نشرت باركليز ويلث ووحدة ايكونوميست للمعلومات تقريرا جديدا أمس تحت عنوان: «آفاق جديدة - سلوكيات جديدة» يسلط الضوء على مصادر القلق والأمل لدى المستثمرين أصحاب الثروات الطائلة في ظل الحركة الدورية لاقتصادات العالم، وكيفية تأثير ذلك على سلوك المستثمرين، حيث أظهرت النتائج وجود حالة تحوط كبيرة لدى أصحاب الثروات الطائلة في ظل ظروف السوق الراهنة والتقلب الحاد في البورصات العالمية. في حين تبقى دلائل معظم فئات الأصول، كما الاقتصاد العالمي، مليئة بالشك، تطرح بوادر الانتعاش في السوق والنقاشات حول «براعم خضراء» مؤخرا السؤال عن إمكانية حدوث تحول في الدورة الاقتصادية. ويشير هذا الشيوع للحذر والخوف من المخاطرة إلى مدى تأثير الأحداث في الآونة الأخيرة على المستثمرين الأثرياء، وإلى أن الثقة ستحتاج لمزيد من الوقت كي تسود السوق مجددا.على سبيل المثال، تشير آراء حوالي 90% من المشاركين بالاستبيان إلى وجود فرص في السوق الحالي، غير أن 68% منهم يرون أن خطورة هبوط الأسعار مجددا مرتفعة جدا لاتخاذ هذه الفرص. في المجمل، على الرغم من وجود توافق قوي بأن الفترة الحالية هي فترة جيدة لاستثمارات معينة، غير أن الخوف يحول دون دخول أغلبية الأفراد أصحاب الثروات الطائلة إلى الأسواق مجددا.وقالت المدير التنفيذي في باركليز ويلث ـ الشرق الأوسط سهى نشأت: «يجب على المستثمرين أصحاب الثروات الطائلة ألا يولوا أهمية كبيرة لما يحدث خلال الشهر القادم، بل لما قد يحدث خلال السنوات الخمس، أو العشر، أو حتى العشرين القادمة. ومع وجود آفاق زمنية ملائمة، تصبح التقلبات قصيرة المدى في أسعار السوق أقل أهمية ويمكن وزن القيمة الحقيقية للفرص الاستثمارية بشكل أكثر موضوعية».
ويعتقد 21% من المشاركين من الإمارات العربية المتحدة بوجود فرص استثمارية مهمة في السوق الحالي. كما أشار 36% منهم إلى أنهم سيرفعون مستوى المجازفة، وهذه النسبة هي ثاني أعلى نسبة بعد نسبة الـ 37% التي سجلها المشاركون من المملكة المتحدة. ويشير 32% من المشاركين من المملكة المتحدة إلى أنهم سيتخذون استثمارات بمجازفة أعلى، وهي أعلى نسبة بين الدول المشاركة، تتبعها الولايات المتحدة بنسة 31% والإمارات العربية المتحدة بنسبة 27%، بالمقارنة مع الاقتصادات السبعة الباقية بما فيها: هونغ كونغ، وكندا، وسويسرا، وسنغافورة، وموناكو، والهند واسبانيا.واحد الأدلة التي تشير إلى شيوع هذا الخوف هو أن معظم المستثمرين صرحوا بأنهم لن يقوموا بأي تعديلات على النسب التي يمتلكونها في فئات الأصول الرئيسية خلال الأشهر الـ 12 القادمة. على سبيل المثال، أشار 58% من المشاركين دوليا إلى أنهم لن يغيروا توزيع الأسهم المحلية، بينما أوضح 65% منهم أنهم لن يزيدوا أو يقللوا من مشاركاتهم في صناديق التحوط. ولدى سؤال خبراء السلوك المالي في سياق هذا التقرير، أشاروا إلى أن شيوع «الخوف من الندم» يضعف اتخاذ القرارات لدى الكثير من المستثمرين الأثرياء، ويشجعهم على الثبات على ما هم عليه في الوضع الراهن إلى حين تتبلور الأمور أكثر لديهم.
وأضافت نشأت: «إن إحدى النتائج المترتبة على هذه الحساسية من الخسارة هي تردد المستثمرين في القيام بتغييرات في استراتيجية الاستثمار أو توزيع الأصول. ولكن، من الضروري مراجعة توزيع الأصول من أجل الاستفادة من أحوال السوق الحالية والمتوقعة، كي لا يفوت المستثمرون الانقلاب الايجابي المتوقع في الدورة الاقتصادية».ولقد دفع عدم الاستقرار في السوق الحالي بالمستثمرين أيضا للبحث عن فرص استثمارية أكثر بساطة وشفافية. ويوافق أكثر من 50% من المستثمرين بأنهم سيتخذون الاستثمارات المألوفة فقط في ظل البيئة الحالية. ويظهر أن للمستثمرين رغبة كبيرة في فئات معينة من الأصول، وهي الأكثر بساطة، حيث تشكل العقارات، والسيولة، وسندات الدولة، والأسهم المحلية أكثر الفئات المرجحة للاستثمار.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )