أكد مدير عام ورئيس مجلس إدارة الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية عبد اللطيف الحمد على أهمية أن يركز قطاع التعليم في العالم العربي على مجالات السياحة والثقافة والخدمات، موضحا أن قطاعي السياحة والخدمات يتضمنان 35% من القوى العاملة بالمنطقة.
جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة حوار «التحديات والفرص الجديدة وغير المتوقعة في قطاعات التعليم والثفافة والإعلام بدول مجلس التعاون الخليجي» خلال «المنتدى العالمي لخريجي وارتون» الذي يختتم أعماله اليوم في دبي.
وأعرب الحمد بصراحة كاملة عن رأيه بنوعية نظام التعليم في المنطقة، لافتا إلى أن المدارس والجامعات بالمنطقة لا تحرص حاليا على غرس روح الإبداع والفكر الحر وأخلاقيات العمل في نفوس الطلاب، وأن أكثر من 70% من طلاب الجامعات يدرسون حاليا «الفنون الحرة» التي يبقى دورها محدود في بناء الاقتصاد.
مستويات البطالة
وقال الحمد ان منطقة دول مجلس التعاون الخليجي شهدت خلال الأعوام الماضية نشاطا كبيرا في حركة العمالة، ولكن التحدي الأهم يكمن في كيفية التعامل مع مستويات البطالة المحتملة.
وأضاف: «علينا أن نوفر 100 مليون فرصة عمل بحلول عام 2020، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا مــــن خلال التعليم عالي الجودة».
وأوضح الحمد أن عدد الجامعات في العالم العربي لا يتجــــاوز 330 جـــامعة، وأنه لا توجد واحدة من هذه الجــــامعات مدرجة في القائمة العالمية لأفضـــل 150 جامعة.
توجهات وسائل الإعلام
من جانبه، ألقى رئيس تحرير صحيفة «العرب» عبدالعزيز محمود، الضوء على توجهات وسائل الإعـــــلام، محذرا من أن موجة الركود قد تجبر وسائل الإعلام على الالتزام بتوجهات الحكومات
وأضاف أن وسائل الإعلام المطبوعة تواجه خمسة عوامل تقوض حريتها، وتتمثل في المعلنين، الميزانيات، العلاقات الشخصية، قوانين الصحافة، وأساليب تملك الصحيفة.
قطاع التعليم في دبي
وقدم مدير المكتب التنفيذي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نبيل علي اليوسف، لمحة عن قطاع التعليم في دبي، والجهود المبذولة في سبيل دعم الأبحاث وإعداد المناهج التي تساعد الطلاب على تطوير مهارات عملية متخصصة.
كما لفت رئيس مجلس إدارة «صندوق شرودر لتنمية الدخل» في لندن السير بول جادج، الى أنه يتوجب على الحكومات في دول مجلس التعاون الخليجي أن تبادر إلى تلبية المتطلبات الكبيرة لقطاع التعليم.
فوائد الاستثمار بالتعليم
كما قالت عضو المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ونائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للإعلام نجلاء العوضي، : «لا شك في أن فوائد الاستثمار في التعليم التي ستتجلى بعد فترة ليست بالقصيرة، ستسهم في بناء النواة الأساسية لضخ الطاقات والمواهب الجديدة في قطاعي الإعلام والثقافة في منطقتنا».
وفي معرض إجابتها على استفسارات الحضور، أفادت العوضي أن توجيهات الحكومة بعدم تقليص نسبة المواطنين في وظائف القطاع الخاص لا يجب أن تكون مبررا للتكاسل في العمل، وقالت: «القانون واضح ودقيق، وهو لا يتيح للمواطنين بأي شكل من الأشكال التكاسل في العمل، إذ يمكن في حال تدني مستوى أدائهم المهني أن يتم تسريحهم والاستغناء عنهم».
المفهوم الغربي للصحافة
كما أوضحت العوضي أن الإمارات لا تسعى إلى مجاراة المفهوم الغربي في الصحافة الحرة، قائلة: «إن دولتنا فتية لا يتجاوز عمرها 37 عاما، وهي جزء من منطقة تشهد ظروفا قاسية على مختلف الأصعدة.
ونحن نرى أن الانتقادات الموجهة لقانون الإعلام هي انتقادات غير عادلة بحق حكومة الإمارات التي لا تدخر جهدا في سبيل تطوير قطاع الإعلام.
إننا لا نقف في وجه حرية الصحافة، ولكننا ندعم الحرية المسؤولة الداعمة لنظامنا الاجتماعي».
وأضافت: «على الرغم من أن قانون الإعلام السابق لم يكن عند مستوى التطلعات، فقد حقق قطاع الإعلام في ظله ازدهارا كبيرا، ولم نشهد يوما تعرض أحد الصحافيين للملاحقة القانونية. لقد قطعنا شوطا طويلا ونحن ندرك أن كل شيء يسير بالتدريج».
وتولى إدارة جلسة الحوار، البروفيسور أستاذ الشؤون المالية المساعد في «كلية وارتون» إن. بولينت جولتيكن، وضمت قائمة المشاركين كلا من: عبد اللطيف يوسف الحمد، مدير عام ورئيس مجلس إدارة «الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية»، وعبدالعزيز إبراهيم آل محمود، رئيس تحرير صحيفة «العرب»، ونبيل علي اليوسف، مدير المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، والسير بول جادج، رئيس مجلس إدارة «صندوق شرودر لتنمية الدخل» في لندن.
وتضم قائمة رعاته الرئيسيين كلا من: شركة «اجيليتي»، وشركة «محمد حمود الشايع»، و«دبي القابضة»، وشركة «أموال الخليج»، و«بوز أند كو»، بينما كان «بنك الكويت الوطني» راعيا للحدث.
حضور مميز
هذا وقد قام نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بزيارة لـ «المنتدى العالمي لخريجي وارتون 2009»، حيث كان في استقباله رئيس اللجنة المنظمة ورئيس مجلس الإدارة التنفيذي لـ «شركة محمد حمود الشايع» محمد عبدالعزيز الشايع وذلك بحضور كل من وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء محمد القرقاوي ونائب الرئيس التنفيذي لشركة «أموال الخليج» ومدير الشركة في المملكة العربية السعودية فادي عربيد.
وقد قام عميد كلية وارتون توماس روبرتسون بتقديم درعا تذكارية للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بحضور محمد الشايع.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )