- أموال الاكتتاب ستستخدم لغزو السوقين الأميركي والأوروبي
- الشركة العالمية تستحوذ على 80% من التجارة عبر الإنترنت في الصين
منى الدغيمي
جمعت مجموعة «علي بابا» الصينية رقما قياسيا غير مسبوق في تاريخ البورصات بعدما حددت سعر سهمها عند 68 دولارا من خلال طرحها الأولي في بورصة نيويورك.
وجمعت منصة التجارة الإلكترونية من خلال الاكتتاب 21.8 مليار دولار كي تتجاوز بذلك ما جمعته «فيزا» عند 19.7 مليار دولار عام 2008.
وبهذا تصبح القيمة السوقية للشركة التي تستحوذ على نحو 80% من التجارة عبر الإنترنت في الصين 167.6 مليار دولار متجاوزة بذلك العديد من كبرى الشركات الأميركية من منافسيها «أمازون» و«ايباي».
كما أن «علي بابا» بتلك القيمة تتجاوز عملاق صناعة الطائرات «بوينغ»، في الوقت الذي تسعى فيه إلى توظيف أموال الاكتتاب للتوسع داخل السوقين الأميركي والأوروبي.
وأسس الشركة مدرس اللغة الإنجليزية «جاك ما» قبل خمسة عشر عاما وتحديدا سنة 1999 ليصبح هو من أثرياء بلاده، بينما صارت «علي بابا» منافسا شرسا على المستوى الدولي مع نمو أعمالها ووجود 279 مليون مشتر نشط على منصتها شهريا.
يذكر أن الشركة حققت مبيعات قيمتها 2.54 مليار دولار في ثلاثة أشهر انتهت بنهاية يونيو، بينما ناهزت أرباحها الصافية خلال تلك الفترة ملياري دولار.
ومن ثمة ستصبح «علي بابا» واحدة من شركات التكنولوجيا الأكثر قيمة في العالم مثل «غوغل» و«فيسبوك» و«أمازون».
وقال مدير التسويق الدولي لعلي بابا مايكل لي في مقابلة مع صحافيين إن حجم المعاملات لعلي بابا قد وصل إلى 248 مليار دولار في العام الماضي، ما مثل ثلاثة أضعاف الأمازون الأميركي. ومع ذلك، فقد ساهمت السوق الصينية في الغالبية العظمى من حجم المعاملات.
ووفقا لأحدث تحقيق أجرته مجموعة إيبوسوس الفرنسية، فإن 88% من الأمريكيين لم يسمعوا بعلي بابا، ولا يمكن مقارنة سمعة علي بابا بأمازون في أميركا وأوروبا، ولكن يعتقد مايكل لي أن هذا يدل بالضبط على إمكانات كبيرة للسوق الخارجية، وتسعى «علي بابا» حاليا إلى إجراء تغيير تجاه الأسواق الخارجية.
وذكر موقع الشركة أنها تدير أسواقا رئيسة للتجارة الإلكترونية عبر الإنترنت والأجهزة المحمولة للمستهلكين والشركات إلى جانب خدمات الحوسبة السحابية وغيرها من الخدمات، ويبلغ عدد المشتركين في خدمات علي بابا 231 مليون مستخدم نشط سنويا لموقعي التجارة الإلكترونية تاوباو وتمال، وبلغت قيمة التعاملات على الموقعين العام الماضي نحو 248 مليار دولار.
وتقول «علي بابا» على موقعها الإلكتروني: إن «مهمتنا هي تسهيل القيام بأي شيء من أي مكان، وان مؤسسينا بدأوا شركتنا لمساعدة المشروعات الصغيرة باعتقاد أن الإنترنت ستوفر أرضية واحدة تتيح للمشروعات الصغيرة الاستفادة من الابتكارات والتكنولوجيا للنمو والتنافس بفاعلية أكبر في الاقتصادات المحلية والعالمية».
وتقول «علي بابا» إن نحو سبعة ملايين تاجر يعرضون 800 مليون منتج دفعوا مقابل الإعلانات والخدمات الأخرى على موقع تاوباو العام الماضي.
وتقول الإحصاءات الحكومية: إن نصف الصينيين الذين يستخدمون الإنترنت يقومون بالتسوق عبر الشبكة العنكبوتية الدولية، وهو ما يعني وجود إمكانات هائلة للنمو.
موقع الإبداع التسويقي
وتعليقا على الحدث التاريخي للرقم القياسي الذي حصده موقع التجارة الالكتروني «علي بابا» للاكتتاب على مستوى البورصات العالمية، ذكر موقع «بيزنس انسايدر» ان اثنين من المواقع الأكثر شعبية للأسواق الصينية هما «علي بابا» و«تاوباو وتيمول» taobao and tmall والتي يتعذر الوصول اليها في ظل عدم المعرفة باللغة ولكن موقع «alibaba.com» تجاوز هذه العقبة، حيث انه موقع باللغة الإنجليزية للمبيعات بين المستوردين والمصدرين في أكثر من 240 بلدا.
اشتر أغرب الأشياء عبر بوابة «علي بابا»
كان موقع«alibaba.com» معروفا لبيع أنواع مختلفة من السلع المقلدة بطريقة جيدة، ولكن بات معروفا ايضا أنه يحتوي على أشياء غريبة وغير مألوفة، حيث يوجد عدد غير قليل من المنتجات الطبيعية معروضة للبيع ومسوقة عبر ملصقات اعلانية غريبة وابداعية وصادمة احيانا، والتي لبعض الاسباب تحمل عبارة «الساخنة» أو «فتاة» ومنتجات ربما يبدو من الصعب شراؤها، لكنها تعكس افكارا ابداعية.
ومن بين المنتجات الغريبة والصادمة والمثيرة التي روج لشرائها موقع «علي بابا دوت كوم» هي:
بوذا على شكل الكمثرى فقط بسعر 12 دولارا وقطار الدودة بسعر 30 الف دولار واعلان تسويقي تكتيكي لبيع مستلزمات التوائم بشكل لافت ومثير واعلان بيع زوج من الملابس الداخلية للرجال على شكل رأس خنزير وردي وحذاء مطاطي للمشي فوق الماء ومدرع للوقاية من الحرائق بسعر 200 دولار فقط وصورة اعلانية لجلسة تقشير للاقدام تحمل عبارة «جلسة تقشير ممتعة ومقرفة وقدم جميلة».
من هو «علي بابا »؟
«علي بابا» هو أكبر وأهم موقع صيني للتجارة الإلكترونية، متخصص في تداول المبيعات على شبكة الإنترنت للشركات في جميع أنحاء العالم وبلغات متعددة.
تمتلك مجموعة «علي بابا» القابضة حصة 71.5% من مجموع أسهم موقع علي بابا في بورصة هونغ كونغ، حيث يمتلك مؤسسها «جاك ما» وأسرته حصة 7.4% من مجموع الشركة القابضة، فيما يستحوذ موقع ياهو على أكثر من ذلك بعد بيع بعض أصول الشركة له (ما بين 24% و33%) في يوليو 2011.
ويعتبر موقع علي بابا دوت كوم شريكا إلى جانب خدمة التجارة الأميركية (وزارة التجارة الأميركية) وموقع مجلس هونغ كونغ لتنمية التجارة لمقدمي الخدمات الدولية: جلوبال تريد دوت نت.
وفي بداية شهر فبراير 2014، قدرت بلومبرغ قيمة موقع علي بابا بمبلغ 153 مليار دولار.