ذكر تقرير الشال ان العالم يمر بعملية مخاض مستحق بعد أزمته المالية الكبرى ومعظم الاجتماعات شاملة اجتماع الثماني الكبار في ايطاليا، الاسبوع الفائت (مع ملاحظة ان التعريف مجازي، فقد كانوا أكثر من ثماني دول)، سيصب في تحقق تطورين رئيسيين، التطور الأول هو وحدة المدرسة الاقتصادية الحاكمة، على مستوى العالم، ولا فرق هنا بين الصين الشيوعية والولايات المتحدة الأميركية زعيمة العالم الرأسمالي، فالكل سيتبع نهج المدرسة الكينزية المحدثة، أو الخيار الوسط بين آدم سميث وكارل ماركس، أي قطاع خاص قوي وحكومات قوية.
وسيطرة هذه المدرسة تعني العودة الى نظام مالي مماثل لنظام «بريتون وودز» الذي طلقته الولايات المتحدة الأميركية في عام 1971، عندما فكت ارتباط الدولار الأميركي بالذهب، ولكن البحث حاليا يدور حول نظام مطور وليس العودة الى قاعدة الذهب.
وتدعو بعض الدول ـ الصين وروسيا مثلا ـ الى فك ارتباط النظام المالي العالمي بالدولار كعملة احتياطية وحيدة، وهو أمر يصعب تصور تحققه، على المدى القصير، ولكن التحول سيكون حتميا، على المديين المتوسط والطويل، وقمة الثماني بحثته، وستبحثه قمة العشرين في اكتوبر القادم أيضا.
وفي مرحلة المخاض والشعور بالذنب لدى الولايات المتحدة الأميركية، كمصدر للأزمة وسبب لها، نرى تحالفات يجمعها ارث الماضي وافرازات الواقع، تراهن على دور محوري، فنلاحظ تنسيقا يربط بين روسيا ـ القوة العظمى حتى قبل 20 سنة ـ والصين والهند القوتين العظميين قبل 200 سنة والمرشحتين لبلوغ العظمة في المستقبل القريب، وأكبر وأقوى اقتصادات قارة أميركا الجنوبية (البرازيل).
اما أهم ما خرج به المؤتمر، من ناحية التأثير علينا، فهو أولا: ما يشبه التوافق على ان السعر الاقتصادي العادل لبرميل النفط هو بين 70 و80 دولارا، وهو السعر الذي يجعل النفوط الحدية اقتصادية، مثل استخلاص النفط من الطفل ـ الطين ـ أو نفط قاع المحيطات، وهو أيضا السعر الذي يجعل تمويل بدائل الطاقة الجديدة اقتصاديا. وثانيا: التوافق غير المسبوق ـ بغياب الصين والهند ـ على وضع قياسات رقمية لمواجهة التلوث وسخونة المناخ.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )