- قناعة لدى البنوك بأسعار الأصول.. وخطط إعادة الهيكلة المالية والإدارية
- أكبر تسوية لـ«الوطنية العقارية» بـ 154 مليون دينار
شريف حمدي
يستحق شهر سبتمبر الماضي ان يطلق عليه شهر التسويات، حيث شهد العديد من إبرام العقود بين شركات مدرجة في البورصة الكويتية، وأغلبها تندرج ضمن القطاع الاستثماري وبين عدد من البنوك المحلية الدائنة، حيث بلغ حجم هذه التسويات وجدولة الديون نحو 240 مليون دينار تعادل نحو 850 مليون دولار.
وفي رصد لـ «الأنباء» تبين ان هذا المبلغ يفوق بنسبة 60% ما تم الاتفاق على تسويته من ديون لشركات مدرجة في البورصة المحلية خلال الأشهر الـ 8 الأولى من العام الحالي، وذلك استنادا الى قاعدة معلومات مجمعة مسبقا لدى «الأنباء».
ويظهر مما سبق ان هناك تحولا من قبل الجهات الدائنة لحلحلة ملف الديون لديها، خصوصا على شركات الاستثمار، بعد أن ظل الملف عالقا لسنوات.
ويأتي التوجه الجديد بقبول أصول عينية (أسهم وعقارات خصوصا) مقابل تسديد قروض، بعدما ارتفعت قيمة هذه الأصول في السنة الحالية، إضافة الى اقتناع البنوك بخطط إعادة الهيكلة المالية والإدارية للشركات التي تم تمديد آجال قروضها، وهو مؤشر ان هذه الشركات أصبحت لديها قدرة على توليد النقد من أعمالها والقدرة على التسديد خلال السنوات المقبلة.
ويتوقع ان ترتفع نسبة القروض الموجهة لقطاعات عدة مع نهاية السنة الحالية، إذ إن إعادة الجدولة تسجل عادة كقروض جديدة.
وكانت أبرز التسويات خلال الشهر الماضي ما يلي:
٭ جدولة ديون للشركة الوطنية العقارية هي الأكبر خلال 2014 بقيمة 154 مليون دينار مع أحد البنوك الدائنة.
٭ أبرمت لشركة الساحل للاستثمار تسوية مع عدد من البنوك الدائنة بقيمة 60 مليون دينار.
٭ أعلنت شركة الأمان للاستثمار أمس عن عقد تسوية مع بيت التمويل الكويتي «بيتك» بـ 17.2 مليون دينار.
٭ سددت شركة نور للاستثمار 5.2 ملايين دينار للبنك الأهلي في إطار التسوية بين الطرفين.
٭ أبرمت شركة اكتتاب عقد تسوية مع بنك بوبيان بـ 3.2 ملايين دينار خلال الشهر الماضي.
إلى ذلك، كان لمؤشرات إيجابية عدة في البورصة، أثرت بشكل مباشر على مستوى السيولة النقدية التي تم ضخها بالبورصة الكويتية خلال شهر سبتمبر الماضي، حيث زادت 40% عن شهر أغسطس الماضي.
فالسيولة في سبتمبر بلغت 578 مليون دينار بمتوسط 26.3 مليون دينار، فيما بلغت في أغسطس 414 مليون دينار بمتوسط 19.7 مليون دينار.
وأبرز هذه العوامل هو ترقب السوق الصفقة المليارية المحتملة بين مجموعة «صافولا» السعودية والشركة الكويتية للأغذية «أمريكانا»، حيث تنشط أسهم مجموعة الخرافي على إثر المعلومات المتواترة بين الحين والاخر، وهو ما انعكس بشكل واضح على سيولة السوق خلال الشهر الماضي. ويرجح ان تستمر هذا العامل الإيجابي الى أن تتضح صورة الصفقة المرتقبة بشكل نهائي.
ومن العوامل المهمة في الربع الثالث من هذه السنة وضوح صورة الجهة الرقابية للبورصة، حيث تم انتخاب مجلس مفوضين جديد لهيئة أسواق المال، وتنتهج هذه الإدارة الجديدة سياسة الأبواب المفتوحة مع الأطراف ذات العلاقة بالبورصة. وهناك عوامل أخرى على تحرك إيجابي لمشاريع تنموية عملاقة قد يكون لها تأثير على المدى المتوسط.