هشام أبوشادي
هناك اجماع على ان الأسبوع الماضي يمثل أسوأ أسبوع مر به سوق الكويت للأوراق المالية منذ أواخر شهر فبراير الماضي، وذلك جراء الخسائر الضخمة التي تكبدتها المؤشرات الأساسية والتي قضت على ما تبقى من مكاسب تم تحقيقها على مدى ثلاثة اشهر، بل ان هناك خسائر سواء على مستوى مؤشري السوق او القيمة السوقية مقارنة ببداية العام ورغم انه لا توجد اسباب جوهرية تبرر حدة الهبوط الا انه تم استغلال بعض العوامل السلبية سواء الخليجية او العالمية للضغط بقوة على نفسية اوساط المتداولين وخاصة الصغار لدفعهم الى عمليات البيع العشوائي ورغم ان هناك من استفاد من تدهور الأسعار من خلال عمليات شراء انتقائي الا أن عدم تحرك المجاميع الاستثمارية للدفاع عن اسهمها سيؤدي الى ازمة حقيقية في البورصة.
وللدلالة على حدة الأزمة التي يمكن ان تتعرض لها البورصة خاصة الأسبوع الجاري، الخسائر الضخمة التي تكبدتها المؤشرات الأساسية في السوق، فقد انخفض المؤشر السعري في اسبوع واحد نحو 617 نقطة ليغلق على 7490.6 نقطة بانخفاض نسبته 7.6% مقارنة بالأسبوع قبل الماضي لتتلاشى تماما المكاسب التي حققها المؤشر على مدى ثلاثة أشهر ويتكبد خسائر قدرها 292 نقطة ما نسبته 3.8% مقارنة بإغلاق نهاية العام.
كذلك انخفض المؤشر الوزني 45.3 نقطة ليغلق على 411.4 نقطة بانخفاض نسبته 9.9% مقارنة بالأسبوع قبل الماضي ليحافظ على مكاسب قدرها 4.7 نقاط بارتفاع نسبته 1.1% منذ بداية العام.
ورغم الخسائر الكبيرة في مؤشري السوق الا ان الأزمة الكبرى تمثلت في الهبوط الكبير للقيمة السوقية للسوق والتي هوت بمقدار 3 مليارات و594 مليون دينار لتصل القيمة السوقية الاجمالية للشركات الى 32 مليارا و572 مليون دينار بانخفاض نسبته 9.9% مقارنة بالأسبوع قبل الماضي، فيما بلغت الخسائر السوقية منذ بداية العام نحو مليار و226 مليون دينار ما نسبته 3.6% وهذا يظهر مدى الخسائر الضخمة التي تكبدتها البورصة الأسبوع الماضي بفعل اجواء الهلع التي سادت اوساط المتداولين وساهمت في تداعياتها الضغوط المتعمدة من قبل بعض المحافظ المالية والصناديق وكبار المضاربين.
أسباب التدهور
التدهور الحاد للسوق الأسبوع الماضي وليد مجموعة من الأسباب التي ليست جديدة ولكن تم استغلالها للضغط بقوة على السوق، واول هذه الأسباب واهمها، ان المتابع لحركة تداولات السوق الشهر الماضي يلاحظ انه كان هناك ارتفاع كبير في قيمة الأسهم المتداولة مع تحرك المؤشر العام للسوق في نطاق ما بين 8370 نقطة و8000 نقطة، وهذا يعني ان المحافظ المالية الكبيرة والتابعة للمجاميع الاستثمارية بالإضافة الى الصناديق الاستثمارية كانت تقوم بعمليات دعم نفسي للمؤشر والقيام في الوقت نفسه بعمليات بيع قوية لتوفير سيولة مالية، واستمر هذا السيناريو الى ان تم اغلاق الربع الثاني على مستويات مرتفعة وبالتالي انعكاس ارتفاع قيم الاصول على النتائج المالية بشكل جيد في الربع الثاني.
ثانيا: وبعد ان تمكنت المحافظ المالية والصناديق الاستثمارية وكذلك كبار المضاربين بحكم علاقاتهم المباشرة مع مديري بعض المحافظ المالية الكبيرة والصناديق من توفير سيولة مالية ضخمة، كان لابد من الضغط على السوق بقوة حتى يتمكنوا من شراء الأسهم مرة أخرى بأسعار اقل من المستويات التي باعوا عليها بنسب تتراوح بين 20 و35% مع استغلال العوامل التي تمكنهم من الضغط على السوق سواء المتمثلة في انخفاض اسعار النفط وهبوط اسواق المال الخليجية والعالمية، او الضبابية الموجودة حول انكشافات بعض البنوك على شركتي سعد والقصيبي.
التوقعات
ليس مستبعدا ان يفقد السوق ما بين 200 و250 نقطة اضافية وذلك بفعل استمرار اجواء التداعيات التي شهدتها البورصة على نفسية اوساط المتداولين، فتاريخيا معروف ان السوق في اي عملية تصحيح يفقد نحو 50% من المكاسب التي حققها فمع بدء الاتجاه الصعودي للسوق والذي بدأ عندما كان المؤشر في حدود 6360 نقطة تقريبا واصل الارتفاع لأن يصل الى 8370 نقطة، ومع وصوله الى 7490 نقطة، فإنه قد اقترب من تراجع نسبته 50% من المكاسب التي حققها، وبالتالي فإنه سيعود للارتفاع مرة أخرى لأسباب بعضها يعود الى الشفافية المطلوبة وبشكل سريع من البنك المركزي، اولا: في الاوقات الطبيعية للحركة التصحيحية يفقد السوق 50% من المكاسب التي حققها حتى يعود للارتفاع مرة اخرى، ولكن في الأوضاع الاستثنائية لابد ان يكون عامل الشفافية اهم العوامل، ففي الوقت الراهن نجد ان هناك افتقارا للشفافية في حجم انكشافات بعض البنوك على شركتي سعد والقصيبي، وفي الوقت الذي نجد فيه اغلب الدول الخليجية اعلنت بنوكها بشكل واضح عن حجم تعرضها لمجموعة معن الصانع نجد ان البنوك الكويتية تتجاهل هذا الامر، لذلك فمن الضروري ان يسارع البنك المركزي إلى الإعلان بشكل واضح عن حجم انكشافات البنوك الكويتية لمجموعة معن الصانع ومدى انعكاس ذلك على نتائجها المالية، بالاضافة الى اهمية ان تسارع البنوك في الاعلان عن نتائجها المالية.
ثانيا: من المحفزات الايجابية لقرب وقف تدهور السوق والدخول في مرحلة الاستقرار والصعود، ان النتائج المالية لأغلب الشركات في الربع الثاني اكثر من ممتازة.
ثالثا: السيولة المالية متوافرة بدليل انه رغم الهبوط الكبير لمؤشري السوق الاسبوع الماضي الا ان المتغيرات الثلاثة سجلت ارتفاعا مقارنة بالأسبوع قبل الماضي، حيث ارتفعت كمية الاسهم المتداولة بنسبة 10% والقيمة بنسبة 34.8% والصفقات بنسبة 14.4%.
الشركات الأكثر نشاطاً
تصدرت شركة زين النشاط من حيث القيمة، إذ تم تداول 118.3 مليون سهم نفذت من خلال 4550 صفقة قيمتها 131.3 مليون دينار، وانخفض سهمها 220 فلسا.
تكبد سهم زين خسائر سوقية ضخمة الأسبوع الماضي بلغت نسبتها 17.7 مقارنة بالأسبوع قبل الماضي، حيث انخفض السهم من دينار و240 فلسا إلى دينار و20 فلسا، وهذا يعني ان القيمة السوقية لشركة زين تراجعت الأسبوع الماضي بمقدار 941 مليون دينار لتصل إلى اربعة مليارات و280.5 مليون دينار، وقد جاء التراجع الكبير للسهم بسبب التناقض في المعلومات حول صفقة زين أفريقيا، ففي بداية المعلومات التي سربت عن الصفقة كانت تشير إلى انه سيتم بيع زين أفريقيا بالكامل في صفقة تتراوح قيمتها بين 11 و12 مليار دينار، ثم جاء نفي إحدى الشركات الأوروبية بأنها لا تتفاوض لشراء الشركة ليزداد الضغط على السهم الذي تراجع في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي بالحد الأدنى معروضا دون طلبات شراء لأول مرة منذ بدأ نشاط السوق أواخر شهر فبراير الماضي، وفي تصريحات نشرت أواخر الأسبوع أكد العضو المنتدب لمجموعة زين د.سعد البراك أشار فيها إلى أن المفاوضات تجرى لبيع 25% وأكثر، وتزامن مع هذا التصريح، تصريح آخر نقلته وكالات الأنباء العالمية جاء فيه ان شركة فيفندي تجري مفاوضات مع بعض البنوك للحصول على قرض كبير مع التلميح بأن هذا القرض يهدف إلى تمويل صفقة زين أفريقيا، وجاء أيضا أن الشركة قد تواجه صعوبة في التمويل جراء خفض تصنيفها، وربط د.سعد البراك الموافقة على الصفقة بالتقرير الذي تعده مجموعة من البنوك والمؤسسات العالمية حول استراتيجية الشركة والذي يتوقع الانتهاء منه قبل نهاية أغسطس القادم. وهذا يعني ان هناك المزيد من الوقت قبل اتخاذ قرار بشأن عملية البيع والنسبة التي سيتم بيعها.
أما من حيث أرباح الشركة في الربع الثاني، فقد أشار البراك إلى أنها ستكون في حدود 75.7 مليون دينار والتي تعادل نفس أرباحها في الربع الأول من العام الحالي، وهذا يعني ان إجمالي أرباحها في النصف الأول سيكون بحدود 151.4 مليون دينار ما يعادل 40 فلسا للسهم، ما يعني ان أرباحها في الربع الثاني لم تشهد نموا قياسا بالربع الأول، وفي ضوء ذلك وفي إطار الأوضاع الحالية للسوق، فإن الحركة السعرية لسهم زين يتوقع ان يغلب عليها طابع التذبذب مع الاتجاه نحو النزول وان كان بوتيرة بطيئة إلى أن تتضح معالم الصفقة وحجم الأرباح التي ستحققها من بيع حصة في زين أفريقيا أو عدم البيع والذي سيحدد من خلال التقرير الذي تعده بعض البنوك العالمية حول مراجعة استراتيجية المجموعة.
البنك الوطني
احتل بنك الكويت الوطني المركز الثالث من حيث القيمة، اذ تم تداول 21.5 مليون سهم نفذت من خلال 507 صفقات قيمتها 26.2 مليون دينار، وانخفض سهمه 120 فلسا.
على الرغم من التداولات المتواضعة لسهم البنك الوطني الا انه تكبد خسائر سوقية كبيرة الاسبوع الماضي نسبتها 9.1% مقارنة بالأسبوع قبل الماضي، وهذا يعود الى اجواء الهلع التي سيطرت على نفسية المتداولين الاسبوع الماضي، حيث تراجع السهم من دينار و320 فلسا الى دينار و200 فلس، في الوقت الذي يتوقع ان يعلن البنك عن نمو جيد في ارباح الربع الثاني والتي قد تكون في حدود 77.5 مليون دينار مقارنة بنحو 63.5 مليون دينار في الربع الأول من العام الحالي، فضلا عن ان البنك الوطني ليس متورطا في قروض مع شركتي سعد والقصيبي وبالتالي فإن الخسائر التي شهدها السهم الاسبوع الماضي جاءت بفعل حالة الهلع التي شهدتها البورصة وليس جراء اوضاع تتعلق بالبنك وقد ادى تراجع السهم بمقدار 120 فلسا الى انخفاض القيمة السوقية بمقدار 356.8 مليون دينار لتصل الى 3 مليارات و568 مليون دينار.
مجموعة الصناعات
جاءت مجموعة الصناعات الوطنية في المركز الرابع من حيث القيمة، اذ تم تداول 58.3 مليون سهم نفذت من خلال 1219 صفقة قيمتها 24.9 مليون دينار، وانخفض سهمها 60 فلسا.
على الرغم من التداولات المتواضعة التي شهدها سهم مجموعة الصناعات الوطنية الاسبوع الماضي الا انه تكبد خسائر سوقية كبيرة نسبتها 12.6% مقارنة بالاسبوع قبل الماضي، حيث تراجع السهم من 475 فلسا الى 415 فلسا الأمر الذي ادى الى انخفاض القيمة السوقية من 77.7 مليونا لتصل القيمة السوقية الاجمالية الى 537.4 مليون دينار، ويأتي الانخفاض العام للسهم في اطار الانخفاض العام للسوق الذي شهد انخفاضا كبيرا في عمليات الشراء مقابل شبه احجام عن الشراء، وفي ظل استمرار اجواء التوتر التي تسود اوساط المتداولين والمخاوف من استمرار الاتجاه النزولي للسوق، فإنه ليس مستبعدا ان يواصل سهم الصناعات الانخفاض، وقد يشهد نوعا من التماسك عند مستوى الـ 400 فلس، وتترقب الأوساط الاستثمارية النتائج المالية للشركة والتي يتوقع الاعلان عنها في الاسبوع الاخير من الفترة القانونية لإعلانات الشركات عن نتائجها المالية لفترة النصف الأول من العام الحالي والتي تنتهي منتصف شهر اغسطس المقبل، علما ان الشركة تكبدت خسائر في الربع الأول من العام الحالي تقدر بنحو 36.6 مليون دينار ما يعادل 29 فلسا للسهم.
التمويل الخليجي
احتل بيت التمويل الخليجي المركز السادس من حيث القيمة، اذ تم تداول 51.2 مليون سهم نفذت من خلال 1359 صفقة قيمتها 12.1 مليون دينار، وانخفض سهمه 32 فلسا.
على الرغم من التداولات الضعيفة التي شهدها سهم التمويل الخليجي الاسبوع الماضي الا انه تكبد خسائر سعرية كبيرة بلغت نسبتها 12.3% مقارنة بالأسبوع قبل الماضي، وذلك تأثرا بعاملين الأول الأوضاع العامة التي مرت بها البورصة والتي ادت الى اندفاع اوساط المتداولين لعمليات بيع عشوائي، والعامل الثاني يتعلق بالمخاوف من النتائج المالية للشركة في الربع الثاني من العام الحالي رغم ان هناك احتمالا بأن تعلن الشركة عن اداء جيد حيث سيعقد مجلس الإدارة اجتماعا في العشرين من الشهر الجاري لمناقشة البيانات المالية لفترة النصف الاول من العام الحالي علما بأن الشركة تكبدت خسائر في الربع الاول من العام الحالي تقدر بنحو 11 مليون دينار ما يعادل 12 فلسا للسهم، وفي ظل ما يتردد من معلومات بأنها ستعلن عن ارباح في النصف الاول، فهذا يعني انه تمت تغطية خسائر الربع الاول.
بنك بوبيان
جاء بنك بوبيان في المركز السابع من حيث القيمة، اذ تم تداول 23.6 مليون سهم نفذت من خلال 870 صفقة قيمتها 12 مليون دينار، وانخفض سهمه 60 فلسا.
تكبد سهم بنك بوبيان خسائر سوقية كبيرة الاسبوع الماضي في تداولات محدودة، حيث انخفض سعر السهم بنسبة 10.3%، حيث من الواضح ان السهم يحصل على دعم عند مستوى الـ 500 فلس.
وفي ظل الاوضاع المالية الصعبة التي مر بها البنك وادت الى تكبده خسائر في الربع الاول من العام الحالي بلغت 11.6 مليون دينار فإن هناك ترقبا من الاوساط الاستثمارية لنتائج اعماله في الربع الثاني من العام الحالي، والتي ستحدد سعر السهم في الفترة القادمة، بالاضافة الى انه بعد نهاية مزاد بيع هيئة الاستثمار حصتها، فإن السهم سوف يفقد الزخم الذي يشهده بدعم من هذا المزاد.
المستثمرون القابضة
احتلت شركة المستثمرون القابضة المركز الثامن من حيث القيمة، اذ تم تداول 194.5 مليون سهم نفذت من خلال 1831 صفقة قيمتها 11.5 مليون دينار، وانخفض سهمها 15 فلسا.
شهد سهم المستثمرون موجة بيع قوية الاسبوع الماضي ادت الى تراجع السهم بنسبة 21.7% مقارنة بالاسبوع قبل الماضي، حيث انخفض من 69 فلسا الى 54 فلسا، وجاء الهبوط الحاد للسهم بفعل اندفاع صغار المتداولين للتخلص مما لديهم من السهم في اطار موجة البيع العشوائي التي سادت السوق الاسبوع الماضي، فاجواء الهلع التي سيطرت على اوساط المتداولين جعلتهم يتخلصون مما لديهم من اسهم للحد من الخسائر وفي نفس الوقت ترقب اوضاع السوق في الفترة القادمة خصوصا ان اجواء الهلع ولدت مخاوف من عودة اسعار الاسهم لمستويات ما كانت عليه في الربع الاخير من العام الماضي وبدايات العام الحالي، ولكن في ظل الظروف الصعبة للشركات في الربع الاول من العام الحالي تمكنت شركة المستثمرون من تحقيق ارباح وان كانت محدودة قدرها 284 الف دينار، وهذا يعطي مؤشرات بان نتائجها في الربع الثاني ستكون افضل.
مجموعة الصفوة
وجاءت مجموعة الصفوة في المركز التاسع من حيث القيمة، اذ تم تداول 138 مليون سهم نفذت من خلال 1572 صفقة قيمتها 9.7 ملايين دينار، وانخفض سهمها 18 فلسا.
هوى سهم مجموعة الصفوة بشدة الاسبوع الماضي ليتراجع بنسبة 22.2% مقارنة بالاسبوع قبل الماضي، وذلك جراء عمليات البيع الضخمة على السهم مقابل توقف عمليات الدعم على السهم من قبل المحافظ المالية التابعة لشركاتها، فقد انخفض السهم من 81 فلسا الى 63 فلسا والذي يعد تراجعا كبيرا في فترة زمنية محدودة، وليس مستبعدا ان يواصل السهم الانخفاض وان كان بوترية محدودة، وذلك في حال استمرار اجواء الهلع المسيطرة على السوق علما بأن الشركة يتوقع ان تحقق ارباحا اكثر من جيدة في الربع الثاني من العام الحالي.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )