اوضح التقرير ان المؤشر الاهم في حقبة ما بعد الازمات المالية الكبرى هو مؤشر السيولة، فارتفاع مستويات سيولة اسواق المال هو اول مؤشرات بدء الشعور بالخروج من الازمة، وهو المقدمة لتماسك اسعار الاصول المالية ثم ارتفاعها، ومتابعتها ضرورية، لان هذا الارتفاع في مستويات السيولة وبالتبعية الاسعار، قد يكون مؤقتا وخادعا، وحدث اكثر من مرة بعد ازمة الكساد العظيم، لذلك فإن استمرار ارتفاع السيولة ضرورة للتأكد من ان بدء الخروج من الازمة قد اصبح واقعا وحقيقيا، وارتفاع السيولة ان استمر يعني ان المستثمرين باتوا مقتنعين ان هبوط الاسعار قد توقف، او انه على وشك التوقف، وان الاحتفاظ بالسيولة اصبح مكلفا لان الارتفاع في اسعار الاصول اصبح اعلى من العائد على الاموال السائلة، بينما في زمن الازمة يحقق الاحتفاظ بالارصدة النقدية عائدا وان كان متدنيا على الودائع، ولكن الاهم هو ان استمرار اسعار الاصول بالهبوط يرفع القوة الشرائية للاموال السائلة، وحينها يصبح مجرد الاحتفاظ بالاموال السائلة استثمارا مجديا بعائد حقيقي مرتفع.
ارتفاع متواصل
واوضح التقرير ان سيولة اسواق الاسهم الخليجية السبعة في ارتفاع متواصل او متقطع، ولكنه ارتفاع شديد، وهذا الارتفاع الذي بدأ في شهر مارس الفائت، مازال مستمرا حتى منتصف شهر يونيو الجاري، ثلاث اسواق منها هي الكويت وابوظبي ومسقط حققت ارتفاعات سيولة متصلة، وثلاثة اسواق اخرى هي دبي والسعودية والدوحة حققت ارتفاعين من اصل ثلاثة، وسوق واحد فقط هو البحرين الذي حقق انخفاضين وارتفاعا واحدا، لذلك ظل السوق الوحيد الخاسر لـ -9.9%، مقارنة بمستواه في نهاية عام 2008، حتى شاركه السوق القطري الخسائر يوم الاربعاء الفائت بخسارة -1.8%، ونعتقد انها مشاركة مؤقتة. ومع هذا الارتفاع في السيولة، حققت الاسواق الخمسة الاخرى ارتفاعات سعرية حتى يوم الاربعاء 17/6/2009 فاقت الـ 20% لاثنين منها هما دبي والسعودية 27% و24.7% على التوالي، واثنان اكثر من 10% هما ابوظبي والكويت 19.8% و13.1% للمؤشر الوزني و6.5% للمؤشر السعري على التوالي، وواحد اكثر من 5% هو سوق مسقط بـ 5.2%، والزخم الذي اكتسبه سوقا دبي وابوظبي مؤخرا، ناتج عن ارتفاع حاد في سيولتهما ما بين بداية ومنتصف شهر يونيو الجاري مقارنة بسيولة شهر مايو، فسيولة سوق دبي زادت بنحو 194%، وسيولة سوق ابوظبي زادت بنحو 108%، بينما انخفضت سيولة سوقين في النصف الاول من الشهر الجاري، سوق البحرين بنسبة 19.7%، وسوق السعودية بنسبة 13.6% ويفترض ان يخفت نشاط الاسواق التي تنخفض سيولتها ان استمر الانخفاض، بينما يظل التذبذب بين الارتفاع والانخفاض للسيولة مقبولا، على المدى القصير، او عند بلوغ السيولة مستويات عالية.
تعاف هش
ومع ضرورة مراقبة مؤشرات الاقتصادات الكلية، يعني مستوى السيولة المرتفع واستمرار نموها لفترة طويلة نسبيا ان التعافي، وان مازال هشا، قد بدأ يعطي مؤشرات اقوى على استمراره، لذلك ودون النصح لاحد بالاستثمار في اسواق المال، نعتقد ان حصيلة الاداء حتى نهاية العام الحالي لمعظم اسواق الاقليم ستكون موجبة، بينما يدعو ضعف سيولة سوق البحرين الى بعض الحذر بشأن مستقبل التداول فيه.
من جهة اخرى تناول تقرير الشال الاداء الاسبوعي لسوق الكويت للاوراق المالية حيث قال ان اداء سوق الكويت للاوراق المالية، خلال الاسبوع الماضي كان اقل نشاطا مقارنة مع الاسبوع الذي سبقه، حيث تراجعت جميع المؤشرات الرئيسية وقيمة المؤشر العام، وكانت قراءة مؤشر الشال «مؤشر قيمة»، في نهاية تداول يوم الخميس الماضي، قد بلغت نحو 528.9 نقطة، بتراجع بلغ قدره 3.4 نقاط، اي ما يعادل 0.6%، عن اقفال الاسبوع الذي سبقه، وبارتفاع بلغ نحو 50.8 نقطة، اي ما يعادل 10.6% عن اقفال نهاية عام 2008.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )