيجابي للسوق الكويتي في النصف الأول لاحقا في 2008، إذ تلقت مؤشرات جميع القطاعات ضربات قوية.
وخسر المؤشر السعري على إثرها 12.3% في ديسمبر، الأمر الذي يمثل الخسارة السادسة له على التوالي في 2008.
من جانبها، ومن بين الصناديق التقليدية، فإن أكثر أسهم مملوكة من قبلها كانت أسهم بيت التمويل الكويتي (kfh)، وبنك الكويت الوطني (nbk)، وشركة زين، وشركة بوبيان للبتروكيماويات، ومجموعة الصناعات الوطنية (nig) على التوالي.
وأوضح التقرير أن بيت التمويل الكويتي استمر بكونه السهم الأكثر تفضيلا، إذ استثمرت تسعة صناديق في سهم البنك، في حين استثمرت ثمانية صناديق في أسهم «الوطني» و«زين»، أما بالنسبة للأسهم الأكثر تفضيلا بين الصناديق الإسلامية فكان سهم بيت التمويل الكويتي، والشركة الأولى للاستثمار، ومجموعة عارف للاستثمار، وزين، وبيت الاستثمار الخليجي على التوالي.
وفي هذا النطاق، استثمرت 4 صناديق في سهم بيت التمويل الكويتي، في حين استثمر صندوقان في كل من الأسهم المتبقية.
وكانت صناديق الأسهم الكويتية قد خفضت من انكشافها على الأسهم من 92.8% في أغسطس إلى 82% في ديسمبر، رافعة بذلك حصة الأموال النقدية المتاحة إلى 18%.
وبدورها أدت أوضاع السوق المتقلبة إلى تحول مديري الصناديق للاحتفاظ بأصول نقدية بدلا من الاستثمار في الأسهم.
وبلغت نسبة الأصول المملوكة على شكل سندات 0.88%، وانخفضت الأصول المدارة بمقدار 27% من أبريل 2008، لتمثل أكبر انخفاض بين صناديق الأسهم في دول التعاون.
صناديق الأسهم القطرية
وبين التقرير أن سوق الدوحة للأوراق المالية انحدر بمقدار 28.1% في عام 2008، بسبب ضعف ثقة المستثمر الذي أفرزته الأزمة الائتمانية العالمية.
وشهد سوق الدوحة للأوراق المالية عاما متباينا، إذ حلقت الأسهم عاليا في النصف الأول من العام ثم عادت وفقدت جميع مكاسبها ودخلت اتجاها سلبيا خلال النصف الثاني من 2008.
على صعيد آخر، خفضت الصناديق القطرية من انكشافها على الأسهم إلى 75% واحتفظت بنسبة 25% من الأصول على شكل أموال نقدية (على الأساس المتوسط المرجح للأصول).
أما الأصول المدارة فانكمشت بمقدار 56% من أبريل 2008.
واشار التقرير الى أن كلا من سوقي دبي المالي وأبوظبي للأوراق المالية انهارا بشكل مؤثر مع استمرار بيع المستثمرين أسهمهم وسط مخاوف من ركود اقتصاد الولايات المتحدة والعالم، وبلغت خسائر سوقي أبوظبي ودبي عند نهاية العام الماضي 48% و73% على التوالي، وعلى أساس المتوسط المرجح، احتفظ مديرو الصناديق بنسبة 15% من الأصول على شكل أموال نقدية، و85% على شكل أسهم.
إلى هذا انكمشت الأصول المدارة لصناديق الأسهم الإماراتية بنسبة 62% منذ إبريل 2008.
وبين التقرير أن صناديق الأسهم العمانية ـ انخفض المعيار القياسي لمؤشر سوق مسقط للأوراق المالية ـ 30 بمقدار 39.8%، وبالنسبة للعام الماضي ككل، انخفضت مؤشرات قطاعات البنوك والاستثمار، والصناعة والخدمات والتأمين بمقدار 46.2%، 46.9% و28.5% على التوالي، في حين حافظ مديرو الصناديق على انكشافهم بشدة على الأسهم في ديسمبر، وبلغت نسبة الأموال النقدية بحوزتهم 9% (على أساس المتوسط المرجح للأصول).
أما الأصول المدارة فانخفضت بمقدار 53% منذ أبريل 2008.
صناديق الأسهم البحرينية
ولاحـــظ التقرير أن مـؤشر مورغــان ستانلي كــابيتال انترناشيونال لمؤشر السوق البحريني خـسر 55% فـي عــام 2008، كما بلغ المتوسط المرجح لخسارة صناديـق الأسهم 6.6% على الأساس السنوي خلال ديسمبر.
ومع ذلك، تفوق أداء الصناديق المتتبعة بدرجة كبيرة على أداء مؤشر مورغان ستانلي كابيتال انترناشيونال لمؤشر السوق البحريني. أما الأصول المدارة للصناديق البحرينية فقد تعرضت لأكبر انكماش بمقدار 75% منذ أبريل 2008.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )