هشام أبوشادي
استعرض نائب رئيس مجلس ادارة بنك الكويت الوطني ناصر الساير في اجتماع الجمعية العامة للبنك امس آثار تداعيات الازمة العالمية المتزايدة على الاقتصاد المحلي والاقليمي والاجراءات الاحترازية التي اتخذها البنك لمواجهة هذه الازمة.
وقال الساير، في كلمة له، انه رغم تداعيات هذه الازمة الا ان النشاطات التشغيلية للبنك شهدت نموا جيدا وارتفاعا في الارباح الصافية الفعلية بنسبة 10% في عام 2008 مقارنة بعام 2007، واضاف ان البنك اتخذ المزيد من التدابير الاحترازية وزيادة المخصصات العامة والتطوعية لتعزيز موقع ومكانة البنك بسبب توقعات تأثر الاقتصاد المحلي الحقيقي من الازمة العالمية وتداعياتها على اسواق المنطقة والخليج بشكل عام.
واوضح الساير ان البنك نجح في تحقيق ارباح صافية بلغت 255.3 مليون دينار (925 مليون دولار) وذلك بعد خصم مخصصات عامة اضافية تطوعية من باب التحوط بالاضافة الى المخصصات الاخرى المطلوبة وذلك تحسبا لتداعيات الازمة المالية العالمية على الاقتصاد المحلي اما الايرادات التشغيلية للبنك فقد ارتفعت من 424 مليون دينار الى 508 ملايين دينار بزيادة 20% عن العام الماضي.
وقد اقرت الجمعية العامة للبنك توصية مجلس الادارة بتوزيع ارباح نقدية بواقع 45% من قيمة السهم الاسمية (اي 45 فلسا لكل سهم) واسهم منحة بواقع 10% (اي عشرة اسهم عن كل مائة سهم) للمساهمين المقيدين في سجلات البنك بتاريخ انعقاد الجمعية العامة.
وقد بلغ العائد على الموجودات 2.2% والعائد على حقوق المساهمين 17.6% كما بلغ اجمالي موجودات البنك 12 مليار دينار فيما بلغت حقوق مساهميه 1.597 مليار دينار بنهاية عام 2008، وهو ما نراه تأكيدا على صلابة البنك ومتانة وضعه المالي وقدرته على التطور ومواجهة كافة التحديات.
زيادة الإنفاق الحكومي
وأشار الساير في كلمته الى ان المرحلة المقبلة ستكون مليئة بالتحديات الصعبة، ليس فقط على مستوى الكويت ولكن على مستوى كل دول المنطقة والعالم، وفي امكان الحكومة الكويتية ان تسهم بفاعلية في تخفيف حدة هذه الأزمة وتحدياتها من خلال طرح وتبني برنامج تحفيزي يرتكز على زيادة الانفاق الحكومي على المشروعات الحيوية التي تحتاجها البلاد ودعم قطاع الاسكان بهدف انعاش الاقتصاد المحلي وضخ سيولة جديدة في السوق، شريطة ان يأتي التنفيذ سريعا وعمليا ودون معوقات بيروقراطية في الجهاز التنفيذي، مؤكدا ان زيادة حجم المصروفات الحكومية سيكون لها تأثير مباشر ومحفز لإنعاش النشاط الاقتصادي برمته.
الأعلى تصنيفاً
وأضاف الساير انه على الرغم من هذه التحديات، فقد تكلل عام 2008 بقيام مؤسسة التصنيف الائتماني العالمية «فيتس ريتنجز» برفع التصنيف الائتماني طويل المدى لبنك الكويت الوطني من درجة +a إلى درجة -aa ومنحته تقييما يؤكد تمتعه بآفاق مستقبلية مستقرة وايجابية ليؤكد احتفاظه بأعلى تصنيف ائتماني على مستوى الشرق الأوسط من وكالات التصنيف العالمية موديز وستاندرد اند بورز وفيتش، وفي دلالة واضحة على اداء البنك المتنامي وجودة اصوله ومتانة قاعدته الرأسمالية واستراتيجيته الواضحة، الى جانب استقرار مجلس ادارته وقياداته التنفيذية، فقد حصل خلال هذا العام ايضا على لقب افضل بنك في الكويت والشرق الأوسط لعام 2008 من مؤسسة يورموني euromoney المالية العريقة ومؤسسة ذي بانكر العالمية التابعة لفايننشال تايمز.
التوسع الإقليمي
واستعرض الساير ثمار التوسع الاقليمي موضحا ان بنك الكويت الوطني واصل خلال عام 2008 تنفيذ استراتيجيته التوسعية الطموحة لتعزيز مكانته وحضوره القوي في الاسواق المحلية والاقليمية والعالمية عبر افتتاحه لفرعه الجديد في دبي، فقد كان عام 2008 عاما محوريا على صعيد تعزيز اوجه التكامل والاندماج بين وحدات مجموعة بنك الكويت الوطني، وترسيخ ركائز التوسع الاقليمي الذي انتهجه البنك في السنوات القليلة الماضية.
وفي اطار عملية الدمج الكامل للبنك الوطني المصري ضمن مجموعة بنك الكويت الوطني، اشار الساير الى انه تم تحديث انظمة البنك ونظمه التشغيلية، علاوة على إعادة طرح هويته المؤسسية بصورة تتماشى مع العلامة التجارية لبنك الكويت الوطني، فيما تم تدعيم شبكة فروعه لتصل الى 30 فرعا في جميع انحاء مصر، كما نجح «البنك التركي» شريكنا الاستراتيجي في تركيا في انجاز خططه التوسعية خلال هذا العام بإضافة ثلاثة فروع الى شبكة فروعه المكونة من عشرين فرعا، اما في العراق، فقد شاركنا بزيادة رأسمال شركتنا التابعة «بنك الائتمان العراقي» في حين اضفنا فرعين جديدين على شبكة تواجدنا المكونة من اربعة فروع في الاردن.
وفي ذات السياق، واصل شريكنا الاستراتيجي، بنك قطر الدولي خلال عام 2008 تعزيز مسيرته الناجحة بعدد من المبادرات اشتملت على توسيع شبكة فروعه بتدشين ستة فروع جديدة واطلاق هويته المؤسسية الجديدة التي تجسد رؤيته المستقبلية، متوجا انجازاته بنيله جائزة «افضل بنك لخدمة العملاء في الشرق الاوسط لعام 2008».
تعزيز الصدارة محلياً
من جهته شدد الرئيس التنفيذي لبنك الكويت الوطني ابراهيم شكري دبدوب على ان البنك ينفرد بأكبر شبكة فروع خارجية اقليمية ودولية تضم 155 فرعا ومكتبا تمثيليا وشركة تابعة تتواجد في 17 بلدا تتوزع في اربع قارات حول العالم، من ضمنها 8 بلدان في الشرق الاوسط، فقد واصل خلال هذا العام تعزيز موقعه المتميز في السوق المصرفي الكويتي وزيادة قدراته ومزاياه التنافسية سواء من خلال تعزيز شبكة فروعه المحلية، وهي الاكبر في السوق الكويتي، وذلك بإضافة ستة فروع جديدة واعادة تصميم وتطوير اربعة من الفروع الحالية، بحيث باتت هذه الشبكة تضم 69 فرعا واكثر من 200 جهاز للسحب الآلي، او عبر التطوير المستمر لعناصره البشرية وتحديث قنوات التوصيل وآليات العمل الرئيسية والانظمة التكنولوجية للبنك وفقا لاحدث المستجدات والمعطيات العالمية في الصناعة المصرفية.
واضاف دبدوب ان «الوطني» قد واصل تميزه في مجال الخدمات المصرفية للشركات والمؤسسات المرموقة المحلية والاجنبية بصورة تسهم في عملية تطوير وتنمية القطاعات الاستراتيجية في الكويت، كما قام البنك خلال هذه الفترة بإصدار كفالة العقد الخاص بمصفاة الزور الجديدة، وهي اكبر مشروع في تاريخ الكويت، لصالح شركة البترول الوطنية الكويتية، علاوة على قيامه بإدارة الاصدار الخاص بزيادة رأسمال شركة زين للاتصالات، الذي يعتبر الاكبر من نوعه في تاريخ البورصة الكويتية، حيث بلغت قيمته 1.2 مليار دينار.
تطوير الكفاءات
واشار دبدوب الى انه في اطار اهتمامه البالغ باستقطاب وتطوير الكفاءات والكوادر البشرية الوطنية، فقد واصل بنك الكويت الوطني، الذي يعد احد اكبر جهات التوظيف في القطاع الاهلي، خلال عام 2008 النهوض بدوره التنموي من خلال فترة فرص العمل والتوظيف امام الشباب الكويتي، وقد اثمرت جهوده على هذا الصعيد توظيف 184 خريجا وخريجة كويتية، الامر الذي رفع حجم العمالة الوطنية لدى البنك حاليا الى اكثر من 52%، مسجلا بذلك واحدا من اعلى المعدلات على مستوى البنوك المحلية، واكد ان البنك يخطط لتوظيف اكثر من 200 كويتي من الجنسين خلال عام 2009.
واضاف ان الوطني واصل مبادراته السنوية المتمثلة في مجال التدريب والتأهيل الصيفي الميداني المخصص لطلبة الثانوي والجامعات الكويتية والتي اتخذت هذا العام اسم «اكاديمية البنك الوطني» للتدريب، وبلغ عدد المستفيدين من هذه البرامج اكثر من 500 متدرب ومتدربة.
واوضح دبدوب ان بنك الكويت الوطني واصل خلال هذا العام تعزيز مواطنيته المؤسسية والنهوض بمسؤولياته الاجتماعية على جميع الاصعدة، مجسدا بذلك احد اهم بنود رسالته والذي ينص على «الوفاء بمسؤولياتنا تجاه المجتمع الذي ننتمي اليه على الوجه الامثل»، مشيرا الى ان مساهمات ومبادرات البنك الاجتماعية خلال هذا العام اشتملت على طيف واسع من الانشطة والدعم والرعاية في المجالات الانسانية والتعليمية والثقافية والبيئية والصحية داخل الكويت وخارجها، وقد توجت جهود «الوطني» على هذا الصعيد بنيله في مطلع العام 2008 اول جائزة كويتية للمسؤولية الاجتماعية تقديرا لدوره العريق وسجله الحافل والمتميز في خدمة المجتمع.
واضاف انه علاوة على طرحه خلال عام 2008 للعديد من المبادرات والحملات التوعوية المختلفة، ولاسيما في مجالات التوعية المرورية وترشيد الطاقة وحماية البيئة، فقد قام البنك برعاية واستضافة وتنظيم عدد من اهم الاحداث والانشطة المختلفة التي شهدتها الكويت خلال العام، وكان من اهمها استضافته لطبيب الاطفال الأميركي الشهير باتش آدامز في اطار رعايته لاحتفالية اليوبيل الفضي لكلية الطب بجامعة الكويت، متوجا انشطته على هذا الصعيد باستضافة الرئيس الأميركي الاسبق بيل كلينتون كضيف شرف ومتحدث رئيسي في ندوة «الوطني» العالمية التي لاقت اصداء واسعة وحظيت بمتابعة وتغطية اعلامية على المستويات المحلية والاقليمية والعالمية.
وفي ختام اعمال الجمعية، عبر نائب رئيس مجلس ادارة البنك الوطني ناصر الساير عن فائق التقدير والاعتزاز لمساهمي البنك الوطني لما يولونه للبنك من ثقة مستمرة، وما يقدمونه له من مساندة كان لها اثرها الكبير في تقدمه وازدهاره على هذا النحو، مؤكدا مواصلة الجهد بلوغا لما يصبون اليه من الاهداف والغايات الطموحة وتحقيقا لافضل المكاسب والعوائد.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )