هشام أبوشادي
ازدادت عمليات البيع في سوق الكويت للأوراق المالية حدة امس مع اقتراب الفترة القانونية لاعلانات الشركات من نهايتها والتي لم يبق فيها سوى اربعة ايام تداول فقط.
وقد تركزت عمليات البيع على اغلب اسهم الشركات الرخيصة خاصة الشركات التي لم تعلن عن نتائجها المالية حتى الآن الأمر الذي يزيد من توقعات وقف تداول اسهمها، وفي مقابل ذلك، فقد ارتفعت نسبيا عمليات الشراء على اغلب اسهم الشركات القيادية خاصة سهم أجيليتي الذي شهد عمليات شراء قوية اوقفت الاتجاه النزولي للسهم.
وفي ظل التباين الواضح في حركة التداول، فانه يمكن القول ان عمليات البيع ستزداد حدة على اسهم الشركات التي لم تعلن نتائجها المالية حتى الآن، فيما ان الشركات التي اعلنت عن نتائجها المالية لعام 2008 والتي يتوقع ان تحقق اداء جيدا في الربع الأول من العام الحالي، ستشهد نشاطا في الفترة المقبلة خاصة بعد ان تنتهي الفترة القانونية للاعلانات، ونعيد التأكيد على ان كثرة عدد الشركات التي لن تعلن نتائجها المالية وبالتالي سيتم وقف تداول اسهمها ستسبب مشكلة كبيرة في السوق، ومن أهم الشركات في هذا الصدد، قطاع الاستثمار، وتكمن أهمية توقف تداول عدد كبير من شركات الاستثمار في انه اكثر القطاعات التي تأثرت بالأزمة، وبالتالي فإن عدم الاعلان يزيد من الضبابية حول حجم الخسائر التي تكبدها القطاع بشكل دقيق على الرغم من ان البيانات التي نشرت امس تشير الى انها تقدر بنحو 9.2 مليارات دينار خسائر في استثمارات القطاع منذ بداية الأزمة وحتى نهاية شهر يناير الماضي، الا ان هناك غموضا شديدا في باقي بنود ميزانيات شركات الاستثمار.
المؤشرات العامة
انخفض المؤشر العام للبورصة 46.8 نقطة ليغلق على 6712.6 نقطة، كذلك انخفض المؤشر الوزني 2.33 نقطة ليغلق على 359.43 نقطة.
وبلغ اجمالي الأسهم المتداولة 528.9 مليون سهم نفذت من خلال 9871 صفقة قيمتها 89.8 مليون دينار.
وجرى التداول على اسهم 152 شركة من أصل 204 شركات مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 30 شركة وتراجعت اسعار اسهم 71 شركة وحافظت اسهم 51 شركة على اسعارها و52 شركة لم يشملها التداول.
تصدر قطاع الشركات الاستثمارية النشاط بكمية تداول 175.6 مليون سهم نفذت من خلال 3075 صفقة قيمتها 15.5 مليون دينار.
وجاء قطاع الخدمات في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 144 مليون سهم نفذت من خلال 2817 صفقة قيمتها 31 مليون دينار.
واحتل قطاع العقار المركز الثالث بكمية تداول حجمها 92.1 مليون سهم نفذت من خلال 1442 صفقة قيمتها 6.2 ملايين دينار.
وحصل قطاع الشركات غير الكويتية على المركز الرابع بكمية تداول حجمها 54.1 مليون سهم نفذت من خلال 897 صفقة قيمتها 11.2 مليون دينار.
تزايد موجة البيع
سيطر الاتجاه النزولي على حركة التداول في البورصة بفعل تزايد موجة البيع، خاصة على اسهم الشركات الرخيصة، الامر الذي دفع المؤشر السعري للانخفاض حتى الدقيقة الاخيرة بنحو 60.9 نقطة، الا ان هذه الخسائر تقلصت في الثواني الاخيرة الى 46.8 نقطة.
ورغم التوقعات باستمرار عمليات البيع على اسهم الشركات التي لم تعلن نتائجها المالية حتى الآن وبالتالي وقف تداول اسهمها بعد ان تنتهي الفترة القانونية وانعكاس ذلك على السوق، الا ان هناك مرحلة جديدة سيدخل فيها السوق قائمة على وقع التوقعات لنتائج الشركات في الربع الاول من العام الحالي، وايضا اجواء التفاؤل النفسي من اصدار قانون الاستقرار المالي من خلال مرسوم الضرورة.
وفي ظل الاتجاه العام لعدم تمديد الفترة القانونية للشركات التي لم تعلن حتى الآن نتائجها المالية للعام 2008، فإن هذا يعطي مؤشرا ايجابيا بأهمية الالتزام من قبل الادارات، والتطور الايجابي في هذا الشأن، جاء على لسان محافظ البنك المركزي في حوار مع قناة «العربية» الذي اكد على انه لن يكون هناك تمديد لشركات الاستثمار، فهناك حوالي 43 شركة لم تعلن حتى الآن، وبالتالي فإن تأكيد محافظ البنك المركزي علي عدم التمديد يعد تطورا ايجابيا تجاه الحرص على تطبيق القانون.
آلية التداول
ارتفعت نسبيا حركة التداول على اسهم البنوك مع تحقيق اسهم اربعة بنوك ارتفاعا في اسعارها في تداولات مرتفعة نسبيا، خاصة على سهم التمويل الكويتي الذي شهد عمليات شراء ملحوظة، كذلك سهم بنك بوبيان، اما سهم البنك الوطني فازداد معدل تداوله مع استقرار سعره السوقي، الا انه من الواضح انه سيشهد ارتفاعا في سعره في الفترة قبل نهاية الربع الاول في ظل حرص الصناديق والمحافظ المالية الكبيرة على رفع اسهم الشركات القيادية خاصة قطاع البنوك الذي يمثل المراكز المالية الاساسية لدى هذه الجهات، اما سهم بنك برقان فقد شهد انخفاضا كبيرا في تداولاته مقارنة بأول من امس مع انخفاض ملحوظ في سعره.
وسجلت اغلب اسهم الشركات الاستثمارية انخفاضا في اسعارها في ظل تزايد موجة البيع على اسهم هذا القطاع بفعل المخاوف من وقف تداول العديد من اسهمه، وهو ما يمثل ازمة كبيرة، لذلك فإن عمليات البيع سوف تزداد قوة بشكل يومي مع احتمالات ضعف الطلبات بشكل ملحوظ، فقد شهد سهم الصفاة للاستثمار عمليات بيع قوية وتذبذبا في سعره السوقي بفعل عمليات المضاربة وجني الارباح، كذلك ادت عمليات البيع القوية على سهم اكتتاب الى انخفاضه بالحد الادنى معروضا دون طلبات، كما انخفض سهم المدينة للتمويل بشكل ملحوظ بفعل عمليات البيع ايضا، فيما واصل سهم الدولية للاجارة الارتفاع بالحد الاعلى مطلوبا دون عروض بفعل القوة الشرائية التي يشهدها السهم بدعم من التطورات الايجابية التي اعلن عنها في الجمعية العمومية للشركة سواء ما يتعلق بخفض تكلفة الاكتتاب في زيادة رأسمال الشركة الى 125 فلسا او قدرة الشركة على سداد التزاماتها المالية من خلال قرب توقيعها اتفاقا في هذا الشأن مع بنك الكويت والشرق الاوسط، ولكن يظل المحك الاساسي للشركة اعلان نتائجها المالية، وعدم توقف تداول سهمها، وفي حال حدوث ذلك حتى لو كانت الشركة متكبدة خسائر، فإن ذلك يعُد مؤشرا ايجابيا، كذلك واصل سهم المجموعة الدولية للاستثمار الارتفاع في تداولات نشطة، فيما تراجعت تداولات سهم مشاريع الكويت مع استقرار سعره السوقي.
وتزايد الاتجاه النزولي لمعظم اسهم الشركات العقارية بفعل تزايد عمليات البيع خاصة على اسهم الدولية للمشروعات والمستثمرون وجراند والدولية للمنتجعات وعقارات الكويت، فيما ادت عمليات الشراء التي شهدها سهم الوطنية العقارية الى استعادة الخسائر التي مني بها خلال مراحل التداول.
الصناعة والخدمات
ازداد الاتجاه النزولي حدة لمعظم اسهم الشركات الصناعية خاصة سهم مجموعة الصناعات الذي شهد عمليات بيع قوية دفعت السهم للانخفاض دون حاجز الـ 250 فلسا، كذلك واصل سهم منا القابضة الانخفاض بالحد الادنى في تداولات متواضعة جدا، فيما حافظ سهم بوبيان للبتروكيماويات على سعره السوقي.
تكبدت اغلب اسهم الشركات الخدماتية خسائر في تداولات نشطة على اغلب الاسهم، فقد شهد سهم اجيليتي تداولات قياسية قللت بشكل كبير من الخسائر التي تكبدها السهم، حيث انخفض بالحد الادنى البالغ 600 فلس في بدايات التداول لتدخل الشركة للشراء، فمن اجمالي التداولات التي بلغت 26 مليون سهم منها حوالي 15 مليون سهم تم شراؤها على سعر 600 فلس الامر الذي شجع اوساط المتداولين للدخول على السهم ما دفعه لاغلاق على سعر 640 فلسا، ما يعني ان السهم استوعب ردود الفعل السلبية لعدم توزيع الشركة ارباحا وبالتالي فإنه يتوقع ان يواصل الارتفاع، كذلك استمر الاتجاه النزولي لسهم زين بفعل استمرار عمليات البيع، وفي قطاع الاغذية انخفض سهم دانة الصفاة بالحد الادنى، حيث اعلنت الشركة عن خسائر قدرها 5.2 ملايين دينار.
وفي قطاع الشركات غير الكويتية، واصل سهم التمويل الخليجي تداولاته القياسية مع صعود محدود في سعره السوقي، فيما ارتفع سهم بنك الخليج المتحد بالحد الاعلى في تداولات ضعيفة.
وقد استحوذت قيمة تداول اسهم 10 شركات على 56.5% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها التداول، والبالغ عددها 152 شركة.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )