زكي عثمان
شهد المؤشر العام لسوق الكويت للأوراق المالية في آخر جلساته للأسبوع الجاري عمليات جني أرباح سريعة مما قاده للتراجع بشكل طفيف للغاية في ختام الجلسة وسط تراجع محدود أيضا للمؤشرات العامة للسوق، ويعود النشاط المتذبذب أمس إلى عملية التصحيح التي ألقت بظلالها على السوق بعد نحو 12 جلسة من الارتفاع وهو ما قاد السوق إلى تسجيل مستويات قياسية مقارنة بنهاية العام الماضي كما استمر السباق المحموم في التركيز الشديد على أسهم 4 مجاميع استثمارية رئيسية بالسوق وهي: مجموعة الخرافي، مجموعة ايفا وشركاتها، مجموعة الصناعات الوطنية وشركاتها ومجموعة الصفوة وشركاتها، وان انحصرت تداولات الأمس على عمليات البيع السريعة لجني الأرباح فضلا عن عمليات التجميع والضغط التي مارسها المتداولون على أسهم المجموعات الرئيسية السابق ذكرها.
وقد شهدت تداولات الأمس عمليات بيع ملحوظة على أسهم قطاع البنوك وهو ما قاد أسهم هذا القطاع إلى التراجع بشكل ملحوظ في حين استمرت عمليات الشراء والتجميع القوي على سهم «زين» وسط تردد معلومات وأنباء عن احتمالات وجود معلومة قوية على السهم ستعلن قريبا او ربما لاحتمالات تحرك كبار ملاك السهم وهناك إشاعات أخرى عن احتمالات تحرك المحفظة الوطنية على السهم، أضف لذلك النشاط الجيد أيضا على سهم «اجيليتي» والذي أعادته بعض المصادر إلى الانعكاس الجيد لتجديد الشركة لأحد عقودها المليارية مع الجيش الأميركي لمدة 18 شهرا، كما تراجعت حدة النشاط على الأسهم الرخيصة مما يبشر أن الأسبوع المقبل سيشهد جولة جديدة من النشاط على تلك الأسهم التي تحركت بشكل ايجابي للغاية خلال الأيام الماضية مما كان وراء موجه التراجع لها في جلسة الأمس لالتقاط المزيد من الأنفاس واستعداد لدورة جديدة من الدوران بعد تأسيس معظمها عند مستويات سعرية جيدة.
وقالت مصادر مراقبة لـ «الأنباء» ان الشهر الجاري سيشهد نشاطا قد يكون الأفضل خلال العام الحالي، وقد بدأت ملامح هذا النشاط في اليوم الأول من تداولات الشهر، وهناك مبررات لهذا النشاط، أبرزها أجواء التفاؤل بالوضع السياسي بين السلطتين، خاصة مع ما جاء في النطق السامي لصاحب السمو الأمير بأنه سيراقب أداء السلطتين عن كثب، وانه لن يسمح بعودة حالة الإحباط للمواطنين مرة أخرى. أضف إلى ذلك ان صغار المستثمرين يعيشون حالة من التفاؤل التي لم يعيشوها على مدار نحو 8 أشهر تقريبا وتحديدا منذ بدء الأزمة المالية العالمية في إلقاء ظلالها على السوق المحلي، فهناك صراع مع الوقت لتحقيق اكبر قدر ممكن من المكاسب في اقل وقت ممكن، نظرا لان الخسائر الضخمة التي تكبدوها خلال الفترة الماضية اكبر بكثير من أي مكاسب ممكن أن يتم تحقيقها حاليا.
أرقام قياسية
وقد احتل سهم «المنتجعات» أنشط التداولات بـ 76.28 مليون سهم تمثل 7.3% من إجمالي تداولات السوق بما قيمته 8.49 ملايين دينار، ليرتفع السهم رابحا فلسين ليصل إلى سعر 110 فلوس، أما عن أنشط القيم فقد تصدرها سهم «زين» بـ 35.9 مليون دينار تمثل 16.1% من إجمالي قيم السوق بحجم تداولات 32.2 مليون سهم ليرتفع 100 فلس أو ما نسبته 9.62% ليصل إلى سعر 1.140 دينار، ويتصدر بذلك الأسهم المرتفعة، تلاه سهم «غلف انفست» بارتفاع نسبته 9.26% ليربح 5 فلوس في سعره السوقي ويصل إلى سعر 59 فلسا مسجلا حجم تداولات بـ 13.36 مليون سهم بما قيمته 786.9 ألف دينار، من خلال 161 صفقة.
أما عن التراجعات فقد تصدرها سهم «أريج» بما نسبته 20.66% ليصل إلى سعر 242 فلسا خاسرا 63 فلسا مسجلا حجم تداولات 60 ألف سهم بما قيمته 14.5 ألف دينار من خلال صفقتين فقط، تلاه سهم «صفوان» بتراجع نسبته 8.93% ليخسر 25 فلسا من سعره السوقي ويصل إلى سعر 255 فلسا مسجلا حجم تداولات بـ 170 ألف سهم أو ما قيمته 43.7 ألف دينار من خلال 15 صفقة.
وقد واصل سهم «أرجان» ارتفاعه للجلسة السادسة على التوالي حيث ارتفع أمس بنسبة 5.43% مكتسبا 10 فلوس بوصوله لحده الأعلى عند 194 فلسا وذلك خلال الساعة الأخيرة من التداول وهو ما جعله يربح 42 فلسا في آخر 6 جلسات بنسبة نمو 27.6% حيث كان سعر السهم 152 فلسا في جلسة 28 مايو الماضي ويصل بذلك لأعلى سعر له منذ 4 أشهر بعد أن وصل سعره إلى 196 في جلسة 1 فبراير الماضي.
كما ارتفع سهم «اتصالات» بنسبة 4.6% رابحا 60 فلسا عن إغلاق أمس الاول عند مستوى 1640 فلس بالغا 1700 فلس وقد رفع هذا المستوى مكاسب السهم السوقية منذ نهاية فبراير الماضي بنسبة 43% تقريبا رابحا عن تلك الفترة حوالي 500 فلس، حيث أنهى السهم تعاملات فبراير عند مستوى 1200 فلس وبلغت أحجام التداول على السهم في تلك اللحظات حوالي 155 ألف سهم محققة ما قيمته 259.65 ألف دينار بتنفيذ 31 صفقة.
المؤشرات العامة
شهد المؤشر العام للبورصة انخفاضا بمقدار 0.6 نقطة ليغلق على 8370.5 نقطة، في حين ارتفع المؤشر الوزني 4.24 نقاط ليغلق على 460.66 نقطة وبلغ إجمالي الأسهم المتداولة 1.047 مليار سهم نفذت من خلال 17555 صفقة بقيمة 223.63 مليون دينار.
وقد جرى التداول على أسهم 165 شركة من أصل 203 شركات مدرجة حيث ارتفعت أسعار أسهم 50 شركة وتراجعت أسعار أسهم 67 شركات فيما حافظت أسهم 38 على أسعارها و48 شركة لم يشملها النشاط. وقد تصدر قطاع العقار النشاط العام للسوق بكمية تداول بلغ حجمها 309.52 ملايين سهم نفذت من خلال 4031 صفقة بقيمة بلغت 34.37 مليون دينار. وجاء قطاع الاستثمار في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 286.96 مليون سهم نفذت من خلال 4095 صفقة بقيمة إجمالية بلغت 38.37 مليون دينار. فيما جاء قطاع الخدمات في المركز الثالث بكمية تداول حجمها 268.23 مليون سهم نفذت من خلال 5037 صفقة بقيمة إجمالية بلغت 76.4 مليون دينار.
تطور الأداء
هذا وقد تراجع السوق في بداية جلسة أمس بشكل ملحوظ بعد الارتفاعات التي حققها في الجلسات السابقة، حيث تراجع المؤشر السعري بنسبته 0.46% تقريبا بخسائر بلغت 38.5 نقطة ليصل إلى مستوى 8297.8 نقطة، وذلك بعد مرور ساعة تقريبا، في حين كانت خسائر الوزني في حدود 1.17% حيث فقد المؤشر 5.28 نقاط من رصيده وصل بها إلى مستوى 446.54 نقطة.
وفى الساعة الثانية من التداولات خالف أداء 7 أسهم من الأسهم التي يتم عليها التداول اتجاه المؤشرين السعري والوزني للسوق، حيث تراجع المؤشر السعري في تلك اللحظات حوالي 0.56% خاسرا 46.8 نقطة بالغا 8289.5 نقطة وتراجع المؤشر الوزني أيضا بنسبة 1.1% خاسرا 4.97 نقاط بالغا 446.85 نقطة بينما ارتفعت الى 7 أسهم إلى حدها الأعلى، وقد استحوذت تلك الأسهم على نحو 17.56 مليون سهم مثلت مانسبته 3.44% من إجمالي تداولات السوق والبالغة في تلك الأثناء حوالي 510.79 ملايين سهم.
وحققت تلك التداولات على هذه الأسهم ماقيمته 1.449 مليون دينار شكلت مانسبته أيضا 1.60% من إجمالي قيم تداولات السوق والتي بلغت 90.518 مليون دينار.
ونفذت على تلك الأسهم أيضا حوالي 250 صفقة بها استحوذت تلك الأسهم على 3.06% من إجمالي الصفقات المنفذة بالسوق والبالغة 8173 صفقة.
وبشكل عام وبعد ان عادت آلية التداول الى وضعها الطبيعي فقد اتسمت التداولات بعمليات شراء سريعة وسط عمليات مضاربة على بعض اسهم الشركات القيادية بمختلف القطاعات مع سرعة في تغيير المراكز المالية ضمن الاجواء التفاؤلية والنفسية المشجعة وعودة الثقة لدى اوساط المتعاملين بالبورصة حيث استمرت التداولات النشطة حتى الدقيقة الاخيرة.
وتوقعت مصادر ان يشهد المؤشر العام خلال التداولات مقاومة نسبية عند مستوى الـ 8500 نقطة وهي نقطة الدعم الجديدة التي يحاول السوق التأسيس عندها ومن ثم الانطلاق الى مستوى الـ 8600 نقطة وفي حين تجاوزها فسيستمر المؤشر في الصعود تجاه حاجز الـ 9 الاف نقطة مع بعض حالات التذبذب والارتدادات الطبيعية خلال المرحلة المقبلة.
آلية التداول
سيطرت عمليات البيع من اجل جني الأرباح على قطاع البنوك حيث تم تداول 66.89 مليون سهم بقيمة 39.001 مليون دينار حيث استمر النشاط على سهم البنك الدولي الذي سجل ارتفاعا في سعره بمقدار 10 فلوس من خلال تداول 29.6 مليون سهم تمت عبر 563 صفقة بقيمة 9.01 ملايين دينار ليغلق على سعر 310 فلوس، فيما شهد سهم «بوبيان» نشاطا جيدا هو الآخر حيث تم تداول 15.64 مليون سهم نفذت عبر 403 صفقات بقيمة 6.83 ملايين دينار وأغلق على سعر 445 فلسا.
أما قطاع الشركات الاستثمارية فقد استحوذ على كمية تداول بلغت 286.96 مليون سهم بقيمة 38.37 مليون دينار وذلك بفضل الأداء الجيد لمجموعة من الأسهم بقيادة أسهم مجموعة ايفا ومجموعة الصفوة وأيضا مجموعة الخرافي، فقد شهد تداولات تركزت بقوة على سهم «المدينة» بتداول 28.78 مليون سهم نفذت من خلال 375 صفقة ولكن السهم تراجع بمقدار فلسين ليغلق على 126 فلسا من خلال قيمة تداولات بلغت 3.68 ملايين دينار، تلاه سهم «الصفاة» بتداول 21.02 مليون سهم نفذت من خلال 375 صفقة قيمتها 3.98 ملايين دينار وقد انخفض سعره 4 فلوس ليغلق على 192 فلسا للسهم.
القطاع العقاري احتل المرتبة الاولى بين قطاعات السوق بفضل النشاط الجيد على مجموعة من الاسهم في مقدمتها سهم «المنتجعات» الذي حافظ على نشاطه لليوم الثاني على التوالي بتداول 76.6 مليون سهم نفذت عبر 485 صفقة قيمتها 4.49 ملايين دينار وقد ارتفع السهم بمقدار فلسين ليغلق على 110 فلوس للسهم الواحد، تلاه سهم «أبيار» الذي حافظ على نشاطه ايضا بتداول 65.7 مليون سهم نفذت من خلال 817 صفقة قيمتها 7.16 ملايين دينار، وقد حافظ السهم على اغلاقه السابق البالغ 108 فلوس للسهم.
وفي قطاع الصناعة استحوذ سهم «صناعات» على النصيب الأكبر من تداولات هذا القطاع من خلال تداول 29.4 مليون سهم نفذت عبر 527 صفقة قيمتها 15.17 مليون دينار وحافظ على اغلاقه البالغ 510 فلوس بنهاية التداولات، فيما جاء سهم «بوبيان.ب» ثانيا، بتداول 7.49 ملايين سهم نفذت عبر 202 صفقة قيمتها 4.1 ملايين دينار ولكن سعره تراجع 20 فلسا ليغلق على 540 فلسا للسهم.
وقطاع الخدمات احتل المرتبة الثالثة بين قطاعات السوق بفضل النشاط الجيد على مجموعة من الأسهم في مقدمتها سهم «الصفوة» بتداول 65.24 مليون سهم نفذت من خلال 531 صفقة قيمتها 5.95 ملايين دينار، ولكنها لم تكن كافية لتحريك السهم ليتراجع 4 فلوس ليغلق على 90 فلسا، تلاه سهم «ميادين» بتداول 50.2 مليون سهم نفذت من خلال 564 صفقة قيمتها 3.59 ملايين دينار وقد ارتفع سعر السهم فلسين ليغلق على 71 فلسا.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )