هشام أبو شادي
هوت أسعار الاسهم في سوق الكويت للأوراق المالية بشدة امس اثر موجة بيع قوية لجني الأرباح شملت العديد من الاسهم الرخيصة والقيادية الأمر الذي ادى الى تراجع كبير في معدلات تداول اسهم الشركات الرخيصة خاصة في قطاع الاستثمار الذي سبق أن حذرنا في أكثر من تقرير لـ«الأنباء» من أنه أكثر القطاعات خطورة في الفترة الراهنة ليس بسبب الاداء المتوقع في الربع الأول، بل بسبب المخاوف من توقف تداول اغلب اسهمه لفترة زمنية غير معروفة وتتوقف على مدى انجاز البنك المركزي لميزانيات هذه الشركات والتي قد تستغرق فترة من الوقت خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار ان هناك ثلاثة بنوك لم تعلن نتائجها المالية رغم ان الاسبوع الجاري يعد الأخير من الفترة القانونية. لذلك فإن الكثير من المجاميع المضاربية قامت بتصفية مراكزها المالية امس، فضلا عن تراجع القوة الشرائية لبعض المجاميع الاستثمارية على اسهمها خاصة مجموعة ايفا، الأمر الذي ادى الى تراجع كبير في تداولات الكثير من الاسهم، خاصة اسهم المجاميع الاستثمارية التي كانت تقف وراء التداولات القياسية لاسهمها في الفترة الماضية.
ورغم موجة الهبوط التي شملت معظم الاسهم، شهدت مجموعة اجيليتي عمليات شراء قوية ادت لصعودها بالحد الأعلى بدعم من تحول بعض المتداولين الكبار على اسهم هذه المجموعة بدعم من الارباح القياسية التي اعلنت عنها اجيليتي في الربع الأول من العام الحالي والتي تعد أفضل ربحية في السوق حتى الآن.
المؤشرات العامة
انخفض المؤشر العام للبورصة 94.6 نقطة ليغلق على 7681.1 نقطة، كذلك انخفض المؤشر الوزني 3.56 نقاط.
وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 770.9 مليون سهم نفذت من خلال 13324 صفقة قيمتها 160.3 مليون دينار وجرى التداول على أسهم 142 شركة من أصل 203 مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 38 شركة وحافظت اسهم 93 شركة على اسعارها و59 شركة لم يشملها النشاط و13 شركة حافظت على اسعارها.
تصدر قطاع الشركات الاستثمارية النشاط بكمية تداول حجمها 199.1 مليون سهم نفذت من خلال 3073 صفقة قيمتها 20.9 مليون دينار.
وجاء قطاع العقار في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 174.1 مليون سهم نفذت من خلال 2303 صفقات قيمتها 18.3 مليون دينار.
واحتل قطاع الشركات الخدماتية المركز الثالث بكمية تداول حجمها 152.7 مليون سهم نفذت من خلال 2784 صفقة قيمتها 36.5 مليون دينار.
وحصل قطاع الشركات غير الكويتية على المركز الرابع بكمية تداول حجمها 109.1 ملايين سهم نفذت من خلال 1860 صفقة قيمتها 31.4 مليون دينار، وجاء قطاع الصناعة في المركز الخامس بكمية تداول حجمها 98.6 مليون سهم نفذت من خلال 2204 صفقات قيمتها 34.3 مليون دينار.
موجة بيع
موجة البيع القوية والسريعة التي شهدتها البورصة امس ادت لهبوط مؤشري السوق لمستويات كبيرة خلال مراحل التداول لم يشهدها منذ بدأ مراحل التعافي والنشاط، فخلال مراحل التداول، انخفض المؤشر السعري لأكثر من 180 نقطة، الأمر الذي اصاب الكثير من اوساط المتداولين بحالة من الهلع والخوف من عودة موجة الهبوط القوي مرة اخرى الا ان تدخل بعض المجاميع الاستثمارية لتقليص خسائرها ادى الى تقليص خسائر المؤشر حتى الدقيقة الاخيرة الى 127 نقطة والتي تقلصت في الثواني الاخيرة قبل الاغلاق الى 94.6 نقطة كذلك تقلصت خسائر المؤشر الوزني التي بلغت 7 نقاط خلال مراحل التداول الى 5.1 نقاط في الدقيقة الاخيرة لتتقلص في الثواني الاخيرة الى 3.5 نقاط.
وفي ظل اجواء القلق التي اصابت اوساط المتداولين جراء موجة البيع القوية التي شهدتها العديد من الاسهم، فإن هناك مخاوف من ان تدفع المزيد من عمليات البيع السوق لمزيد من الانخفاض، ولكن في حال حدوث المزيد من الانخفاض للسوق، فإنه سيكون في اطار عمليات التصحيح الطبيعي وليس الهبوط الذي تصاحبه حالة من الهلع، فعلى مدى الاسبوع الماضي وحتى تداولات امس كانت هناك عمليات خروج وجني ارباح خاصة ان العديد من الاسهم حققت مكاسب سوقية تتراوح بين 100% و150% وبعضها 200% من ادنى المستويات التي وصلتها، وقد اشرنا في تقارير «الأنباء» السابقة، الى تزامن نهاية الفترة القانونية لإعلانات الشركات مع نهاية الحملة الانتخابية لمجلس الامة، والدخول في حالة الترقب للوضع السياسي في الفترة المقبلة في ضوء ما ستسفر عنه انتخابات مجلس الأمة وتشكيل الحكومة والتي ستكون نقطة في غاية الاهمية.
آلية التداول
تراجعت اسعار اغلب اسهم البنوك في تداولات ضعيفة نسبيا متأثرة بالنتائج المالية للبنك الدولي الذي اعلن عن خسائر في الربع الاول من العام الحالي، والتي بلغت 2.2 مليون دينار ما يعادل 2.3 فلس للسهم مقارنة بأرباح بنحو 5.5 فلوس للسهم في الفترة نفسها من العام الماضي، وقد دفع ذلك اوساط المتداولين الى حالة من القلق تجاه النتائج المالية لباقي البنوك التي لم تعلن حتى الآن بل ان هناك توقعات بأن يعلن بنك بوبيان عن خسائر ايضا في الربع الأول من العام الحالي.
وقد انعكست هذه المخاوف على دفع اوساط المتداولين الى عمليات بيع قوية على اسهم الشركات الاستثمارية التي تراجعت اسعار اغلبها في تداولات ضعيفة، لاسباب سبق ان اشرنا اليها في تقارير سابقة والتي منها المخاوف من توقف تداول عدد كبير من اسهم الشركات الاستثمارية، وبالتالي فإن ذلك سيؤدي الى تجميد اموال الكثير من المتداولين، لذلك فإنه حتى نهاية تداولات الاسبوع الجاري ستزداد عمليات البيع على اسهم الشركات الاستثمارية الامر الذي سيؤدي الى المزيد من انخفاض اسعار هذه الاسهم، وان كان هناك البعض من اوساط المتداولين من يراهن على تكرار سيناريو صعود اسهم الشركات بعد عودتها للتداول كما حدث عندما توقف تداول اسهم شركات لتجاوزها الفترة القانونية واعلانات البيانات المالية لعام 2008.
وهوت اسعار اسهم الشركات العقارية باستثناء بعض الاسهم التي حققت مكاسب خاصة سهم الوطنية العقارية الذي ارتفع بالحد الاعلى دون عروض بيع بدعم من صعود سهم اجيليتي بالحد الاعلى، وتراجعت اسعار اسهم عقارات الكويت والدولية للمنتجعات وجيزان بفعل عمليات البيع القوية لجني الارباح خاصة في ظل تحقيق اسهم هذه الشركات مكاسب سوقية كبيرة في الفترة الماضية.
الصناعة والخدمات
حققت اغلب اسهم الشركات الصناعية ارتفاعا في اسعارها في تداولات قياسية على بعض الاسهم خاصة سهم الصناعات الوطنية الذي شهد موجة بيع قوية لجني الارباح، فيما واصل سهم الانابيب الارتفاع بالحد الاعلى مطلوبا دون عروض، ورغم عمليات البيع الملحوظة على سهم بوبيان للبتروكيماويات الا ان القوة الشرائية على السهم استوعبت عمليات البيع ودفعته للارتفاع مع توقعات بأن يواصل الصعود بدعم من الارباح والتوزيعات الجيدة التي يتوقع ان تعلن عنها الشركة.
وسجلت اغلب اسهم الشركات الخدماتية انخفاضا في اسعارها في تداولات ضعيفة خاصة على اغلب اسهم الشركات الرخيصة في القطاع والتي تراجع بعضها بالحد الادنى بفعل تزايد البيع وتراجع عمليات الشراء، وفي مقابل ذلك، فقد شهد سهم اجيليتي عمليات شراء قوية دفعته للارتفاع بالحد الاعلى مطلوبا دون عروض بدعم من جاذبية الارباح التي حققتها الشركة في الربع الاول من العام الحالي الامر الذي دفع بعض المتداولين الى الدخول بقوة على السهم امس بعد ان قاموا بعمليات بيع قوية على بعض الاسهم خاصة التمويل الخليجي.
وشهدت بعض الاسهم غير الكويتية ارتفاعا في اسعارها والبعض الآخر تراجعا فقد واصل سهم اسمنت الشارقة الارتفاع بالحد الاعلى رغم عمليات البيع لجني الارباح، فيما ان موجة البيع القوية على سهم التمويل الخليجي ادت لتراجعه بالحد الادنى معروضا دون طلبات شراء.
وقد استتحوذت قيمة تداول اسهم 7 شركات على 56.3% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها التداول والبالغ عددها 142 شركة.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )