هشام أبوشادي
استعرض رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة بيت الاوراق المالية ايمن بودي الاوضاع الاقتصادية والمحلية التي اثرت على النتائج المالية للشركة في عام 2008 وكبدتها خسائر قدرها 25.6 مليون دينار.
وقال بودي ان الشركة قامت باتباع سياسات شديدة التحفظ لدى اعداد البيانات المالية حيث تم تسجيل مخصصات تزيد على 17 مليون دينار في بيان الدخل لمواجهة الانخفاض في قيم اغلب الاستثمارات المالية والخسائر غير المحققة، وقد ساهم ذلك بالاضافة الى الارباح المستحقة على المرابحات الدائنة والبالغة 14.6 مليون دينار في تحقيق خسائر اجمالية لعام 2008 قدرها 25.6 مليون دينار ما يعادل 39.3 فلسا للسهم.
وذكر بودي في اجتماع الجمعية العمومية للشركة التي عقدت بنسبة 80.7% ان المخصصات شكلت ما يقارب 70% من اجمالي الخسائر التي تكبدتها الشركة، موضحا ان ذلك يؤكد ان الشركة قد احتاطت لاغلب المخاطر المتوقعة في ظل الازمة المالية الطاحنة ولديها مركز مالي قوي يمكنها من الاستعداد للاعوام اللاحقة، وان اي تحسن في قيم الاصول سينعكس ايجابا على الشركة.
الخسائر المتراكمة
وقال بودي انه رغم تحقيق الشركة لخسائر في عام 2008 الا ان رصيد الخسائر المتراكمة صافيا من الارباح المدورة من الاعوام السابقة بلغ 22.1 مليون دينار وان حقوق الملكية الخاصة بمساهمي الشركة الأم قد بلغت 90 مليون دينار وبانخفاض محدود عن رصيد عام 2007 البالغ 94 مليون دينار الامر الذي ساهم في ان يظل معدل التمويل ثابتا عند مستوى 65% اي ان نسبة صافي الديون الى حقوق الملكية تعادل 1:1.9 مرة وهو معدل مناسب خاصة في ضوء انخفاض قيم الاصول والمخصصات المأخوذة والارتفاع الطفيف في قيمة مرابحات المجموعة الدائنة.
وذكر ان عام 2008 قد شهد عدة انجازات كان من ابرزها حصول بنك جيتهاوس بي ال سي بالمملكة المتحدة في ابريل 2008 على ترخيص من هيئة الخدمات المالية (fsa) لممارسة انشطة بنك استثماري يقبل الودائع المؤسسية وفقا لأحكام الشريعة الاسلامية، وقد بدأ البنك بالفعل في ممارسة انشطته فعليا وقد حصل حديثا على جائزة افضل بنك اسلامي جديد بموجب استفتاء مجلة islamic finance news المتميز لعام 2008 وسيتم عام 2009 زيادة رأسمال البنك المدفوع من 50 الى 100 مليون جنيه استرليني في ضوء تقييم حديث معد من قبل احد المكاتب الاستشارية الكبرى في لندن والتي اظهرت قيمة عادلة للسهم تفوق القيمة الدفترية للسهم في سجلات الشركة الأم بصورة جوهرية. واشار الى ان العمل بدأ في اكبر مشاريع المجموعة العقارية وهو مشروع مركز صباح الاحمد المالي العالمي المملوك من قبل شركة الشعب الوطنية العقارية احدى شركات بيت الاوراق المالية التابعة والذي يعد من اهم المعالم المالية والاقتصادية في الكويت وذلك تماشيا مع رؤية صاحب السمو الامير في تحويل الكويت الى مركز مالي متميز.
من كلمة الرئيس
وفي كلمة له بتقرير البيانات المالية أكد رئيس مجلس الادارة أيمن بودي على سلامة الوضع الائتماني للمجموعة وان جميع التزامات الشركة الام الحالية تجاه المصارف والمؤسسات المالية ليست مقابل ضمانات نظرا لقناعة تلك الجهات بملاءة شركة بيت الاوراق المالية وقدرتها على تنظيم التزاماتها المالية والوفاء بها في تواريخ استحقاقها، حيث لم تتخلف الشركة عن الوفاء بأي من التزاماتها تجاه مموليها.
وذلك نتيجة للسياسة التي تنتهجها الشركة في ادارة التدفقات النقدية والتي ترتكز على المواءمة ما بين استحقاقات الموجودات والمطلوبات لتقليص اي فجوة تمويلية، وقد نجحت الشركة الام ايضا في جدولة وسداد بعض التزاماتها خلال الاشهر القليلة الماضية حيث انخفض حجم ديونها من 182 مليون دينار في ديسمبر 2008 الى 171 مليون دينار في منتصف مايو من عام 2009.
وفيما يخص تطلعات وخطط الشركة الام خلال المرحلة المقبلة فان الشركة ستقوم في العام الحالي بتنفيذ خطة شاملة وتفصيلية للهيكلة المالية لمواجهة اثار الازمة المالية حيث تشتمل محاور الخطة الاساسية على التخارج من بعض الاستثمارات الرئيسية باسعار مناسبة بما يضمن تحقيق عوائد وارباح مجزية وكذلك توفير موارد مالية لدعم التدفقات النقدية للشركة وتحسين معدل التمويل بحلول نهاية عام 2009 وذلك بالاضافة الى ترشيد كل التكاليف التشغيلية لشركة المجموعة وتجدر الاشارة الى انه قد تم فعليا البدء في تنفيذ بنود هذه الخطة وفقا للجدول الزمني الموضوع. وجاء في التقرير السنوي للشركة: انه رغم الأثر السلبي للازمة المالية العالمية المتمثل في انخفاض قيم الاصول والاستثمارات، فقد نما إجمالي الأصول بنسبة 12% مقارنة بعام 2007، حيث بلغت 316 مليون دينار في 31 ديسمبر 2008.
الإيرادات والنتائج
وأوضح التقرير المالي انه رغم الانخفاض العام في الانشطة الاستثمارية للشركة في النصف الأخير من العام الماضي، فقد انخفض اجمالي ايرادات المجموعة من العمليات المستمرة بنسبة 14% والذي بلغ حوالي 22 مليون دينار مقارنة بنحو 26 مليون دينار في عام 2007.
وجاء في التقرير ان هناك تغييرا في مكونات الايرادات، حيث كان العنصر الاساسي هو الارتفاع في قيمة العقارات الاستثمارية للمجموعة شاملا اكبر مشاريعها العقارية ومركز صباح الاحمد المالي العالمي حيث بلغ 18 مليون دينار مشكلا ما نسبته 84% من اجمالي الايرادات. وذكر التقرير ان المجموعة حققت ربحا قدره 7 ملايين دينار قبل تأثير كل من الانخفاض الكبير من القيمة العادلة لاغلب استثماراتها المالية بمبلغ 17 مليون دينار والارباح المستحقة على المرابحات الدائنة 15 مليون دينار، الأمر الذي ادى إلى تحقيق صافي خسارة للسنة المالية قدرها 26.6 مليون دينار مقارنة بارباح قدرها 27.3 مليون دينار في عام 2007، ويعكس الانخفاض الكبير في القيمة العادلة للاستثمارات المالية بوضوح منهج المجموعة المتحفظ والشفاف.
ووافقت الجمعية العمومية للشركة على اطفاء رصيد الخسائر المتراكمة والبالغ 22.1 مليون دينار من رصيد علاوة الاصدار والاحتياطي العام والاختياري.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )