هشام أبو شادي
واصل سوق الكويت للاوراق المالية تداولاته القياسية بفعل القوة الشرائية والمركزة على اغلب اسهم الشركات الرخيصة في مختلف القطاعات بدعم قرب نهاية فترة الربع الاول من العام الحالي وسعي اغلب المجاميع الاستثمارية لرفع قيم اصولها، والتفاؤل بتوقعات اصدار مشروع الاستقرار المالي من خلال مرسوم الضرورة، وفي ظل هذه الاجواء تزداد المضاربات قوة للاستفادة من عمليات التصعيد التي تقوم بها المجاميع الاستثمارية، ولكن من الضرورة على صغار المتداولين الحذر تجاه الشركات التي لم تعلن نتائجها المالية لعام 2008 حتى الآن.
وفي مقابل النشاط المضاربي القوي على اغلب اسهم الشركات الرخيصة، يلاحظ ان حركة التداول والصعود على اغلب اسهم الشركات القيادية تتسم بالضعف باستثناء التداولات النشطة على سهم البنك الوطني والتي يبدو انها تتم بشكل متفق عليه فرغم هذه التداولات القياسية اليومية على السهم الا ان سعره السوقي لا يشهد ارتفاعا.
وفي كل الاحوال فإن حركة التداولات في البورصة تسودها المضاربات التي يتوقع ان تزداد حتى نهاية الاسبوع، والشركات التي سوف تعلن نتائجها المالية حتى وان كانت لديها خسائر سوف تستمر حركة النشاط عليها وان كان ذلك مرتبطا بالمناخ العام للسوق، فيما ان حركة التداول سوف تزداد ضعفا على الشركات التي سيمر عليها الاسبوع الجاري دون ان تعلن عن نتائجها المالية، وهذا يعطي مؤشرا بأن مجمل حركة التداول في اول ثلاثة ايام من الاسبوع المقبل سوف تكون اكثر صعوبة ما لم تكن هناك تطورات اخرى على مستوى القوانين الاقتصادية تدعم من حالة التفاؤل لدى اوساط المتداولين.
المؤشرات العامة
ارتفع المؤشر العام للبورصة 77.1 نقطة ليغلق على 6772.3 نقطة، كذلك ارتفع المؤشر الوزني 3.49 نقاط ليغلق على 364.97 نقطة.
وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 552.4 مليون سهم نفذت من خلال 9349 صفقة قيمتها 84.8 مليون دينار.
وجرى التداول على اسهم 143 شركة من اصل 204 شركات مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 83 شركة وتراجعت اسعار اسهم 40 شركة وحافظت اسهم 20 شركة على اسعارها و61 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الخدمات النشاط بكمية تداول حجمها 187.1 مليون سهم نفذت من خلال 2726 صفقة قيمتها 22.6 مليون دينار.
وجاء قطاع الاستثمار في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 170.7 مليون سهم نفذت من خلال 2955 صفقة قيمتها 17.8 مليون دينار.
واحتل قطاع العقار المركز الثالث بكمية تداول حجمها 91.7 مليون سهم نفذت من خلال 1204 صفقات قيمتها 5.9 ملايين دينار.
وجاء قطاع البنوك في المركز الرابع بكمية تداول حجمها 41.1 مليون سهم نفذت من خلال 1032 صفقة قيمتها 24.6 مليون دينار.
وحصل قطاع الشركات غير الكويتية على المركز الخامس بكمية تداول حجمها 30.1 مليون سهم نفذت من خلال 460 صفقة قيمتها 5.4 ملايين دينار.
مضاربات قوية
على الرغم من سيطرة عمليات المضاربة على حركة التداول الا ان هناك ارتياحا يسود اوساط المتداولين يتمثل في ان هذه المضاربات تمكنهم من تحقيق مكاسب سوقية تعوض بعض الخسائر الضخمة التي تكبدوها، ورغم ان هذه المضاربات مدعومة بقوة من المجاميع الاستثمارية التي تقوم برفع قيم اصولها الاستثمارية مع اقتراب الربع الاول من العام الحالي من نهايته، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، هناك اهداف اخرى بعيدة المدى تتمثل في التالي: قيام اغلب المجاميع الاستثمارية برفع قيم اصولها في السوق من شأنه ان يقوي نسبيا من المركز المالي للشركات التابعة لهذه المجاميع على الرغم من انه لايزال هناك العديد من اسهم الشركات اسعارها السوقية اقل بكثير من قيمها الاسمية.
ومن شأن تحسين المركز المالي للشركات ان يحسن من قيم اصولها وبالتالي المساعدة في تحسين عمليات اعادة الهيكلة التي تقوم بها الشركات لتحسين موقفها التفاوضي مع البنوك سواء الأجنبية او المحلية في اطار عمليات اعادة هيكلة مديونيات هذه الشركات خاصة الشركات الاستثمارية.
فالكثير من شركات الاستثمار قامت برهن اصول لها سواء اسهم شركاتها نفسها او اسهم شركات تابعة لها مقابل الحصول على قروض.
وهذه الرؤيا ستزداد وضوحا في الفترة المقبلة، بمعنى انه اذا استمر الاتجاه الصعودي لمعظم اسهم الشركات في المدى المتوسط، فإن هذا اتجاه عام لدى المجاميع الاستثمارية وليس منحصرا فقط في تحسين اداء الربع الأول، لذلك فإن ملامح محاولات رفع قيم اصول الشركات بهدف تحسين الموقف التفاوضي ورفع قيم الاصول في اطار برنامج اعادة هيكلة المديونيات سيكون اكثر وضوحا عقب نهاية الربع الأول واستمرار المجاميع في تصعيد اسهمها، ولانزال نؤكد على اهمية الحذر من تصعيد اسهم الشركات التي قد يتم وقف تداول اسهمها لتجاوزها الفترة القانونية لاعلانات بيانات العام 2008.
آلية التداول
على الرغم من التداولات المرتفعة على سهم البنك الوطني الا انها لا تنعكس بالارتفاع في سعره السوقي، وهذا عكس ما هو معروف تاريخيا عن سهم البنك الذي كان يشهد ارتفاعا بالحدود القصوى عند تداول خمسة ملايين سهم، ولكن اللافت للنظر ان السهم منذ تداولات الاسبوع الماضي وحتى اليومين الماضيين والتي بلغت نحو 85 مليون سهم لم يحقق اي مكاسب سوقية، وهذا يوحي بأن هذه التداولات تتم بشكل متفق عليه، ورغم ان حجم التداولات لم يصل الى ما يجب الافصاح عنه إلا ان مكانة البنك وقوة تأثيره تستدعي من إدارة البورصة معرفة طبيعة التداولات التي يشهدها، اما باقي اسهم البنوك فحققت اربعة بنوك ارتفاعا في اسعارها في تداولات ضعيفة نسبيا باستثناء التداولات النشطة على سهم بنك برقان الذي حقق مكاسب ملحوظة والتي قد يكون لها علاقة بتحسين الأداء العام لميزانيات الشركات التي تمتلك كميات مؤثرة في اسهم البنك.
وحققت اغلب اسهم الشركات الاستثمارية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة على اغلب الاسهم فرغم التداولات النشطة على سهم ايفا الا انه سجل انخفاضا في سعره السوقي، فيما حقق سهم المشاريع ارتفاعا بالحد الأعلى في تداولات نشطة.
واستمرت التداولات القياسية على اسهم الصفاة واكتتاب القابضة والمدينة للتمويل وصكوك مع ارتفاع ملحوظ في الأسعار السوقية لهذه الشركات، فيما ان سهم الدولية للإجارة حقق ارتفاعا بالحد الأعلى في تداولات مرتفعة نسبيا مع توقعات باستمرار الاتجاه الصعودي للسهم بدعم من خفض الشركة تكلفة الاكتتاب في زيادة رأس المال الى 125 فلسا، وبالتالي فإنه ليس مستبعدا ان يتجاوز السعر السوقي للسهم تكلفة الاكتتاب في المدى القصير، ورغم فورة النشاط التي تشهدها اغلب الشركات الاستثمارية الا ان سهمي جلوبل ودار الاستثمار غير مستفيدين من هذا النشاط، وقد حققت اسهم 9 شركات في قطاع الاستثمار ارتفاعا بالحد الأعلى.
وواصلت اغلب اسهم الشركات العقارية الارتفاع في تداولات نشطة خاصة على اسهم عقارات الكويت والدولية للمشروعات والمستثمرون والدولية للمنتجعات وجراند، وقد حققت اسهم 8 شركات في قطاع العقار ارتفاعا في اسعارها بالحد الأعلى.
الصناعة والخدمات
حققت اغلب اسهم الشركات الصناعية ارتفاعا في اسعارها في تداولات مرتفعة على بعض الأسهم خاصة اسهم المعادن وبوبيان للبتروكيماويات، فيما ان سهم منا القابضة رغم ارتفاعه بالحد الأعلى خلال مراحل التداول ليصل الى 485 فلسا الا ان عمليات جني الارباح القوية ادت الى تلاشي هذه المكاسب ليغلق على 460 فلسا.
وحافظ سهم الصناعات الوطنية على سعره في تداولات ضعيفة.
وواصلت اغلب اسهم الشركات الخدماتية الارتفاع في اسعارها مع تداولات مرتفعة على بعض اسهم الشركات الرخيصة في القطاع خاصة سهمي هيتس تلكوم والصفوة القابضة، فيما انخفض سهم اجيليتي بشكل محدود، اما سهم زين فقد سجل ارتفاعا محدودا في سعره في تداولات ضعيفة، وقد حققت اسهم اربع شركات في القطاع ارتفاعا بالحد الأعلى.
وفــي قطاع الاغذية حقق سهم امريكانا ارتفاعا بالحد الأعلى في تداولات ضعيفة واستمرت حركة التداول على اغلب اسهم الشركات غير الكويتية في الضعف باستثناء سهم التمويل الخليجي الذي شهد تداولات نشطة وارتفاعا بالحد الأعلى.
وقد استحوذت قيمة تداول اسهم 10 شركات على 60.7% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها التداول والبالغ عددها 143 شركة.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )