أعلن بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) عن نتائجه المالية للعام المنتهي في 31 ديسمبر 2008 معلنا خسائر للمرة الأولى في تاريخ الشركة بلغت 257.6 مليون دينار أي بخسارة 225 فلسا للسهم الواحد، وقد تأثرت هذه النتائج بخسائر غير محققة وانخفاض في قيمة الموجودات بلغت 319.5 مليون دينار ناتجة عن تراجع أداء محفظة استثمارات الشركة وأخذ مخصصات تحسبا لأي طارئ.
وتعليقا على هذه النتائج، صرحت رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في جلوبل مها الغنيم قائلة: «كان عام 2008 عاما غير مسبوق نتيجة الأزمة المالية العالمية وتداعياتها على الأسواق المالية في العالم والمنطقة، ولم تكن جلوبل بمنأى عن هذه التقلبات حيث شهد عام 2008 الإعلان عن أول خسارة في تاريخ الشركة، وكان أحد أهم أسباب هذه النتائج الخسائر غير المحققة من استثمارات الشركة»، وأضافت ان حقوق المساهمين بلغت 303.5 ملايين دينار في نهاية العام 2008 مقارنة بـ 323 مليون دينار في نهاية العام 2007، فيما بلغت القيمة الدفترية للسهم 247 فلسا.
وقالت ان جلوبل اعتمدت في السابق على عاملين أساسيين للإيرادات هما محفظة استثمارات الشركة والأنشطة التشغيلية ذات الرسوم المتكررة والعمولات وهي إدارة الأصول والاستثمارات المصرفية والوساطة، فقد انخفض صافي إيرادات التشغيل ليصل إلى 40.7 مليون دينار في العام 2008.
وجراء الأزمة المالية العالمية والانخفاض غير المسبوق الذي شهدته أسواق دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، منيت محفظة استثمارات الشركة بخسائر بلغت نسبتها 36% للعام 2008 مقابل عوائد إيجابية بنسبة 19% لـ 2007، ومع ذلك فإن أداء محفظة استثمارات الشركة فاق أداء مؤشرات الأسواق والتي تعرضت لانخفاضات تراوحت بين 36% و55% في نفس الفترة.
أما الإيرادات من الرسوم والعمولات فقد ارتفعت بنسبة 69% لتصل إلى 51 مليون دينار مقارنة بـ 30.1 مليون دينار في العام 2007، وقد ساهم في هذه الإيرادات قطاعات الأعمال وبالأخص مجموعتي إدارة الأصول والاستثمارات المصرفية وحققتا أداء جيدا فاق أداء الأعوام الماضية.
وقد شهدت الأصول المدارة لصالح العملاء في العام 2008 تدفقات استثمارية صافية بلغت 160 مليون دينار (579 مليون دولار) في صناديق ومحافظ تديرها الشركة مما قلل من التأثير الكلي للانخفاض في الأصول المدارة والذي نتج عن الانخفاض في صافي قيمة الأصول جراء التراجع الحاد الذي شهدته الأسواق المالية، وبالتالي فقد انخفض حجم الأصول المدارة انخفاضا هامشيا بلغ 5.6% من 2.3 مليار دينار (8.5 مليارات دولار) في نهاية عام 2007 إلى 2.2 مليار دينار (8 مليارات دولار) في نهاية العام 2008.
وقالت الغنيم ان «جلوبل» اتخذت خطوات إيجابية وفعالة لمواجهة تحديات الأزمة المالية العالمية حيت تعمل على إعادة جدولة ديونها وتطوير نموذج أعمالها.
المفاوضات مع البنوك الدائنة
وذكرت الغنيم ان الشركة أحرزت الشركة تقدما إيجابيا في عملية إعادة جدولة ديونها حيث قدمت لمجموعة البنوك الدائنة في فبراير 2009 خطة متكاملة حازت رضا البنوك وأظهرت جدية جلوبل في حل هذه المسألة بأسرع وقت ممكن، كما تم تقييم محفظة استثمارات الشركة والتي قامت به إحدى شركات التقييم العالمية تم تعيينها من قبل مجموعة البنوك الدائنة علما أن جلوبل التزمت طوال هذه الفترة بخدمة كل ديونها وبمواعيدها المحددة.
وبينت ان جلوبل تتفهم ملاحظة مدققي الحسابات والخاصة باعتماد الشركة على إعادة جدولة التزاماتها للاستمرارية، معتبرة أن هذه الملاحظة بديهية لأي شركة تقوم بعملية إعادة جدولة ديونها مثل جلوبل، وكما ذكر سابقا، فقد اتخذت جلوبل خطوات إيجابية وفعالة وأحرزت تقدما ملموسا في المفاوضات مع البنوك وتقليل التكلفة وإعادة تنظيم الشركة من الداخل.
كما قامت جلوبل منذ بداية العام 2009 بالعمل على تخفيض المصروفات التشغيلية بنسبة وصلت إلى 20%، فقد اتخذت الشركة اجراءات ضرورية على عدة أصعدة لإنجاز هذا الأمر منها تسريح عدد من الموظفين وخفض الرواتب وإلغاء الحوافز وإغلاق بعض الأفرع الخارجية وغيرها.
تطوير نموذج الأعمال
واضافت ان جلوبل قامت بإعادة النظر في نموذج أعمالها ليتماشى مع التطورات التي طرأت على اقتصاد العالم والمنطقة بالتحديد. حيث تم تطوير نموذج الأعمال لتقليل التذبذب في الإيرادات من خلال الاعتماد بصورة أكبر على الإيرادات التشغيلية والمتكررة، لذلك ستواصل الشركة تركيزها على الأنشطة التشغيلية المدرة للإيرادات والناتجة من الرسوم والعمولات التي شهدت نموا طوال الوقت واستمرت الشركة في تحقيق الأرباح في هذا البند عام 2008 رغم تداعيات الأزمة المالية العالمية على أسواق المنطقة.
وعليه أعيد تنظيم الهيكل الإداري للشركة في 10 مارس 2009 بهدف تعزيز الحوكمة ومساعدة الشركة على تقديم خدمات ومنتجات أفضل لعملائها علاوة على تحسين عملية اتخاذ القرار.
وقالت الغنيم «على الرغم من أن وضع الأسواق المالية العالمية بما فيها منطقتنا سيبقى صعبا، إلا أنني شديدة الاقتناع بأننا على قدر ومستوى هذا التحدي في هذه الأوقات العصيبة، إن الخبرة التي اكتسبتها الشركة خلال الأعوام العشرة الماضية ستساعدنا على الخروج من هذه الفترة ذات الاضطرابات كشركة قوية وقادرة على خدمة عملائها ومساهميها بطريقة أكثر فاعلية».
يذكر أن جلوبل بدأت منذ فترة أعمالها في كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية واللتين يتوقع أن يساهما في المستقبل بجزء كبير من الإيرادات الناتجة من الرسوم والعمولات، كما ستساهم مجموعة الوساطة المالية بنسبة كبرى من الإيرادات في السنوات المقبلة والتي تقوم الشركة بالتركيز عليها منذ بداية العام 2008 وذلك من خلال الشبكة المتواجدة في أهم الأسواق المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقد أعربت الغنيم عن امتنانها العميق لعملاء ومساهمي جلوبل على دعمهم المتواصل واللامحدود وخاصة في مثل هذه الظروف العصيبة، كما تقدمت بالشكر إلى موظفي الشركة على جهودهم المبذولة وجميع من أبدى تعاونه ودعمه للشركة وجميع الجهات الرقابية وبالأخص بنك الكويت المركزي ولجنة الاستقرار المالي للجهود المبذولة لما فيه مصلحة الاقتصاد الوطني.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )