تسببت قطر رغما عنها في نزاع عائلي جديد بين أصحاب المليارات من ورثة شركة تصنيع السيارات الألمانية الفاخرة «بورش» التي تواجه التهديد المتمثل باستملاكها من قبل شركة «فولكس واجن».
وكانت بورش أكدت في الآونة الأخيرة انها تتفاوض حصريا مع قطر التي يمكن أن تشتري أقلية أسهم معطلة في رأسمال المجموعة تشكل 25% زائد سهم واحد.
وصرح رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد آل ثاني أخيرا «اننا نواصل التفاوض بشأن الحصة التي نرغب في شرائها»، مشيرا الى انه يتوقع ان يتم التوصل الى نتيجة «في غضون أسبوعين الى ثلاثة».
لكن يبدو ان البعض داخل أسرة «بورش» غير مرتاح لهذه المفاوضات، وبينهم بالخصوص الواسع النفوذ فرديناند بيك وهو وريث بورش من جهة ورئيس مجلس الإشراف على «فولكس واجن» من جهة اخرى.
ففي بداية الاسبوع وخلال اجتماع لأسرتي بورش وبيك، عارض فرديناند شراء قطر اسهما في الشركة يدعمه في موقفه قريبه فولفغانغ بورش.
وهذا الخبر الذي اوردته الصحف وأكده مصدر قريب من الملف، تم نفيه من قبل شركة بورش، وقالت المجموعة انه لم يعقد اي اجتماع عائلي وان الاسرتين «تجمعان على دعم» دخول مستثمر جديد في رأسمال الشركة.
وحتى الآن يملك ورثة فرديناند بورش شركة «بورش» بنسبة 100%، ويتم تداول اسهم الشركة في البورصة، غير ان هذه الاسهم لا تعطي اي حق في التصويت. وكانت محاولة سابقة لفتح رأسمال الشركة فشلت.
ففي العام 1984، اراد شقيق بيك ـ ارنست ـ بيع حصته للكويت غير ان الأسرة سارعت الى معارضة الصفقة واعادت شراء الاسهم، بحسب ناطق باسم الشركة.
غير ان بورش تجد نفسها هذه المرة تحت ضغط ديون متراكمة بقيمة تسعة ملايين يورو وهي بحاجة الى قرض بقيمة 1.75 مليار يورو كانت طلبته من البنك الحكومي «كي اف دبليو»، غير ان الدولة الالمانية لا تبدو متحمسة لمنحها اياه.
وشركة بورش ليست ضحية مباشرة للازمة الاقتصادية بل لعملية شراء 51% من رأسمال شركة فولكس واجن الالمانية بفضل آليات مالية معقدة ادت الى الضغط على حساباتها.
وبدا وكأن اسرتي بورش وبيك توصلتا الى حل في مطلع مايو من خلال الاقرار بفشل مشروع السيطرة الكاملة على فولكس واجن مثل ما كان يرغب رئيس بورش فينديلين فيديكنغ، ومن خلال الاعلان عن دمج المجموعتين، غير ان المفاوضات سرعان ما انهارت.
وتصاعد التوتر حتى ان فيديكنغ بعث الشهر الماضي الى بيك رسالة اتهمه فيها بالسعي الى الاساءة للشركة من خلال انتقاده علنا، بحسب متحدث باسم بورش.
غير ان مصادر صناعية ترى ان «الصراع قائم داخل الاسرة بين فرديناند بيك وولفغانغ بورش» وليس بين بيك وفيديكنغ.
والنتيجة ان الاجواء توترت مجددا بين شتوتغارت (جنوب غرب) مقر بورش وبين ڤولفسبورغ (شمال) مقر «فولكس واجن» ويبدو ان «فولكس واجن» لم تستوعب استبعادها من المباحثات مع قطر.
وترى بورش ان القضية داخلية. ورد مصدر صناعي «غير انه لا يمكن التعامل مع «فولكس واجن» بهذه الطريقة»، وليس من المؤكد في ظل هذه الظروف، ان تقبل «فولكس واجن» التمديد بعد سبتمبر لقرض قيمته 700 مليون يورو كانت منحته لبورش، واقر مسؤول نقابي لوكالة «فرانس برس» بأن «الوضع يزداد توترا».
ووجه رئيس «بورش» في بداية يونيو رسالة الى رئيس نقابة التعدين «آي جي ميتال» بيرتولد هوبر مهددا اياه بالملاحقة القضائية لأنه تحدث علنا عن «الصعوبات» التي تعانيها بورش، بحسبما اكدت بورش وآي جي ميتال.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )