زكي عثمان
واصلت المؤشرات العامة لسوق الكويت للأوراق المالية في جلسات التداول الثالثة للأسبوع الجاري ارتفاعها المدعوم بعوامل الثقة المرتفعة بين أوساط المتداولين ومستفيدة في ذلك من استمرار أوامر الشراء وبناء المراكز الجديدة، بالاضافة الى النشاط الكبير الذي قامته به المحافظ والصناديق خلال جلسة الامس بقيادة المحفظة الوطنية.
ورغم البداية الحذرة لتداولات الامس والتي انعكست على لون المؤشر العام الى اللون الأحمر عكس كل التوقعات التي استبشرت مع بداية التداولات باستمرار الصعود، وقد وقفت وراء ذلك عمليات البيع التي قام بها عدد كبير من المتداولين سعيا لجني ارباح سريعة بعد سلسلة الارتفاعات التي شهدتها البورصة على مدار 4 جلسات سابقة وهو ما ساهم في ارتفاع اسعار العديد من الاسهم وبالتالي في دفع صغار المتداولين لإجراء عمليات البيع لتحقيق بعض المكاسب التي غابت عنهم منذ اشهر في أعقاب الهبوط المستمر للمؤشر ولأسعار معظم الأسهم.
غير ان السوق عكس اتجاهه مرة أخرى بعد مرور ساعتين تقريبا في ضوء دخول السيولة من بعض المحافظ والصناديق والبدء في إعطاء أوامر الشراء مما ساهم في تعويض خسائر الساعات الاولى من التداول والدخول الى اللون الأخضر من جديد بفضل التحركات التي تمت على مجموعة كبيرة من الأسهم بقيادة «المنتجعات» و«اكتتاب» و«الصناعات» و«هيتس تلكوم» و«الصفوة» و«صفاة طاقة» فضلا عن اسهم «الوطني» و«الدولي» و«ابيار» وغيرها من الاسهم التي تحركت على مدار الايام الماضية، وسط عشرات الطلبات على معظم الأسهم السابق ذكرها بفضل الاندفاع المحموم نحو عمليات الشراء الواسعة لبناء مراكز استثمارية جديدة بعد فترة طويلة من التوقف بسبب انعدام الثقة في السوق ونظرا لاستمرار مسلسل تراجع الأسهم وبلوغها مستويات سعرية متدنية، حيث بدأ العديد من المستثمرين في بناء مراكز مالية جديدة انطلاقا للمرحلة المقبلة التي ستحمل العديد من المفاجآت بعد عودة فتح ابواب البنوك للتمويل من جديد وانكشاف الموقف المالي للعديد من الاسهم.
وقد اعتبرت مصادر مراقبة لـ «الأنباء» ان هذه التحركات تشير الى وجود نهم شرائي بين المتداولين والصناديق بعد طول غياب فضلا عن استمرار حالة التفاؤل بين المتداولين ووسط توقعات بان تصل كمية التداول الى مليار سهم قريبا بالتزامن مع استمرار التوجه الى الأسهم ذات الأداء التشغيلي الجيد وأيضا الشركات التي أعلنت عن بياناتها المالية بشفافية ووضوح للمساهمين وهو ما يقودها للدخول ضمن الشركات المؤهلة لاحتضانها قانون الاستقرار المالي الجديد.
أرقام التداول
امتازت عمليات التداول امس بالشراء المنظم والمدروس على مجموعة من الاسهم في ضوء وجود العديد من الفرص المغرية بالشراء والتي ستشكل مكسبا جيدا على المدى القصير مما انعكس على كمية التداول التي قفزت الى حاجز 922 مليون سهم ومتجاوزة بذلك الرقم القياسي الذي سجلته امس الاول كأكبر كمية تداول منذ 13 مارس 2006.
وقد بلغت كمية التداول 922.9 مليون سهم مقارنة مع 909.3 ملايين سهم تقريبا في جلسة أمس الأول، بنمو بلغت نسبته 1.5% تقريبا.
فيما أنهى المؤشر السعري ثالثة جلسات هذا الأسبوع على ارتفاع نسبته 0.9%، رابحا 65.8 نقطة بينما أنهى المؤشر الوزني جلسة امس على استقرار بمكاسب طفيفة للغاية بلغت 0.01 نقطة، كما تراجعت قيمة التداولات بنهاية تعاملات امس، حيث بلغت تلك القيم عند الإغلاق 167.81 مليون دينار تقريبا مقارنة مع نحو 203.51 ملايين دينار امس الأول، بتراجع نسبته نحو 17.5%. وتراجع كذلك عدد الصفقات عند الإغلاق، حيث بلغت 15635 صفقة مقارنة مع 15642 صفقة امس الاول بتراجع طفيف نسبته 0.05% تقريبا.
وكانت المؤشرات قد تراجعت بعد مرور نصف الساعة الأول من تعاملات امس بنسب متفاوتة، بلغت 0.27% للسعري بخسائر بلغت 19.2 نقطة عند مستوى 7215 نقطة، فيما بلغت خسائر المؤشر الوزني وقتها 4.6 نقاط مثلت تراجعا نسبته 1.18% بعد بلوغه مستوى 386.6 نقطة.
الأسهم الأبرز
هذا وقد استحوذت 5 أسهم على 40.6% من حجم التداولات بكمية بلغت نحو 374.7 مليون سهم.
وتصدر قائمة أنشط التداولات من حيث الحجم والصفقات سهم «أبيار»، حيث بلغ حجم تداولاته في نهاية تعاملات امس 90.42 مليون سهم بقيمه 9.98 ملايين دينار تقريبا، وارتفع السهم في نهاية التعاملات بنسبة 9.62% بحده الأعلى البالغ 114 فلسا رابحا 10 فلوس ليسجل بذلك ثاني أنشط تداولات له منذ إدراجه بالسوق في أكتوبر 2007، وجاء سهم «الصفوة» في المرتبة الثانية من حيث الكميات، حيث بلغ حجم تداولاته 82.56 مليون سهم حققت ما قيمته 5.1 ملايين دينار تقريبا، وأنهى السهم التعاملات على ارتفاع نسبته 8.47% بحده الأعلى أيضا والبالغ 64 فلسا بمكاسب 5 فلوس.
واحتل سهم «وطني» المرتبة الأولى من حيث أعلى قيم التداول لثالث جلسة على التوالي، حيث بلغت قيمة تداولاته 14.27 مليون دينار تقريبا، وأنهى السهم التعاملات على تراجع نسبته 1.72% عند مستوى 1.14 دينار خاسرا 20 فلسا.
كما استمرت التداولات القياسية على سهم المنتجعات لثاني جلسة على التوالي مسجلا رقما قياسيا جديدا بعد تداولات اول من امس لتكون الاعلى له منذ ادراجه بالبورصة في العام 2004.
وبنهاية تعاملات امس، تصدر سهم «ع عقارية» قائمة أعلى ارتفاعات السوق وذلك بنمو نسبته 12.09% مغلقا بحده الأعلى البالغ 51 فلسا رابحا 5.5 فلوس، تلاه سهما أبيار والصفاة في المرتبة الثانية بين أعلى الارتفاعات بنسبة النمو نفسها البالغة عند الإغلاق 9.62% وبحدهما الأعلى أيضا عند المستوى نفسه البالغ 114 فلسا بمكاسب بلغت 10 فلوس لكليهما.
أما قائمة التراجعات، فقد تصدرها سهم دواجن الذي انخفض عند الإغلاق بنسبة 8.33% بحده الأدنى البالغ 110 فلوس خاسرا 10 فلوس، تلاه سهما «تمدين ع» و«وطنية م ب» في المرتبة الثانية بين أعلى التراجعات بنسبة الانخفاض نفسها البالغة عند الإغلاق 7.69% وبحدهما الأدنى أيضا عند المستوى نفسه البالغ 300 فلس بخسائر بلغت 25 فلسا لكل سهم.
تراجع البنوك
على صعيد متصل، قالت مصادر مراقبة لـ «الأنباء» ان تراجع قطاع البنوك امس قد يكون عبارة عن خلق عملية توازن في السوق الكويتي في ظل الارتفاعات المتتالية في الفترة الأخيرة حتى لا يحدث ما حدث بالسابق من قفزة قوية إلى أعلى تلاها قفزة قوية أيضا إلى أسفل.
وعن الأحجام المرتفعة في الفترة الأخيرة قالت إن معظم هذه الأحجام عبارة عن تسويات بين المحافظ وبعضها استغلال لموجة النشاط الذي يمر بها السوق في الفترة الحالية وبعد انتهاء هذه التسويات ربما يعود السوق إلى أحجامه المعتادة التي تدور في حدود 300 مليون سهم بقيمة تتراوح بين 60 و70 مليون دينار.
المؤشرات العامة
شهد المؤشر العام للبورصة ارتفاعا بمقدار 65.8 نقطة ليغلق على 7300.1 نقطة، كذلك ارتفع المؤشر الوزني 0.01 نقطة ليغلق على 391.23 نقطة وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 922.91 مليون سهم نفذت من خلال 15635 صفقة بقيمة 167.8 مليون دينار.
وقد جرى التداول على اسهم 128 شركة من اصل 204 شركات مدرجة، حيث ارتفعت اسعار اسهم 70 شركة وتراجعت اسعار اسهم 35 شركات فيما حافظت اسهم 23 على اسعارها و76 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الخدمات النشاط العام للسوق بكمية تداول بلغ حجمها 294.4 مليون سهم نفذت من خلال 4231 صفقة بقيمة بلغت 42.59 مليون دينار.
وجاء قطاع العقار في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 237.6 مليون سهم نفذت من خلال 3388 صفقة بقيمة اجمالية بلغت 25.9 مليون دينار.
فيما جاء قطاع الاستثمار في المركز الثالث بكمية تداول حجمها 159.04 مليون سهم نفذت من خلال 2212 صفقة بقيمة اجمالية بلغت 18.9 مليون دينار.
تطور الأداء
اتسمت تداولات الامس بعمليات شراء سريعة وسط عمليات مضاربة وجني للارباح على بعض اسهم الشركات القيادية والرخيصة بمختلف القطاعات مع سرعة في تغيير المراكز المالية ضمن الاجواء التفاؤلية والنفسية المشجعة وعودة الثقة لدى اوساط المتعاملين بالبورصة حيث استمرت التداولات النشطة حتى الدقيقة الاخيرة ليقفز المؤشر السعري متخطيا حاجز الـ 7300 نقطة.
وتوقعت مصادر ان يشهد المؤشر العام خلال تداولات اليوم مقاومة نسبية عند مستوى الـ 7300 نقطة وهي نقطة الدعم الجديدة التي يحاول السوق التأسيس عندها ومن ثم الانطلاق الى مستوى الـ 7500 نقطة وفي حين تجاوزها فسيستمر المؤشر في الصعود تجاه حاجز الـ 8 آلاف نقطة مع بعض حالات التذبذب والارتدادات الطبيعية خلال المرحلة المقبلة وهو ما يبشر بعودة المؤشرات الى وضعها الطبيعي خلال الربع الثاني وكما كانت عليه قبل الازمة المالية بفضل قانون الاستقرار المالي واقتراب دخوله حيز التنفيذ الفعلي فضلا عن الاحتمالات الكبيرة بتحسن مستوى ارباح الشركات في الربع الثاني.
آلية التداول
تراجعت وتيرة التداولات في قطاع البنوك بعد يومين من تصدره القطاعات المتداولة بالسوق بعد ان خفت حدة الشراء على سهمي «الوطني» و«بيتك» في حين نشطت الحركة على سهم «الدولي» الذي تصدر تداولات هذا القطاع عبر تداول 43.06 مليون سهم نفذت عبر 548 صفقة قيمتها 10.07 ملايين دينار حيث ارتفع السهم فلسين ليغلق على 234 فلسا، تلاه سهم «الوطني» حيث تم تداول 12.6مليون سهم نفذت عبر 426 صفقة بقيمة 14.2 مليون دينار وان تراجع سعر السهم بمقدار 20 فلسا ليغلق على سعر دينار و140 فلسا وجاء سهم «برقان» ثالثا عبر تداول 11.04 مليون سهم نفذت عبر 269 صفقة قيمتها 4.7 ملايين دينار ولكن السهم تراجع 5 فلوس ليغلق على 415 فلسا.
شركات الاستثمار
فيما عاد قطاع الشركات الاستثمارية الى الدخول ضمن القطاعات القيادية بالسوق حيث احتل المرتبة الثالثة ورغم استمرار المشاكل التي تعتري العديد من الاسهم المدرجة في هذا القطاع بسبب الازمة المالية والصعوبات الكبيرة التي تواجهها هذه الشركات في الوفاء بالتزاماتها تجاه الجهات الدائنة فضلا عن الخسائر الكبيرة التي منيت به معظم شركات هذا القطاع والتي كان اخرها «الاستثمارات الوطنية» التي اعلنت عن خسائر قدرها نحو 20 مليون دينار، فقد شهد تداولات ضعيفة شملت عددا محدودا من الأسهم التي تركزت بقوة على سهم «اكتتاب» لثاني جلسة على التوالي بتداول 75.3 مليون سهم نفذت من خلال 821 صفقة رفعت سعره 3 فلوس ليغلق على 83 فلسا من خلال قيمة تداولات بلغت 6.19 ملايين دينار، تلاه سهم «بيان» بتداول 12.9مليون سهم نفذت من خلال 263 صفقة قيمتها 1.78 مليون دينار رفعت سعره فلسين ليغلق على 138 فلسا للسهم، كما استمر النشاط القوي على تداولات «اهلية» من خلال تداول 12.4 مليون سهم نفذت عبر 219 صفقة قيمتها 717.9 الف دينار وارتفع السهم فلسا واحدا ليغلق على 58 فلسا للسهم في حين جاء سهم «ايفا» رابعا في هذا القطاع بتداول 10.8 ملايين سهم نفذت من خلال 114 صفقة قيمتها 867.4 الف دينار مما رفع سعر السهم 5 فلوس ليغلق على 80 فلسا للسهم.
القطاع العقاري
شهد القطاع العقاري الذي احتل المرتبة الثانية بين قطاعات السوق، تداولات نشطة على عدد كبير من الاسهم بعد ان استأثر القطاع بنحو 237.6 مليون سهم من اجمالي الاسهم المتداولة امس، وقد تصدر سهم «ابيار» النشاط العام لهذا القطاع بتداول 90.4 مليون سهم نفذت من خلال 1149 صفقة قيمتها 9.9 ملايين دينار وقد ارتفع سعر السهم 10 فلوس ليغلق على 114 فلسا للسهم الواحد، تلاه سهم «المنتجعات» بتداول 63.9 مليون سهم نفذت من خلال 524 صفقة قيمتها 4.6 ملايين دينار، وقد ارتفع سعر السهم فلسا واحدا ليغلق على 72 فلسا للسهم، تلاه سهم «عقارات الكويت» بتداول 20.04 مليون سهم نفذت عبر 300 صفقة قيمتها 1.43 مليون دينار وقد انخفض السهم بمقدار فلسين ليغلق على 71 فلسا للسهم الواحد، فيما جاء سهم «دبي الاولى» رابعا بتداول 9.04 ملايين سهم نفذت عبر 168 صفقة قيمتها 825.7 الف دينار حيث ارتفع سعر السهم فلسا واحدا ليغلق على 92 فلسا للسهم.
الصناعة والخدمات
وفي قطاع الصناعة استحوذ سهم «صناعات» على النصيب الأكبر من تداولات هذا القطاع من خلال تداول 30.6 مليون سهم نفذت عبر 655 صفقة قيمتها 8.44 ملايين دينار وقد حافظ السهم على سعر الاغلاق السابق البالغ 275 فلسا، فيما جاء سهم «معادن» ثانيا، بتداول 7.1 ملايين سهم نفذت عبر 197 صفقة قيمتها 1.16 مليون دينار رفعت سعر السهم 10 فلوس ليغلق على 168 فلسا للسهم، تلاه سهم «بوبيان.ب» بتداول 6.2 ملايين سهم نفذت عبر 224 صفقة قيمتها 3.24 ملايين دينار ورغم ذلك تراجع السهم بمقدار 20 فلسا ليغلق على 510 فلوس للسهم.
وفي قطاع الخدمات الذي احتل المرتبة الاولى بين قطاعات السوق بتداول نحو 294.4 مليون سهم بفضل النشاط الجيد على مجموعة من الاسهم جاء في المقدمة سهم الصفوة بتداول 82.5 مليون سهم نفذت من خلال 725 صفقة قيمتها 5.09 ملايين دينار، رفعت سعر السهم 5 فلوس ليغلق على 64 فلسا، تلاه سهم صفاة طاقة بتداول 62.44 مليون سهم نفذت من خلال 697 صفقة قيمتها 4.7 ملايين دينار، رفعت سعره 3 فلوس ليغلق على 77 فلسا، وتلاه سهم هيتس تلكوم بتداول 40.6 مليون سهم نفذت من خلال 679 صفقة قيمتها 6.58 ملايين دينار، رفعت سعره 8 فلوس ليغلق على 166 فلسا، وجاء بعده سهم الرابطة بتداول 27.8 مليون سهم نفذت من خلال 423 صفقة قيمتها 3.77 ملايين دينار، رفعت سعره 8 فلوس ليغلق على 138 فلسا.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )