هشام أبوشادي
على الرغم من الارتفاع المحدود لمؤشري سوق الكويت للاوراق المالية في تعاملات امس، الا ان قيمة التداول سجلت ادنى مستوى لها على الاطلاق منذ بداية الاتجاه الصعودي للسوق في شهر مارس الماضي، وذلك جراء التراجع الكبير في عمليات الشراء من قبل مختلف المجاميع الاستثمارية باستثناء التداولات النشطة نسبيا على اسهم بنك بوبيان وبعض الاسهم الرخيصة.
ورغم الانخفاض الكبير في عمليات الشراء، الا انه يلاحظ ان هناك تماسكا في الاسعار، وهذا يأتي في اطار حرص المجاميع الاستثمارية على ان تحافظ على المستويات السعرية الراهنة لاسهم شركاتها، لكن هذا التماسك يعطي مؤشرات على ان السوق قد يشهد نوعا من الارتفاع في الفترة المقبلة بشكل انتقائي وليس عشوائيا، كما كان في الفترة السابقة، فلايزال هناك عدد من الاسهم المرشحة للنشاط، خاصة اسهم الشركات التي لاتزال اسعارها السوقية اقل من الاسمية، خصوصا اسهم الشركات التي تمتلك محفزات ويحرص ملاكها على تصعيدها مع نهاية الربع الثاني من العام الحالي.
وعلى الرغم من ان هناك عوامل فنية وراء الضعف الملحوظ للسوق، الا ان ما اثير من خلافات داخل مجلس الامة اول من امس اثر بشكل ملحوظ على وتيرة التداولات، خاصة انها اعطت مؤشرات غير مريحة في الفترة المقبلة في العلاقة بين السلطتين بالاضافة الى اقتراب موعد استجواب وزير الداخلية، وهذا يدفع باتجاه ان الوضع السياسي يؤثر بشكل واضح على مجريات التداول في البورصة في ظل التراجع التدريجي الواضح للاولويات الاقتصادية وعمليات الاصلاح الاقتصادي في البلاد، الامر الذي يعطي شعورا بالاحباط لدى الاوساط الاقتصادية في البلاد.
المؤشرات العامة
ارتفع المؤشر العام للبورصة 19.4 نقطة ليغلق على 8287.2 نقطة كذلك ارتفع المؤشر الوزني 1.48 نقطة ليغلق على 459.98 نقطة.
وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 578 مليون سهم نفذت من خلال 11145 صفقة قيمتها 118.1 مليون دينار، وجرى التداول على اسهم 145 شركة من اصل 203 شركات مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 56 شركة وتراجعت اسعار اسهم 45 شركة وحافظت اسهم 44 شركة على اسعارها و58 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الشركات الاستثمارية النشاط بكمية تداول حجمها 185.6 مليون سهم نفذت من خلال 3353 صفقة قيمتها 22.5 مليون دينار.
وجاء قطاع العقار في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 111.2 مليون سهم نفذت من خلال 1894 صفقة قيمتها 11 مليون دينار.
واحتل قطاع الخدمات المركز الثالث بكمية تداول حجمها 111 مليون سهم نفذت من خلال 2299 صفقة قيمتها 27 مليون دينار.
وحصل قطاع البنوك على المركز الرابع بكمية تداول حجمها 67.7 مليون سهم نفذت من خلال 1357 صفقة قيمتها 36.5 مليون دينار.
وجاء قطاع الصناعة في المركز الخامس بكمية تداول حجمها 53.3 مليون سهم نفذت من خلال 1267 صفقة قيمتها 11.6 مليون دينار.
الوضع السياسي
انعكست الخلافات التي حدثت داخل مجلس الامة على مجريات التداول في السوق امس خاصة في حجم السيولة المالية التي سجلت تراجعا كبيرا جراء شعور الاوساط الاستثمارية بانها بوادر لخلافات متشعبة ما بين الاعضاء من جهة ومن جهة اخرى انعكاس ذلك في العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وهذا يعيدنا الى الاجواء السياسية السابقة، الأمر الذي اعطى شعورا غير مريح لدى الاوساط الاستثمارية والاقتصادية بتراجع الأولويات الاقتصادية في ظل الازمة المالية والاقتصادية التي تمر بها البلاد والتي يجب ان تسخر لها كل امكانيات السلطتين حتى لا تتفاقم الازمة اكثر مما هي عليه الان خاصة انه من المنظور العام لم يطرأ اي تغيير سوى ارتفاع البورصة وهو ما ادى الى تحسن في اصول الشركات ولكن تظل ازمة القروض لدى العديد من الشركات تمثل مشكلة كبيرة، فضلا عن عدم وجود خطط واضحة حول مشاريع التنمية المؤجلة منذ سنوات.
ويلاحظ من خلال تداولات امس أن المؤشر العام للسوق ظل يتذبذب نزوليا في نطاق محدود اغلب مراحل التداول، ولكن في الثواني الاخيرة تلاشت خسائره البالغة 13 نقطة الى ارتفاع قدره 19.4 نقطة كما تحولت خسائر المؤشر الوزني من 0.58 نقطة الى مكاسب قدرها 1.48 نقطة.
آلية التداول
اتسمت حركة التداول على اسهم البنوك بالضعف بشكل عام مع ارتفاع محدود لاسعار اربعة بنوك باستثناء سهم بنك بوبيان الذي سجل ارتفاعا ملحوظا في تداولات مرتفعة نسبيا لكنها اقل مقارنة باول من امس، اي ان قيمة تداولات سهم بنك بوبيان تمثل نحو 21.4% من القيمة الاجمالية للتداول، وفي حال استثناء قيمة تداولات سهم بنك بوبيان البالغة 25.4 مليون دينار من اجمالي قيمة التداول، فان القيمة المتبقية تقدر بنحو 92.7 مليون دينار، الأمر الذي يشير الى انها الادنى على الاطلاق منذ بداية مرحلة النشاط في السوق في شهر مارس الماضي، وهذا مؤشر غير مريح على الاطلاق، رغم الارتفاع المحدود لمؤشري السوق.
ولا يزال سهم بنك بوبيان يحصل على دعم من عملية اتفاق البنك الوطني على شراء حصة البنك التجاري في بنك بوبيان رغم القضايا المرفوعة بين البنك التجاري ودار الاستثمار في هذا الشأن.
وعادت اغلب اسهم الشركات الاستثمارية لتحقيق مكاسب محدودة ولكن وتيرة التداول على اغلب اسهم القطاع مازالت ضعيفة باستثناء التداولات النشطة على بعض الاسهم، خاصة سهم المجموعة الدولية الذي شهد تداولات نشطة لليوم الثاني على التوالي محققا ارتفاعا ملحوظا في سعره، فيما انه رغم التداولات الضعيفة على سهم اكتتاب الا انه حقق مكاسب ملحوظة في سعره السوقي، فيما انه رغم التداولات النشطة على سهم المدينة للتمويل الا انه حقق ارتفاعا محدودا في سعره السوقي.
وواصل سهم جلوبل الارتفاع بالحد الأعلى لليوم الثالث على التوالي في تداولات ضعيفة، الأمر الذي يشير الى انه سيواصل الارتفاع ولكنه قد يشهد نوعا من عمليات البيع لجني الأرباح، ومن ثم يعود الى الارتفاع مرة اخرى، خاصة انه يبدو ان هناك مستويات سعرية مستهدفة للسهم قبل استدعاء زيادة رأسمال الشركة والتي يتوقع ان تتم عقب عيد الفطر، واستمرت التداولات الضعيفة على سهمي الديرة وايفا مع تحقيق ارتفاع محدود في اسعارهما السوقية في اطار استمرار حركة التداول الضعيفة لمجموعة شركات ايفا لـ 3 اسابيع ماضية.
وحققت اغلب اسهم الشركات العقارية ارتفاعا في اسعارها في تداولات مرتفعة على بعض الاسهم، فقد عاد الاتجاه الصعودي لسهمي المستثمرون وجراند مرة اخرى في تداولات ضعيفة، حيث ارتفع كل منهما بالحد الاعلى مطلوبا دون عروض، وسيطرت عمليات البيع لجني الارباح على سهم الوطنية العقارية الذي تراجع خلال التداول من 350 فلسا الى 330 فلسا، الا انه أغلق على 340 فلسا متراجعا 10 فلوس عن إغلاق اول من امس، وحقق سهم عقارات الكويت ارتفاعا محدودا في تداولات ضعيفة، فيما ارتفعت تداولات سهمي جيزان والدولية للمنتجعات محققين ارتفاعا محدودا في اسعارهما السوقية، وسجل سهم منازل ارتفاعا بالحد الاعلى مطلوبا دون عروض بيع في تداولات تعتبر محدودة.
الصناعة والخدمات
سجلت اغلب اسهم الشركات الصناعية انخفاضا في اسعارها في تداولات نشطة على بعض الاسهم، فقد شهد سهم المعدات القابضة ارتفاعا ملحوظا في تداولاته مع ارتفاع ملحوظ في سعره السوقي، فيما سجل سهم الصناعات الوطنية انخفاضا في سعره في تداولات ضعيفة نسبيا، وانخفض سهم المعدات القابضة بالحد الادنى بفعل عمليات البيع لجني الارباح.
وتباينت اسعار اسهم الشركات الخدماتية صعودا وهبوطا في تداولات ضعيفة بشكل عام، فرغم التداولات الضعيفة لسهم اجيليتي الا انه سجل ارتفاعا محدودا في سعره، فيما حافظ سهم زين على سعره في تداولات ضعيفة، وسجل سهم الوطنية للاتصالات ارتفاعا ملحوظا في سعره في تداولات ضعيفة جدا، حيث في العادة يشهد السهم ارتفاعا عند الاقتراب من نهاية كل فترة فصلية في ميزانيات الشركات، وتراجعت حركة التداول بشدة على سهم الصفاة للطاقة مع انخفاض في سعره السوقي بفعل عمليات البيع لجني الأرباح، فيما استقرت اسعار سهمي مجموعة الصفوة وصفا تك في تداولات متواضعة.
وسجلت اغلب اسهم الشركات غير الكويتية انخفاضا في أسعارها في تداولات ضعيفة، فقد واصل سهم الخليج المتحد الارتفاع بالحد الأعلى لليوم الثاني على التوالي في إطار تصعيد السهم استعدادا لإغلاقات نهاية الربع الثاني.
وقد استحوذت قيمة تداولات أسهم 10 شركات على 51.5% من القيمة الإجمالية للشركات التي شملها التداول والبالغ عددها 145 شركة.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )