مدحت فاخوري
ثمة أوجه شبه بين الاقتصاد الكويتي والاقتصادي الماكاوي، حيث كل منهما يعاني المشكلة نفسها وهي تركز الاقتصاد على مصدر رئيسي للدخل.
ففي الكويت هناك النفط، أما في ماكاو «macau» فهناك القمار، وتعمل «ماكاو» كما الكويت على تنويع مصادر دخلها باعتباره من أهم التحديات التي تواجهها.
ولعل أول الدروس التي يتلقاها الفرد في كلية إدارة الأعمال هو «تنويع المحفظة» أو أنه يجب ألا يضع كل البيض في سلة واحدة.
وتتبع ماكاو جمهورية الصين الشعبية، لكنها تعتبر مستقلة إداريا، كما هي الحال بالنسبة لهونغ كونغ.
وتشغل ماكاو منطقة صغيرة أقل من 30 كيلومترا مربعا تقع على السواحل الجنوبية للصين وهي تقع على بعد 60 كيلومترا جنوب غرب هونغ كونغ.
وتعتبر ماكاو جذابة للسائحين لوجود العديد من الكازينوهات فيها ولانتشار القمار باعتباره قانونيا فيها.
ومنذ مطلع الألفية الثالثة حظيت ماكاو بمنزلة المكان الأول لألعاب القمار وخاصة بالنسبة لموقعها القريب من الصين مما أدى إلى نمو إيراداتها بوتيرة سريعة.
ولكن دائما لكل شيء نهاية، فللمرة الأولى منذ ان دعمتها الصين شهدت عائدات ماكاو من القمار انخفاضا.
فقد انخفضت الإيرادات بنحو 3.7% على أساس سنوي في يونيو الماضي، ويعد هذا أول انخفاض لها خلال 4 سنوات، بينما انخفضت عائدات 35 من كازينوهات القمار إلى 27.2 مليار باتكا (3.4 مليارات دولار) في يونيو الماضي مقارنة بـ 28.3 مليار باتكا (3.5 مليارات دولار) في العام السابق، وفقا لبيانات صادرة عن حكومة ماكاو هذا الأسبوع.
في حين كان يتوقع المحللون انخفاضا بين 4% و 6%.
وارجع المحللون ذلك إلى ان فعاليات كأس العالم لكرة القدم الأخيرة في البرازيل التي غيرت وجهة المقامرين ورهاناتهم الضخمة بعيدا من أكبر مركز لكازينوهات القمار في العالم في ماكاو متجهين نحو البرازيل.
لكن بصرف النظر عن المراهنين الصينيين الذين فضلوا الرهان على مباريات كأس العالم لكرة القدم، فقد لجأت السلطات الصينية الى تقليص الأموال التي تخرج من الصين للمقامرة بها في ماكاو وكان هذا الرصد الأكثر صرامة للحد من هذه التحويلات.
وعلى مدى الشهرين الماضيين قلص المستثمرون العالميون من رهاناتهم على الأسهم التي تعود لماكاو بعد مجموعة من القيود التنظيمية والمخاوف بشأن تباطؤ نمو إيراداتها.
فمن بين هذه التدابير قيود على استخدام بطاقات الائتمان لمصرف يونيون باي «unionpay» الذي يستخدمه غالبية الصينيين للخروج بملايين اليوان.
فقانونيا يسمح لهم فقط أن يأخذوا 20 ألف يوان (3200 دولار) من الصين خلال اليوم الواحد.
ولكي يتمكنوا من التحايل على هذه التدابير، يقوم الصينيون بشراء سلع باهظة الثمن من المتاجر باستخدام بطاقات يونيون باي، وبدلا من الحصول على السلعة في الواقع يحصلون محلها على نقود.
وفي مساع لحكومة ماكاو في توسيع نطاق الدخل تحاول دعوة السياح من اجل زيارة ماكاو من دون التركيز على سياحة لعب القمار.
وتسعى ماكاو، حسب تقرير لـ ipezone، لكي تكون على غرار لاس فيغاس من خلال التفكير لدعوة المطربين العالميين مثل سيلين ديون والتون جون كذلك من خلال الدعوات للحفلات السيرك وما شابه ذلك.
كما تحاول ماكاو التوسع في برامج الحفلات الراقصة مثل ميلكو كراون والفعاليات الرياضية مثل الملاكمة لجذب قاعدة أوسع من الزوار الذين سيأتون إلى ماكاو من أجل الترفيه والسياحة بدلا من أن لعب القمار.