هشام أبو شادي
رغم سيطرة عمليات جني الارباح على حركة تداولات سوق الكويت للاوراق المالية في بداية تعاملات الاسبوع امس الا انه واصل الارتفاع في تداولات قياسية تركزت على اغلب اسهم الشركات الرخيصة في مختلف القطاعات.
واظهرت حركة تداولات البورصة امس انه في الوقت الذي شهدت فيه اسهم بعض المجاميع الاستثمارية تراجعا في اسعارها بفعل جني الارباح مثل الصفاة وشركاتها والمدينة وشركاتها، شهدت اسهم مجاميع اخرى ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة مثل ايفا وشركاتها واجيليتي وشركاتها.
وعلى الرغم من ان الاجواء الحالية للسوق مشجعة لعمليات المضاربة على اسهم الشركات الرخيصة التي ارتفعت اسعار اغلبها بنسب لا تقل عن 200% من ادنى المستويات التي وصلتها الا انه من الضروري على صغار المتعاملين الحذر من التقلبات السريعة التي تشهدها اسهم الشركات الرخيصة بسبب عمليات جني الارباح السريعة والمؤثرة.
فحركة التداول التي تسودها المضاربات العشوائية خاصة على اسهم الشركات التي تعلن عن خسائر ضخمة لعام 2008 تدعو الى الحذر خاصة ان هذه الشركات يتوقع ان تتكبد خسائر ايضا في الربع الاول من العام الحالي، لذلك فإن المضاربات القوية التي تشهدها هذه الاسهم من قبل المحافظ المالية التابعة لشركاتها وبعض المجاميع الاستثمارية تهدف الى تصعيدها الى اقصى المستويات السعرية قبل الاعلان عن النتائج المالية لها في الربع الاول من العام الحالي.
المؤشرات العامة
ارتفع المؤشر العام للبورصة 50.7 نقطة ليغلق على 7313.6 نقطة كذلك ارتفع المؤشر الوزني 4.91 نقاط ليغلق على 390.14 نقطة.
وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 772.3 مليون سهم نفذت من خلال 12052 صفقة قيمتها 139.9 مليون دينار.
وجرى التداول على اسهم 131 شركة من اصل 204 شركات مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 73 شركة وتراجعت اسعار اسهم 34 شركة وحافظت اسهم 24 شركة على اسعارها و73 شركة لم يشملها التداول.
تصدر قطاع الشركات العقارية النشاط بكمية تداول حجمها 244.7 مليون سهم نفذت من خلال 751 صفقة قيمتها 26.4 مليون دينار.
وجاء قطاع الخدمات في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 175.7 مليون سهم نفذت من خلال 2769 صفقة قيمتها 32.7 مليون دينار.
واحتل قطاع الاستثمار المركز الثالث بكمية تداول حجمها 164.5 مليون سهم نفذت من خلال 2599 صفقة قيمتها 18.5 مليون دينار.
وجاء قطاع الشركات غير الكويتية في المركز الرابع بكمية تداول حجمها 69 مليون سهم نفذت من خلال 1104 صفقات قيمتها 15.4 مليون دينار.
وحصل قطاع البنوك على المركز الخامس بكمية تداول حجمها 60.2 مليون سهم نفذت من خلال 1336 صفقة قيمتها 32.1 مليون دينار.
خفض الفائدة ورفع الأصول
سيطر اللون الاخضر على مؤشري السوق خلال مراحل تداولات امس الا ان حركة المؤشرين كانت تتسم بالتغير في حجم مكاسبهما بفعل عمليات المضاربة وجني الارباح، فقد فتح المؤشر العام على صعود 37 نقطة، وواصل الارتفاع لاكثر من 50 نقطة خلال مراحل التداول الا ان هذه المكاسب كانت تتراجع اثناء التعاملات لتصل الى 34 نقطة في الدقيقة الأخيرة من فترة التداول ولكن في الثواني الاخيرة تم تصعيد المؤشر السعري الى 50.7 نقطة، كما تم تصعيد المؤشر الوزني من 3.8 نقاط الى 4.9 نقاط، وهذا يعطي مؤشرا على استمرار الاتجاه الصعودي للسوق الذي حظي بجرعة منشطة اضافية ستدفعه لمزيد من الصعود والمتمثلة في القرار المفاجئ لبنك الكويت المركزي بخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة لتصل الى 3.5% مقارنة بـ 3.75%، ومن شأن هذا الإجراء تحفيز عمليات الاقراض وخفض تكلفتها بما يساعد على تنشيط الوضع الاقتصادي في البلاد، وبالتبعية سيساعد ذلك على خفض تكلفة القروض المحلية على الشركات، بالاضافة الى تحفيز النشاط في البورصة، وهذا القرار يأتي ضمن سلسلة الاجراءات التي ينجزها البنك المركزي لتحفيز النمو الاقتصادي ومعالجة الازمة الاقتصادية والمالية في البلاد والتي من ابرزها قانون الاستقرار المالي.
وفي سياق هذه الاجراءات، فإن الكثير من الشركات تقوم برفع قيم اصولها باعتبار ان 90% من اجمالي الخسائر التي تكبدتها الشركات في عام 2008 تعود الى هبوط استثماراتها في البورصة.
آلية التداول
ارتفعت حركة التداول على اغلب اسهم البنوك خاصة على سهمي البنك الدولي وبنك بوبيان مع صعود اسعار اسهم اربعة بنوك في الوقت الذي تترقب فيه الأوساط الاستثمارية اعلان البنوك عن نتائجها المالية لفترة الربع الأول من العام الحالي والتي ستكون مؤشرا اساسيا لتوقعات ارباح البنوك في نهاية العام، وبالتالي امكانية تقييم السعر السوقي لأسهم البنوك في ضوء هذه الأرباح.
ورغم تحقيق اغلب اسهم الشركات الاستثمارية ارتفاعا في اسعارها الا انه كان هناك تباين في حركة الاسهم، ففي الوقت الذي نشطت فيه اسهم بعض الشركات التابعة لمجاميع استثمارية في القطاع مثل ايفا وشركاتها في قطاع الاستثمار وقطاع العقار، تراجعت اسهم مجاميع استثمارية كسهم المدينة للتمويل والشركات المرتبطة بها، وقد شهد سهم الصفاة للاستثمار تذبذا سعريا حادا ألحق خسائر ببعض اوساط المتعاملين، حيث بدأ السهم على صعود من 134 فلسا الى 140 فلسا ولكنه تراجع في منتصف مراحل التداول بفعل عمليات جني الأرباح الى 124 فلسا، ولكنه شهد عمليات تصعيد مرة اخرى ليصل الى 140 فلسا، ورغم التداولات الضعيفة نسبيا لسهم مشاريع الكويت الا انه ارتفع بالحد الأعلى دون عروض.
وحققت اغلب اسهم الشركات العقارية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة على بعض الاسهم خاصة اسهم عقارات الكويت والدولية للمنتجعات وابيار الذي يشهد تداولات قياسية مع استقرار في سعره السوقي الا ان وتيرة التداول التي يشهدها السهم تشير الى انه مرشح للارتفاع خاصة وان عمليات الشراء التي يشهدها السهم تتم من قبل احدى المؤسسات المالية الاسلامية الكبيرة، ورغم التداولات الضعيفة على سهم الوطنية العقارية الا انه ارتفع بالحد الأعلى بدعم من صعود سهم اجيليتي بالحد الأعلى.
الصناعة والخدمات
حققت اغلب اسهم الشركات الصناعية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة على بعض الاسهم خاصة سهم الصناعات الوطنية الذي ارتفع بالحد الأعلى، فيما شهد سهم منا القابضة عمليات بيع لجني الأرباح أدت لتراجعه بشكل كبير، اما سهم بوبيان للبتروكيماويات، فقد سجل انخفاضا محدودا في تداولات مرتفعة نسبيا.
وفي قطاع الخدمات، حققت اغلب اسهم القطاع ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة على بعض الاسهم الرخيصة والقيادية خاصة سهم اجيليتي الذي ارتفع بالحد الأعلى في تداولات قياسية، فيما ان سهم زين حقق ارتفاعا محدودا في تداولات ضعيفة، وواصل سهم هيتس تلكوم الانخفاض بالحد الأدنى معروضا دون طلبات في تداولات محدودة، فيما انه رغم التداولات القياسية لسهم الصفوة الا انه تراجع بمقدار وحدتين بفعل سيطرة عمليات البيع لجني الأرباح على تداولاته.
وحققت اغلب اسهم الشركات غير الكويتية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة على بعض الاسهم خاصة سهم التمويل الخليجي الذي حقق مكاسب سوقية ملحوظة.
وبشكل عام، فقد استحوذت قيمة تداول اسهم 10 شركات على 59% من اجمالي الاسهم التي شملها التداول والبالغ عددها 131 شركة.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )