هشام أبوشادي
قفزت جميع المؤشرات لسوق الكويت للاوراق المالية في بداية تعاملات الاسبوع امس لمستويات قياسية مدفوعة بالتدفقات المالية القوية التي تنوعت اهدافها ما بين التركيز على اسهم الشركات القيادية واسهم الشركات الرخيصة.
ورغم عمليات جني الارباح التي تخللت وتيرة التداول، الا انها لم تؤثر على الاتجاه الصعودي للسوق، خصوصا ان الاموال كانت تتحول من اسهم لاخرى في تحركات قوية من قبل جميع اوساط المتداولين والمحافظ المالية والصناديق للاستفادة من الاجواء الراهنة وتحقيق اقصى ما يمكن من مكاسب سوقية، وفي الوقت نفسه رفع القيم السوقية لاسهم المجاميع الاستثمارية.
وهناك مجموعة من العوامل وراء النشاط الراهن والذي يتوقع استمراره، اولها ان هناك تدفقات مالية حكومية ملحوظة من المحفظة المالية الوطنية، ثانيا: تدفقات مالية من قبل كبار المضاربين للاستفادة من النشاط القوي للسوق، فضلا عن ان المجاميع الاستثمارية الكبيرة تتحرك على اسهمها لرفع اسعارها سواء لمستويات اكثر من قيمها الاسمية او الدفترية، ثالثا: المخاوف من ان تسفر انتخابات مجلس الامة عن تشكيلة تولد انطباعا غير مريح في تعاونها مع الحكومة التي سيتم تشكيلها عقب الانتخابات، الامر الذي سيؤثر سلبا على السوق، لذلك فإن الفترة الحالية وحتى موعد اقتراب الانتخابات تعتبر مناسبة لجميع انشطة السوق لرفع الاسعار لمستويات مرتفعة، بحيث لا تؤثر اي تراجعات للسوق بسبب المخاوف السياسية على مستويات الاسعار الا بشكل محدود، رابعا: صدور تقارير دولية تشير الى ان الاوضاع الاقتصادية العالمية اظهرت مؤشرات ايجابية، وانه يتوقع حدوث تعاف اقتصادي عالمي في الربع الاخير من العام الحالي وذلك بدعم من خطة الانقاذ الاقتصادي العالمي التي تعتمد على انفاق 5 تريليونات دولار حتى نهاية العام الحالي.
المؤشرات العامة
ارتفع المؤشر العام للبورصة 110.5 نقاط ليغلق على 7528.3 نقطة، كذلك ارتفع المؤشر الوزني 7.31 نقاط ليغلق على 405.85 نقاط.
وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 908.2 ملايين سهم نفذت من خلال 16315 صفقة قيمتها 210 ملايين دينار، وجرى التداول على اسهم 132 شركة من اصل 204 شركات مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 88 شركة وتراجعت اسعار اسهم 23 شركة وحافظت اسهم 21 شركة على اسعارها و72 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الشركات الاستثمارية النشاط بكمية تداول حجمها 281.2 مليون سهم نفذت من خلال 4460 صفقة قيمتها 33.6 مليون دينار.
وجاء قطاع الشركات الخدماتية في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 192.4 مليون سهم نفذت من خلال 3387 صفقة قيمتها 38.7 مليون دينار.
واحتل قطاع العقار المركز الثالث بكمية تداول حجمها 160.8 مليون سهم نفذت من خلال 2235 صفقة قيمتها 16.6 مليون دينار.
وجاء قطاع البنوك في المركز الرابع بكمية تداول حجمها 109.4 ملايين سهم نفذت من خلال 2507 صفقات قيمتها 78.4 مليون دينار.
وحصل قطاع الشركات غير الكويتية على المركز الخامس بكمية تداول حجمها 101.3 مليون سهم نفذت من خلال 2154 صفقة قيمتها 25.2 مليون دينار.
تنوع عمليات الشراء
من أهم ما يميز حركة التداول في البورصة امس تنوع عمليات الشراء ما بين اسهم الشركات القيادية خاصة اسهم البنوك والشركات الرخيصة في مختلف القطاعات، ومن شأن ذلك خلق استقرار في مجمل الأداء العام وعدم حدوث تقلبات سريعة حادة.
ومن أبرز الايجابيات للصعود القوي للسوق انه يحقق مجموعة من الأهداف أولا: ان ارتفاع اسعار اسهم الشركات القيادية واستمرار هذا الارتفاع سيؤدي الى تقليل الضغوط على الشركات والعملاء الأفراد الذين قاموا برهن هذه الأسهم مقابل الحصول على قروض، كما ان ذلك ايضا يؤدي الى تخفيف الأعباء على البنوك نفسها التي قامت بأخذ مخصصات مقابل القروض خاصة التي يقابلها اسهم مرهونة.
ثانيا: الارتفاع المتواصل لأسهم الشركات الرخيصة خاصة المتشابكة في ملكياتها سيؤدي الى تحسين قيم اصول هذه الشركات وبالتالي تخفيف حدة تعثرها المالي، ولكن في هذا الصدد، فانه رغم التحسن النسبي في أصول هذه الشركات في الوقت الراهن الا ان هذا لا يعني عدم حاجتها الى السيولة المالية، فهناك الكثير من الشركات التي تملك قدرة على معالجة ازمتها المالية الا انها في حاجة الى سيولة مالية جديدة للدخول في استثمارات جديدة.
ثالثا: من شأن استمرار صعود البورصة، تحقيق الكثير من اوساط صغار المتداولين بعض المكاسب التي تعوضهم عن الخسائر الضخمة التي تكبدوها الامر الذي يقلل من حدة الازمات الاجتماعية وفي نفس الوقت يقلل من ضغوط البنوك عليهم.
آلية التداول
باستثناء استقرار سهمي بنك برقان وبنك بوبيان، فإن باقي اسهم البنوك حققت مكاسب سوقية ملحوظة في تداولات نشطة خاصة على سهمي البنك الوطني وبيت التمويل الكويتي، فيما ان سهم بنك الخليج الوحيد في قطاع البنوك الذي حقق ارتفاعا بالحد الأعلى مطلوبا دون عروض، وذلك بفعل قيام البنك نفسه بشراء أسهم خزينة وايضا قيام بعض الملاك برفع نسبة ملكيتهم في البنك.
ومن المتوقع ان تبدأ بعض البنوك خلال الاسبوع الجاري الاعلان عن نتائجها المالية لفترة الربع الأول من العام الحالي، فمن المتوقع ان يعلن بنك الكويت الوطني اليوم عن نتائجه المالية، حيث سيعلن البنك عن ارباح تقدر بنحو 72 مليون دينار ما يعادل نحو 24 فلسا للسهم، كما يتوقع ان يعلن بيت التمويل الكويتي عن ارباح تقدر بنحو 20 فلسا للسهم.
وحققت اغلب اسهم الشركات الاستثمارية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة، فقد واصل سهم ايفا اتجاهه الصعودي مع تراجع نسبي في تداولات السهم رغم انها في مستويات مرتفعة الا انه من الواضح انه كلما واصل السهم الارتفاع ازدادت عمليات جني الأرباح، وشهد سهم مشاريع الكويت مضاربات وجني الأرباح، حيث ارتفع السهم الى 570 فلسا ليتراجع الى 540 فلسا بفعل جني الأرباح، فيما سجل سهم الأهلية القابضة ارتفاعا بالحد الأعلى مطلوبا دون عروض. وشهد سهم اكتتاب تداولات قياسية مع ارتفاع ملحوظ في سعره السوقي، كذلك الأمر بالنسبة لسهم المدينة للتمويل.
وحققت اغلب اسهم الشركات العقارية ارتفاعا في اسعارها، الا انه يلاحظ ان اغلب الاسهم التي ارتفعت اسعارها سجلت انخفاضا في تداولاتها قياسا بمعدلات تداولها السابقة، الأمر الذي يشير إلى ان هناك احجاما نسبيا عن البيع من قبل كبار الملاك في هذه الاسهم من اجل دفعها لمزيد من الارتفاع. فقد شهد سهم عقارات الكويت ارتفاعا ملحوظا في سعره في تداولات تعتبر ضعيفة قياسا بالتداولات السابقة للسهم، كذلك الأمر بالنسبة لسهم المستثمرين الذي يواصل الارتفاع بالحد الأعلى في تداولات ضعيفة. فيما ان سهم ابيار يسير عكس اتجاه اسهم قطاع العقار والسوق بشكل عام فعلى الرغم من التداولات المرتفعة نسبيا للسهم، إلا انه لم يتمكن من تحقيق اي مكاسب.
الصناعة والخدمات
حققت اغلب اسهم الشركات الصناعية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة على بعض الاسهم، خاصة سهم مجموعة الصناعات الوطنية الذي يواصل تداولاته القياسية مع ارتفاع ملحوظ في سعره السوقي، واستمرار تحسن السوق سيؤدي إلى تحسن اصول مجموعة الصناعات الوطنية، وبالتالي سينعكس ذلك بالايجاب على نتائجها المالية في الربع الثاني.
وحققت اغلب اسهم الشركات الخدماتية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة على اغلب الاسهم سواء القيادية في القطاع او الرخيصة، فقد شهد سهم زين ارتفاعا نسبيا في تداولاته وصعودا ملحوظا في سعره السوقي، كذلك الوضع بالنسبة لسهم اجيليتي الذي شهد ارتفاعا في تداولاته وسعره السوقي.
وحقق سهم صفاة طاقة ارتفاعا ملحوظا في سعره في تداولات نشطة غلبت عليها المضاربات وجني الارباح، فيما سجل سهم السينما ارتفاعا بالحد الأعلى في تداولات متواضعة.
وحققت اغلب اسهم الشركات غير الكويتية ارتفاعا في اسعارها في تداولات نشطة. فقد شهد سهم اسمنت الخليج تداولات قياسية بفعل تحرك بعض المحافظ المالية التابعة لبعض كبار الملاك ما أدى الى ارتفاع السهم بالحد الأعلى، كما شهد سهم التمويل الخليجي تداولات قياسية غلب عليها عمليات المضاربة وجني الارباح، الا انها لم تؤثر على الاتجاه الصعود القوي للسهم.
ورغم احتمالات ان يشهد السوق خلال تعاملات اليوم الاثنين عمليات جني ارباح قوية إلا انها لن توثر على استمرار الاتجاه الصعودي للسوق.
ومن اجمالي 132 شركة شملها التداول، استحوذت قيمة تداولات اسهم 8 شركات على 54.7% من إجمالي القيمة.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )