هشام أبوشادي
فتح سوق الكويت للاوراق المالية امس على هبوط حاد بلغ 80 نقطة استمرارا لاجواء الهلع التي تسود اوساط المتداولين الامر الذي ادى الى اندفاعهم نحو البيع بعنف ما زاد من حدة الاتجاه النزولي الذي وصل اقصاه حوالي 191 نقطة الا ان هذه الخسائر بدأت في التقلص مع عمليات الشراء التي شهدتها العديد من الاسهم والتي عرضت بالحد الادنى في اول نصف ساعة من فترة التداول، حيث دخلت المحفظة الحكومية على اغلب اسهم الشركات القيادية ما ادى الى دخول المحافظ المالية الاخرى وكبار المضاربين واغلب الصناديق الاستثمارية الامر الذي ادى الى تلاشي الخسائر الضخمة التي حققها السوق خلال التداول ليحقق ارتفاعا بمقدار 20 نقطة، ولكن عمليات جني الارباح التي شهدها السوق لتحقيق مكاسب سريعة ادت الى عودة السوق الى الهبوط بقوة مرة اخرى ليصل الى حوالي 105 نقاط في الدقائق الاخيرة، ولكن هذه الخسائر تقلصت في الثواني الاخيرة الى 29.4 نقطة، فيما ارتفعت مكاسب المؤشر الوزني في الثواني الاخيرة من 1.3 نقطة الى 4.1 نقاط.
ويتضح من خلال التذبذب الحاد الذي شهده السوق امس ان الحالة النفسية لاوساط المتداولين تسودها اجواء التوتر، وهذا يعود الى استغلال المحافظ الكبيرة وكبار المضاربين وحتى بعض الصناديق لبعض العوامل التي تبدو اثارها سلبية للضغط بقوة على السوق وتحقيق اكبر قدر من المكاسب في اقل وقت ممكن.
المؤشرات العامة
انخفض المؤشر العام للبورصة 29.4 نقطة ليغلق على 7634.7 نقطة، فيما ارتفع المؤشر الوزني 4.19 نقاط ليغلق على 426.40 نقطة، وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 661.5 مليون سهم نفذت من خلال 13250 صفقة قيمتها 149.6 مليون دينار.
وجرى التداول على اسهم 137 شركة من اصل 203 شركات مدرجة، ارتفعت اسعار اسهم 43 شركة وتراجعت اسعار اسهم 73 شركة وحافظت اسهم 21 شركة على اسعارها و66 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الشركات الخدماتية النشاط بكمية تداول حجمها 184.3 مليون سهم نفذت من خلال 4098 صفقة قيمتها 60.2 مليون دينار.
وجاء قطاع الاستثمار في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 165.5 مليون سهم نفذت من خلال 3156 صفقة قيمتها 16.1 مليون دينار.
واحتل قطاع العقار المركز الثالث بكمية تداول حجمها 160.5 مليون سهم نفذت من خلال 2168 صفقة قيمتها 12.9 مليون دينار.
وجاء قطاع الشركات الصناعية في المركز الرابع بكمية تداول حجمها 47.1 مليون سهم نفذت من خلال 1120 صفقة قيمتها 18.3 مليون دينار.
واحتل قطاع البنوك المركز الخامس بكمية تداول حجمها 43.5 مليون سهم نفذت من خلال 1449 صفقة قيمتها 31.1 مليون دينار.
عودة الثقة
يمثل عامل عودة الثقة للسوق غاية الأهمية في الفترة الراهنة، فما حدث في السوق منذ بداية الأسبوع من ضغوط متعمدة على الأسعار أثار اجواء الهلع واظهر عدم قدرة المحفظة الحكومية على دعم الاستقرار في البورصة، بل ان المجاميع الاستثمارية الكبيرة ساهمت ايضا في التدهور الذي شهدته البورصة، فهذه المجاميع قامت بعمليات بيع ملحوظة على اسهمها في الفترات السابقة وبأسعار مرتفعة محققة ارباحا كبيرة، وبعد ان انهت ميزانيات النصف الأول من العام الحالي، قامت بالضغط بقوة على اسهمها لدفع صغار المتداولين للبيع بأدنى الاسعار، وهذا ما حدث حيث سارع صغار المتداولين بالبيع خوفا من ان يعود السوق الى اوضاعه المتدهورة السابقة الامر الذي مكن المجاميع الاستثمارية بشراء ما يمكن من الاسهم، وهذا السيناريو المتبع في الفترة الراهنة ليس في صالح هذه المجاميع خاصة انها في اشد الحاجة لعودة الثقة في اسهمها بعد ان مرت بفترات كانت تستجدي ثقة اهل السوق في شركاتها، فرغم ان هناك من يبرر هذه الضغوط من قبل المحافظ وكبار اللاعبين بأنها من طبيعة الاسواق الا ان ما حدث في السوق الكويتي في الايام الثلاثة الماضية لا يخرج عن نطاق الاحتيال على صغار المتداولين الذين هم في الاصل فقدوا اغلب اموالهم في فورة الازمة ويسعون الآن لأخذ ما تبقى من اموالهم فالإحصاءات تشير الى ان نحو 60% من اجمالي تداولات السوق تعود للمتداولين الافراد.
آلية التداول
على الرغم من تكبد اسهم خمسة بنوك انخفاضا في اسعارها الا ان قطاع البنوك شهد ارتفاعا في تداولاته بشكل ملحوظ خاصة سهمي البنك الوطني وبيتك، فقد قامت المحفظة الحكومية بالدخول بشكل واضح على سهم البنك الوطني الذي حقق ارتفاعا محدودا، كما دخلت المحفظة ايضا على سهم التمويل الكويتي الذي حقق ارتفاعا ملحوظا في سعره، ورغم التداولات المرتفعة نسبيا على سهم بنك الخليج الا انه حافظ على سعره وواصل سهم بنك بوبيان الانخفاض ليتراجع دون حاجز الـ 500 فلس مع توقعات بأن يواصل السهم الانخفاض خاصة انه يفتقد محفزات الارتفاع.
ورغم الارتفاع الملحوظ في تداولات اغلب اسهم الشركات الاستثمارية الا ان معظمها سجل انخفاضا في اسعاره، فقد واصل سهم ايفا اتجاهه النزولي متكبدا خسائر ملحوظة فيما سجل سهم الديرة ارتفاعا ملحوظا في سعره في تداولات ضعيفة بعد ان تراجع بالحد الأدنى خلال التداولات، وتكبد سهم الاستثمارات الوطنية خسائر كبيرة ايضا في تداولات ضعيفة، فيما انه رغم التداولات المرتفعة على سهم اكتتاب الا انه سجل انخفاضا في اسعاره، فيما استقر سهم المدينة للتمويل والاستثمار على سعره السابق في تداولات مرتفعة.
كذلك رغم التداولات المرتفعة نسبيا على سهم الصفاة للاستثمار الا انه سجل انخفاضا ملحوظا في سعره ايضا، وواصل سهم السلام القابضة الانخفاض بالحد الادنى معروضا دون طلبات شراء في تداولات محدودة نسبيا.
وبشكل عام، فان من صالح شركات الاستثمار التي تعد اللاعب الاساسي في السوق ان تحافظ على استقراره خاصة وان 80% من استثماراتها في السوق وبالتالي فان المحافظة على استقراره وصعوده يؤدي الى تحسن اوضاعها المالية، خاصة ان معظمها عليه التزامات مالية مقابل اسهم مرهونة.
وتكبدت اغلب اسهم الشركات العقارية خسائر في اسعارها في تداولات نشطة على بعض الاسهم، ففي الوقت الذي حافظ فيه سهم عقارات الكويت على سعره في تداولات ضعيفة، انخفض سهما جيزان والمنتجعات بالحد الادنى في تداولات ضعيفة، فيما شهد سهم المستثمرون تداولات قياسية وارتفاعا ملحوظا في سعره، بينما سجل سهم جراند انخفاضا محدودا في سعره في تداولات مرتفعة نسبيا، وواصل سهم الوطنية العقارية اتجاهه النزولي في تداولات مرتفعة نسبيا.
الصناعة والخدمات
علي الرغم من التداولات المرتفعة نسبيا على اسهم الشركات الصناعية الا ان اغلبها سجل انخفاضا في اسعاره السوقية، فقد شهد سهم الصناعات الوطنية تداولات قياسية ادت الى استقرار السهم على سعره السابق رغم انه سجل انخفاضا بالحد الادنى خلال التداولات.
كما ارتفعت نسبيا تداولات سهم منا القابضة الذي انخفض خلال التداول بالحد الادنى البالغ 405 فلوس الا ان السهم شهد عمليات شراء خاصة في الدقائق الاخيرة ادت لارتفاعه لمستوى 450 فلسا.
وحققت اغلب اسهم الشركات الخدماتية ارتفاعا في اسعارها في تداولات مرتفعة على بعض الاسهم خاصة سهم زين الذي شهد عمليات شراء قوية ادت الى ارتفاع سعره 60 فلسا، كما شهد سهم اجيليتي عمليات شراء ادت لارتفاعه فوق مستوى الدينار بنحو 20 فلسا، وفي الوقت الذي شهد فيه سهم الصفاة للطاقة ارتفاعا محدودا في سعره في تداولات نشطة، تكبد سهم مجموعة الصفوة خسائر ملحوظة رغم تداولاته النشطة، فيما ان سهم صفاتك سجل انخفاضا بالحد الادنى بفعل عمليات البيع الملحوظة على السهم، وفي قطاع الاغذية شهد سهم دانة الصفاة عمليات بيع قوية ادت لانخفاضه بالحد الادنى معروضا دون طلبات.
وتراجعت اغلب اسهم الشركات غير الكويتية في تداولات ضعيفة باستثناء التداولات المرتفعة نسبيا على سهمي اسمنت أم القيوين وبيت التمويل الخليجي مع تراجع اسعارهما السوقية، وقد استحوذت قيمة تداولت اسهم 6 شركات على 59% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها التداول والبالغ عددها 137 شركة.
تقرير البورصة في ملف ( pdf )