عقد خبراء صينيون وروس في كل من بكين وموسكو مؤتمرا عبر تقنية الڤيديو كونفرانس تم خلاله بحث إمكانات بناء نظام مالي عالمي عادل وكفء وإنشاء عملة احتياطي دولية تحل محل العملة الأميركية.
وقال أحد الخبراء العاملين بمركز بحوث التنمية التابع لمجلس الدولة الصيني تشن داو فو إن إيجاد «عملة احتياطي دولية» التي اقترحتها الصين عشية قمة مجموعة العشرين في لندن هي فكرة طويلة الأجل، مقرا بأنه على المدى القصير فإن نظام العملة العالمي الحالي الذي يهيمن عليه الدولار الأميركي لا يمكن تغييره بسهولة وذلك على الرغم مما ينطوي عليه ذلك النظام الحالي من عيوب أصيلة مثل عدم وجود قيود على إصدار الدولار والمخاطر الكبيرة لجر النظام المالي العالمي كله الى اضطرابات عندما تحدث تقلبات شديدة للدولار.
وأضاف أن فكرة استخدام عملة وطنية لتحل محل أخرى لا يمكن جوهريا أن تصحح هذه العيوب كافة لكن استخدام عملة دولية هو الكفيل بتصحيح ذلك.
وأوضحت قوه هونغ يوى أستاذة علم المالية في جامعة التجارة والاقتصاد الدولي في الصين أن تنويع عملات الاحتياطي هو إجراء عملي لتحقيق الاستقرار في نظام العملة العالمي الحالي.
وأضافت أن الصين تسرع بنشر عملتها المحلية (اليوان) فى المنطقة، كما اتفقت مع روسيا على أن يوسعا تدريجيا مجال التسويات في التجارة الثنائية عن طريق استخدام اليوان والروبل الروسي.
وذكرت أن التعاون المتبادل أو تكامل العملة يمكن فقط أن يدرج في المحادثات عندما يكون للعملات الكبيرة نفس التأثير والقوة المشابهة.
من جانبه، قال ميخائيل خازين رئيس شركة نيوكون الروسية للاستشارات إن إيجاد عملة احتياطي دولية لا يعد حلا ناجعا لمشكلة مالية فقط ولكنه يضمن أيضا تحقيق المساءلة في الاقتصاد العالمي، مقترحا إنشاء نمط اقتصادي عالمي جديد من خلاله يستطيع كل كيان اقتصادي أن يخصص الأرباح بشكل كاف ويؤمن موارد كافية ويحقق الواجبات والحقوق ذات الصلة.
أما فلاديسلاف إينوزيمتسيف مؤسس ومدير مركز البحوث الصناعية في روسيا فقد أعرب عن اعتقاده بأن أيا من الروبل أو اليوان صالح لأن يصبح عملة إقليمية، غير أن المشكلة تكمن في أن كلتا العملتين لاتزالان تشتركان بنصيب صغير في تسوية التجارة الدولية ولا يمكن استخدامهما كعملة عالمية حاليا.
وتوقع أن يدخل اليوان الصيني سلة صندوق النقد الدولي لحقوق السحب الخاصة نظرا لقوته الاقتصادية علما بأن حقوق السحب الخاصة تعد سلة من العملات الرئيسية تستخدم في التجارة والتمويل الدوليين، وتضم السلة حاليا عملات الدولار الأميركي واليورو الأوروبي والين الياباني والجنيه الاسترليني.
وذكر إينوزيمتسيف أنه بالرغم من أن اليوان لا يمكن أن يصبح عملة رئيسية في حقوق السحب الخاصة في المدى القصير، إلا أنه يمكن أن تقارن حصته بحصة الين الياباني في المستقبل.
ورحب الخبير الروسي بتعهد الصين في قمة مجموعة العشرين الأخيرة في لندن بضخ 40 مليار دولار في صندوق النقد الدولي، مشيرا إلى أن تركيز قمة مجموعة العشرين القادمة سيتحول من إجراءات مكافحة الأزمة إلى التخطيط الاستراتيجي لعصر ما بعد الأزمة، وستتم مواصلة تدعيم وتقوية دور الصين في الاقتصاد العالمي بحيث يصبح دورا محوريا في القمم القادمة.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )