أحمد مغربي
قال المستشار الهندسي في شركة المجموعة المشتركة للمقاولات م.طارق الصقعبي ان 20% من الطاقة ستكون من مصادر نظيفة بحلول العام 2020 على مستوى العالم، موضحا ان ايجاد مصادر بديلة للطاقة التقليدية يعد واحدا من اكبر التحديات التي تواجه العالم وبخاصة المتقدم لايجاد بدائل عن المصادر التقليدية للطاقة بما يضمن طاقة مستدامة ومتجددة تفي بالاحتياجات المتزايدة لعالمنا بشكل عام.
وأوضح الصقعبي في مؤتمر صحافي عقدته الشركة امس مع شركة ايكونسيرن العالمية ان التفكير السليم والمنطق يفرضان علينا المحاولة دائما لحل المشكلات قبل تفاقمها، بل قبل حدوثها اصلا من خلال استقراء الموجودات والاستدلال على النتائج المتوقعة، مشيرا الى ان المجموعة المشتركة للمقاولات بدأت وبالتعاون مع شركة ايكونسيرن العالمية بوضع استراتيجية عمل فعالة ومجدية يمكن من خلالها توفير مصادر الطاقة البديلة في الكويت، وذلك في وقت زمني قصير جدا وبشكل فعال.
وذكر الصقعبي ان الكويت من اولى الدول التي رصدت ميزانيات خاصة للتحول الى الطاقة البديلة، وذلك من خلال رصدها 150 مليون دينار للبحوث العلمية في مجال الطاقات البديلة، موضحا ان وزارة الكهرباء والماء ومعهد الابحاث العلمية سيناقشان ذلك يوم الاثنين المقبل في ندوة خاصة عن انتاج الطاقة البديلة وطرق تعميمها في الكويت، مشيرا الى ان الشركة تخطط في الوقت الحالي لأخذ العديد من المباني الحكومية لتنفيذ مشروع الطاقة البديلة.
واشار الصقعبي الى ان مبادرة المجموعة تعد قفزة نوعية في جهود ايجاد مصادر بديلة للطاقة على مستوى الدولة وخطوة عملية متناغمة مع التوجهات والرغبة السامية لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في البحث عن حلول للحفاظ على البيئة وخفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، حيث تم اختيار شركة ايكونسيرن العالمية لما لها من خبرة طويلة في هذا المجال، فضلا عن تفردها بامتلاك الحلول والتقنيات والتكنولوجيا اللازمة لمساعدة الكويت في الاسراع بتحويل هذا الهدف الى مشروع ناجح على أرض الواقع.
وبين ان المجموعة وجدت استجابة قوية من بعض الجهات الحكومية لتطبيق وسائل الطاقة البديلة، وذلك لمعاناة هذه الجهات من الكميات الكبيرة جدا في استخدام الكهرباء، وخاصة في فصل الصيف الذي تضطر معه وزارة الكهرباء الى قطع التيار الكهربائي من حين الى آخر، وخاصة في اوقات الذروة في الوقت الذي تسطع فيه الشمس القوية الموجودة في منطقتنا دون ان نستفيد منها.
واشار الصقعبي الى ان المجموعة باشرت العمل على دراسة الطرق لاستغلال هذه الطاقة التي تحقق للكويت العديد من المنافع واهمها تحقيق وفر مالي يصل الى مليارات الدولارات خلال الاعوام المقبلة والحصول على طاقة متجددة شبه مجانية واقل تكلفة واكثر فعالية وتناسب بيئة وطقس الكويت.
وفي رده على سؤال بخصوص إمكانية تطبيق الطاقة البديلة على المباني القديمة قال الصقعبي ان آلية عمل أجهزة الطاقة البديلة مرنة جدا، حيث يمكن تركيبها على المباني القديمة، وكذلك الذكية بكل سهولة ويسر وفي وقت قياسي وتوفير ملايين الكيلو وات من الكهرباء، مشيرا الى ان خطوة الشركة لا تأتي عكس التيار إطلاقا في ظل الأزمة المالية العالمية الحالية، حيث قال ان المشروع بالأساس يهدف الى ترشيد استهلاك الكهرباء وتوفير ملايين الدنانير التي تنفق سنويا على محطات الكهرباء.
وأوضح ان الحكومة تقوم بدعم الكهرباء، لذا فلا يمكننا معرفة تكلفة المشروع على المواطنين، وانما المشروع يستهدف بالاساس المباني الحكومية والاستثمارية للعمل على تقليص استخدام الكهرباء في هذه المؤسسات الكبيرة وأبرز مثال على ذلك عندما اتخذت الدولة قرارا بإزالة الدواوين فتم توفير نحو 45 ميغا وات من الكهرباء.
وتناول الصقعبي الفوائد التي يمكن ان يعود بها مشروع الطاقة البديلة على الكويت، حيث بين انها كثيرة ومتعددة الجوانب، فمنها الاقتصادي ومنها البيئي بشكل مباشر وينعكس ذلك بالطبع على المسيرة التنموية الشاملة في الكويت، ومن هذه الفوائد:
توفير المزيد من النفط للتصدير بما يحقق وفرا ماليا للدولة يصل الى مليارات الدولارات خلال الأعوام الـ 20 المقبلة، وكذلك المساهمة في نقل مشكلة الانبعاثات وتلوث البيئة الى خارج البلاد.
من جانبه، قال المدير العام لشركة ايكو ستريم الدولية قسم الطاقة الشمسية في شركة ايكو نسيرن ستيفن بليفينغ ان الشركة تعمل منذ 25 عاما انطلاقا من هولندا عبر اوروبا من خلال استراتيجية زمنية تقوم على توفير الطاقة من خلال خفض الطلب عليها وايضا البحث عن وسائل بديلة للنفط.
وأكد ان هذا النهج ايضا مثير للاهتمام في الكويت، وذلك في ضوء التحديات التي تواجهها شبكة الكهرباء، وفي الوقت الحالي تقوم المجموعة المشتركة للمقاولات باستكشاف الفرص لتطوير نهج مماثل، مضيفا انه خلال لقاءاتنا ومحادثاتنا مع العديد من الخبراء في هذا المجال في الكويت ممثلة في وزارة الكهرباء ومعهد الأبحاث العلمية توصلنا الى استنتاجات تفيد بأنه من المهم ان نقوم بالاستثمار في الكويت على النحو التالي: تحسين كود البناء وإضافة وحدات ومحطات الطاقة الشمسية اللامركزية في بعض المرافق مثل مواقف السيارات والمباني الحكومية والتجارية.
وبين ان استثمارات ايكونسيرن الحالية تزيد على 400 مليون يورو في كل انحاء العالم، مبينا ان الشركة تتفق مع المجموعة المشتركة للمقاولات في الاعتقاد بأن هذه الاستراتيجية يمكن ان تؤمن للكويت طاقة كهربائية مستدامة.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )