هشام أبوشادي
قفزت المؤشرات العامة لسوق الكويت للاوراق المالية في ختام تعاملات الاسبوع امس بقوة وبنسب تعد الاعلى منذ بداية العام، خاصة المتغيرات الثلاثة التي سجل فيها متغير كمية الاسهم اعلى رقم في يوم واحد منذ بداية الازمة.
وجاء الاندفاع المحموم نحو الشراء المضاربي مدعوما بالارتياح النفسي الذي ساد اوساط المتداولين للتحركات التي تقوم بها البنوك استعدادا لتطبيق قانون الاستقرار المالي بعد اقرار مجلس الوزراء في اجتماعه امس اللائحة التنفيذية للقانون، فضلا عن انتهاء الفترة القانونية لاعلانات الشركات عن نتائجها المالية، ما جعل الصورة اكثر وضوحا امام المتداولين.
وقد استمرت اسهم الشركات الرخيصة في مختلف القطاعات في قيادة المضاربات المحمومة رغم انها شهدت عمليات جني ارباح إلا أنها واصلت الارتفاع فيما نشطت معظم اسهم الشركات القيادية بشكل ملحوظ، وتظهر التداولات القياسية التي شهدتها البورصة في اليومين الاخيرين ان السوق سيواصل نشاطه القوي الاسبوع المقبل مع تزايد في عمليات جني الارباح والتي ستزداد قوة كلما زادت الاسعار ارتفاعا.
بشكل عام، فإنه رغم ان حركة النشاط تشمل اسهم الشركات التي اعلنت خسائر ضخمة، الا انه ستكون هناك مرحلة فرز في طبيعة التداول لتزداد تركيزا على الشركات التي حققت ارباحا في العام المقبل، بل ان السوق سيكون اكثر فرزا في طبيعة التداول ليتم التركيز على الشركات التي يتوقع ان تحقق نتائج جيدة في الربع الاول من العام الحالي.
المؤشرات العامة
ارتفع المؤشر العام للبورصة 87.1 نقطة ليغلق على 6909.3 نقاط، كذلك ارتفع ا لمؤشر الوزني 5.26 نقاط ليغلق على 367.76 نقطة.
وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 665.7 مليون سهم نفذت من خلال 11765 صفقة قيمتها 111.8 مليون دينار، وجرى التداول على اسهم 116 شركة من اصل 204 شركات مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 79 شركة وتراجعت اسعار اسهم 18 شركة وحافظت اسهم 19 شركة على اسعارها و88 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الشركات الخدماتية النشاط بكمية تداول حجمها 278.3 مليون سهم نفذت من خلال 4747 صفقة قيمتها 46.8 مليون دينار.
وجاء قطاع الشركات العقارية في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 126.6 مليون سهم نفذت من خلال 1775 صفقة قيمتها 10.9 ملايين دينار.
واحتل قطاع الاستثمار المركز الثالث بكمية تداول حجمها 111.4 مليون سهم نفذت من خلال 1588 صفقة قيمتها 12.2 مليون دينار.
وجاء قطاع البنوك في المركز الرابع بكمية تداول حجمها 51.1 مليون سهم نفذت من خلال 1322 صفقة قيمتها 21.1 مليون دينار.
وحصل قطاع الشركات غير الكويتية على المركز الخامس بكمية تداول حجمها 47.8 مليون سهم نفذت من خلال 787 صفقة قيمتها 9.4 ملايين دينار.
مضاربات محمومة
ازدادت المضاربات المحمومة حدة في تعاملات امس مع سرعة في تغيير المراكز المالية من قبل المضاربين في اجواء نفسية مشجعة لاستمرار النشاط المضاربي في السوق.
فحتى الدقيقة الأخيرة من التداولات كان المؤشر العام مرتفعا 52.3 نقطة الا انه تم تصعيده في الثواني الاخيرة الى 87.1 نقطة، مرتفعا بمقدار 35 نقطة خلال ثوان، كما تم تصعيد المؤشر الوزني في الثواني الاخيرة من 3 نقاط الى 5.2 نقاط، وهذا يعطي مؤشرا قويا ان المؤشر العام يتوقع ان يتجاوز بقوة حاجز السبعة آلاف نقطة الاسبوع المقبل، ولكن من المحتمل ان يواجه مقاومة عند هذا المستوى بعد ان يتجاوز ثم يهبط نسبيا عن هذا الحاجز الى ان يؤسس بقوة ليبدأ مرحلة من الانطلاق مرة اخرى الا ان طبيعة التداول في هذه المرحلة ستكون اكثر انتقائية على اسهم الشركات التي يتوقع ان تحقق نتائج جيدة في الربع الأول من العام الحالي والتي ستكون وقودا لاستمرار نشاط السوق.
آلية التداول
حققت أغلب اسهم البنوك ارتفاعا في اسعارها باستثناء سهم البنك الوطني الذي سجل انخفاضا محدودا في سعره في تداولات ضعيفة نسبيا، فيما ان التداولات النشطة استمرت على سهمي البنك الدولي الذي ارتفع بالحد الاعلى دون عروض، وكذلك سهم بنك بوبيان الذي سجل ارتفاعا ملحوظا في سعره السوقي وحقق سهم بيتك ارتفاعا محدودا في سعره في تداولات ضعيفة وتظهر حركة التداول على اسهم البنوك أن النشاط مركز اكثر على البنوك التي اسعارها رخيصة في اطار التركيز العام على اسهم الشركات الرخيصة، ولكن بعد ان تنتهي موجة النشاط على هذه الشركات ستعود البنوك القائدة للنشاط مرة اخرى، وتمثل النتائج المالية لقطاع البنوك في الربع الاول من العام الحالي عاملا مهما يعطي مؤشرا لقياس الاداء المتوقع لها في العام كله، وكذلك تعطي رؤية شبه واضحة حول الاداء العام للسوق.
واستمرت اغلب اسهم الشركات الاستثمارية في الارتفاع في تداولات نشطة على بعض الاسهم، خاصة سهم اكتتاب الذي شهد امس مضاربات حادة وعمليات جني ارباح قوية، الا انها لم تؤثر على الاتجاه الصعودي للسهم، ورغم الانخفاض القوي في تداولات سهم الأهلية القابضة امس مقارنة بأول من امس، الا انه واصل الارتفاع بالحد الاعلى، فيما انه رغم الارباح الجيدة التي أعلنت عنها شركة بيان للاستثمار، الا ان سهمها لم يرتفع بالحد الأعلى وان كان حقق مكاسب سوقية جيدة، ولكنه مرشح لمزيد من الارتفاع بدعم من ارباح الشركة فضلا عن ان اعلان نتائجها يمثل عنصر ثقة فيها في ظل عدم اعلان 24 شركة استثمارية عن نتائجها المالية، الامر الذي يظهر قوة الشركة والتوقعات باستمرار صعود سهمها.
وواصل سهم مشاريع الكويت الارتفاع في تداولات ضعيفة نسبيا، الا انه يتوقع ان يستمر السهم في الصعود، خاصة في ظل النتائج المالية الجيدة المتوقعة للشركة في الربع الاول من العام الحالي.
وواصلت اغلب اسهم الشركات العقارية الارتفاع في اسعارها في تداولات نشطة على بعض الاسهم، خاصة عقارات الكويت وجيزان والدولية للمنتجعات والوطنية العقارية، وفي الوقت الذي حققت اسهم هذه الشركات ارتفاعا في اسعارها واصل سهم ابيار العقارية الانخفاض بشكل محدود رغم تحقيق الشركة ارباحا.
الصناعة والخدمات
واصلت أغلب أسهم الشركات الصناعية الارتفاع في تداولات نشطة على بعض الاسهم، خاصة سهم الصناعات الوطنية الذي واصل سهمه الارتفاع مع انخفاض كبير في تداولاته، مقارنة بأول من امس، كذلك واصل سهم منا القابضة الارتفاع بالحد الأعلى رغم عمليات البيع لجني الأرباح والتي يتوقع ان تزداد في الفترة المقبلة، واستمرت التداولات مرتفعة نسبيا على سهم بوبيان للبتروكيماويات مع ارتفاع سعره بشكل محدود.
وقفزت معدلات التداول على اغلب اسهم الشركات الخدماتية مع استمرار صعود اسعارها السوقية، فرغم التداولات القياسية التي شهدها سهم هيتس تلكوم الا ان سعره سجل انخفاضا عند الاغلاق بعد ان كان مرتفعا بالحد الاعلى خلال مراحل التداول، ولكن موجة البيع لجني الارباح التي شهدها ادت الى تلاشي المكاسب التي حققها السهم، حيث روجت الشائعات خلال التداول المحموم على السهم بأن بعض كبار الملاك يقومون بالبيع لصالح مستثمر سعودي، وان كانت هذه الشائعات صحيحة، ونشك في ذلك، فإنه من المفترض ان تعلن الشركة عن ذلك، خاصة ان اجمالي التداولات التي شهدها السهم امس يمثل نحو 24% من اجمالي اسهم الشركة البالغ عددها 720 مليون سهم، وارتفعت التداولات بشكل نسبي على سهمي اجيليتي وزين مع تحقيقهما مكاسب سوقية كبيرة.
ورغم الخسائر الضخمة التي تكبدتها مجموعة الصفوة، الا ان سهمها واصل الارتفاع بالحد الاعلى في تداولات محدودة.
وحققت اغلب اسهم الشركات غير الكويتية ارتفاعا في اسعارها السوقية مع استمرار التداولات النشطة على سهم التمويل الخليجي الذي ارتفع بالحد الأعلى، الا انه يلاحظ التراجع الملحوظ في تداولاته في اليومين الماضيين، مقارنة بتداولاته في الايام الـ 3 الأولى من تداولات الاسبوع الجاري، الامر الذي يشير الى ان السهم سيواصل الارتفاع.
وبشكل عام، فإن قيمة تداول اسهم 9 شركات استحوذت على 56.3% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها التداول والبالغ عددها 116 شركة.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )