دخلت كل من شركتي «رينو» الفرنسية و«نيسان» اليابانية منذ 1999 في شراكة استراتيجية ساهمت بشكل ملحوظ في تعزيز موقع الشركتين في سوق السيارات العالمية، وحقق هذا التعاون جملة من الإنجازات، شملت استغلال منصات مشتركة لصناعة المحركات، والتعاون في تطوير التقنيات المتطورة، وصياغات المعايير المتبعة في مناهج صناعة السيارات، وتعزيز مجموعة المنتجات وتنوعها، بالإضافة إلى توسيع نطاق نفوذ كلا الشريكين على الساحة العالمية، وكان من نتائج هذه الشراكة أن ارتفع مجموع مبيعات السيارات لكلتا الشركتين من 4.9 ملايين سيارة في 1999 إلى 6.9 ملايين في 2008 «بما فيها مبيعات شركة أفتوفاز»، ما جعل تحالف رينو ـ نيسان يصبح ثالث أكبر مجموعة لصناعة السيارات في العالم.
وفي ظل الظروف الاقتصادية الحالية، ستزيد الشركتان من نطاق التعاون بينهما، حيث تطمحان إلى تحقيق مستوى تنسيق بينهما سيحقق 1.5 مليار يورو هذه السنة سيتقاسمانها بالتساوي بينهما، ويمكن تلخيص أبعاد هذا التنسيق على الشكل الآتي:
التصنيع والخدمات اللوجستية: من المتوقع أن توفر ما مجموعه 363 مليون يورو من إجمالي أعمال التنسيق، حيث سيواصل الشريكان استغلال وحدات التصنيع المشتركة للاستفادة من فرص الصناعة المحلية والتعامل بالعملات المحلية وتحسين أداء وقدرات وحدات الإنتاج الحالية، ففي سنة 2009 مثلا، ستنتج وحدة تصنيع السيارات التابعة لـ «رينو» في البرازيل طرازين إضافيين لـ «نيسان»، بينما سينتج مصنع «نيسان» في جنوب إفريقيا طرازين إضافيين لصالح «رينو»، ومع نهاية سنة 2009، سيتقاسم الشريكان عمليات إنتاج لصالح كليهما تخص 11 طرازا في المجموع، وعلى الجانب اللوجستي، ستتمكن الشركتان من تخفيض المزيد من مصاريف الإنتاج في عمليات الخدمات اللوجستية الواردة والصادرة، وذلك من خلال التشارك في المزيد من مراكز تجميع أجزاء السيارات، وتسهيل عمليات نقل قطع السيارات والمعايير اللوجستية المتبعة في ذلك، خصوصا داخل المنطقة الأوروبية.
المحركات: ستساهم بمجموع 289 مليون يورو من إجمالي عمليات التنسيق، حيث سيعمد الشريكان إلى تعزيز مستوى الشراكة من مجرد تبادل المحركات إلى الملكية المشتركة لطرازات مختلفة من المحركات، ما سيساهم في تخفيض تكاليف التطوير والشراء والتصنيع، وكمثال على ذلك، هناك مشروع «رينو» لتطوير محرك بنزين جديد صغير يعمل بشاحن توربيني اعتمادا على قاعدة محركات «نيسان»، وحتى الآن، تتقاسم الشركتان نحو 50 % من إجمالي أجزاء المحركات لديها.
هندسة السيارات: تمثل 279 مليون يورو من إجمالي عمليات التنسيق، وذلك من خلال استغلال منصات تصنيع مشتركة وأجزاء سيارات قابلة للتبادل بين الشركتين، وتشكل منصات التصنيع المشتركة حاليا 70 % من إجمالي حجم إنتاج التحالف.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )