أمر الرئيس المكسيكي فيليب كالديرون بإغلاق جزئي للاقتصاد للحد من انتشار ڤيروس انفلونزا الخنازير بينما دعا مسؤولون الى زيادة الاحتياطات لمواجهة وباء وشيك.
ومن شأن تفش مميت للانفلونزا أن يدفع المكسيك في هوة ركود عميق قد لا يقل عن الانهيار المالي «أزمة التكيلا» الذي ضرب البلاد في منتصف التسعينيات، وذلك في وقت تتوقف عجلة الاقتصاد ويبتعد السائحون. ويكابد المكسيكيون بالفعل ويلات ركود حاد نجم عن انهيار الطلب الأميركي على صادرات البلاد.
لكن وباء الانفلونزا الذي قتل 176 شخصا في المكسيك يوجه صفعة أخرى كبيرة.
فقد دعت الحكومة المكسيكية في ساعة متأخرة يوم الأربعاء الماضي إلى اغلاق قطاعات كبيرة من الاقتصاد لـ 5 أيام في محاولة لوقف انتشار المرض.
وقال وزير المالية أوجستين كارستنز «ما من شك في أن التباطؤ الاقتصادي سيكون أعمق» بينما حثت الحكومة كل القطاعات غير الأساسية للاقتصاد أو السلامة العامة على وقف نشاطها من أول مايو إلى الخامس منه.
وقال كارستنز إن الحكومة تريد أن يكون الاغلاق على أوسع نطاق ممكن لكبح انتشار ڤيروس انفلونزا الخنازير الجديد الذي يعرفه خبراء الصحة باسم الانفلونزا «اتش1.ان1».
وقال اتش.اس.بي.سي في مذكرة بحثية ان أزمة الانفلونزا قد تتسبب في انكماش اقتصاد المكسيك 0.3 نقطة مئوية في الأسبوع الواحد من عمرها.
وتزداد توقعات الاقتصاد المكسيكي كآبة في الأسابيع الأخيرة إذ يتكهن بعض المحللين بأنه قد ينكمش 5% هذا العام.
ولا يبعد هذا كثيرا عن تراجع نسبته 6.2% سجله عام 1995 في خضم أزمة التكيلا.
وقال رفاييل كامارينا الخبير الاقتصادي لدى بنك سانتاندر «إننا في نطاق يقترب كثيرا من ذلك».
كان اقتصاد المكسيك ونظامها المصرفي سقطا في دوامة منتصف التسعينيات عقب انهيار العملة المحلية البيزو.
ورغم التحسن الكبير للنظام المصرفي والأوضاع المالية العامة الآن فقد شهدت الصادرات تراجعا حادا هذا العام مع تراجع مشتريات الأميركيين الذين يعصف بهم الركود من السيارات وأجهزة التلفاز المصنعة في جارتهم الجنوبية.
وقررت شركة فورد لصناعة السيارات وهي أحد كبار المصنعين بالمكسيك الامتثال إلى دعوة الحكومة وستوقف أنشطتها المكسيكية على مدى الأيام الـ 5 لكن عددا كبيرا من الشركات الخاصة الأخرى بدا عازما على مواصلة العمل.
فقد قالت مجموعة كبيرة من مصانع التصدير المقام معظمها على الحدود مع الولايات المتحدة ان أعضاءها لن يغلقوا مصانعهم.
كانت المكسيك أعلنت أواخر الأسبوع الماضي أن سلالة لم يسبق رصدها من ڤيروس الانفلونزا ـ مركبة من عناصر لسلالات انفلونزا الخنازير والطيور والبشر ـ تتفشى سريعا في أنحاء البلاد.
ويلحق تفشي الانفلونزا أشد الضرر بصناعة السياحة التي تسهم بنحو 8% من اقتصاد المكسيك.
ونصح الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا مواطنيهم بعدم السفر إلى المكسيك لغير ضرورة.
ويسارع السياح إلى مغادرة المكسيك وسط مخاوف من إلغاء الرحلات عقب أنباء وفاة أول ضحية للڤيروس خارج المكسيك.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع أمرت السلطات بإغلاق نحو 35 ألف مطعم في مكسيكو سيتي حيث سجل عدد كبير من حالات الوفاة بانفلونزا الخنازير في البلاد.
وقال الخبير الاقتصادي لدى بي.بي.في.ايه أوكتافيو جوتيريز : «ما يقلقني أكثر هو أننا قد نشهد تأثر الطلب سلبا».
وانحدرت قيمة البيزو هذا العام بفعل انهيار الصادرات وانسحاب المستثمرين الأجانب من الأسواق الصاعدة.
وتراجعت العملة 1.72% اول من أمس متأثرة بمخاوف من أن الوباء قد يجلب مزيدا من الأوجاع الاقتصادية.
وحتى من قبل تفجر أزمة الانفلونزا من المرجح أن يكون اقتصاد المكسيك قد انكمش ما يصل إلى 8% في الأشهر الـ 3 الأولى من العام مقارنة بالفترة ذاتها من 2008 حسبما ذكر البنك المركزي يوم الأربعاء.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )