لن تتمكن اليونان ما لم يحصل تحول جذري ومفاجئ في الأوضاع من سداد 1.5 مليار يورو مستحقة عليها لصندوق النقد الدولي، ما يعلن بدء مرحلة جديدة من الغموض قبل أيام قليلة من استفتاء حاسم رهانه بقاء اليونان في منطقة اليورو.
وهذا بالفعل ما أكده وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس على ان بلاده لن تدفع الدين المستحق لصندوق النقد الدولي قبل انتهاء المهلة. ورد الوزير بالنفي على سؤال من صحافيين عند مدخل وزارة المالية حول ما إذا كانت أثينا ستسدد الدفعة المستحقة لصندوق النقد الدولي قبل أن يدخل مكتبه.
وفيما تجمع حوالي 17 ألف متظاهر معارض للتقشف في اثينا للتنديد بـ «ابتزاز الدائنين» لبلادهم، أكد رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس ضمنا انه لن يكون بوسع اليونان تسديد هذا الاستحقاق. وقال تسيبراس متحدثا عبر شبكة «اي آر تي» التلفزيونية العامة «هل يعقل ان يكون الدائنون ينتظرون ان نسدد صندوق النقد الدولي في حين انهم يخنقون المصارف؟»، مضيفا «ما أن يرفعوا هذا الخنق حتى يتم دفع المبالغ لهم».
واطلق شركاء أثينا الأوروبيون معركة الـ «نعم» للاستفتاء الذي ينظم في 5 يوليو حول تدابير التقشف التي يقترحها الدائنون على اليونان لمواصلة إمدادها بالمساعدة المالية.
وقال رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر «ان التصويت بـ (لا) سيعني ان اليونان تقول لا لأوروبا»، ووجه انتقادات قاسية لتسيبراس مبديا احساسه بـ «الخيانة» نتيجة سلوك حكومة اليسار الراديكالي اليونانية.
واضاف يونكر «اطلب من اليونانيين التصويت بـ«نعم»، لأن اليونانيين الفخورين بأنفسهم وببلادهم لابد لهم من أن يقولوا نعم لأوروبا».
وعلى غرار يونكر يراهن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل على موافقة اليونانيين على تدابير التقشف معتبرين أن تصويت الأحد المقبل لن يكون حول اقتراحات الدائنين للحكومة اليونانية، بل حول بقاء اليونان أو عدم بقائها في منطقة اليورو.
وباتت اليونان، التي فرغت خزائنها، على شفير سيناريو كارثي يقضي بخروجها من منطقة اليورو، وهو سيناريو يثير مخاوف شديدة في أوروبا برمتها.
ولم تبد الأبواب مغلقة تماما بين اثينا ودائنيها، وفي اتصال هاتفي بين هولاند والرئيس الأميركي باراك اوباما اتفق الاثنان على «إعطاء الأولوية لاستئناف المحادثات» حول الأزمة اليونانية.
كما أبدت المستشارة الألمانية استعدادها لخوض مفاوضات جديدة مع اليونان «بعد الاستفتاء»، مضيفة «في حال فشل اليورو فإن اوروبا ستفشل».
وقال رئيس مجموعة اليورو يروين ديسلبلويم «أواصل تكرار القول ان الباب من جهتنا لايزال مفتوحا».
كذلك اكد رئيس الوزراء الايرلندي ايندا كيني في رسالة لتسيبراس ان «الباب يبقى مفتوحا للحوار في ذهنية تضامن ومسؤولية».
ردا على كل هذه المبادرات، سعى تسيبراس لتهدئة الأجواء معتبرا أن الاستفتاء على أهميته يبقى مرحلة من مراحل التفاوض.
وقال في مقابلة استمرت ساعة مع التلفزيون اليوناني العام ان «خيارنا هو البقاء في اليورو. الرسالة (الى الدائنين) هي ان الحكومة اليونانية ستظل موجودة على طاولة المفاوضات غداة الاستفتاء».
واعتبر ان فوز الـ «لا» سيعني ببساطة أن الحكومة ستكون «في موقع أفضل للتفاوض مجددا مع الدائنين».
النفط لأدنى مستوى في 3 أسابيع بسبب الأزمة
حامت أسعار النفط في التعاملات الآجلة دون أقل مستوياتها في ثلاثة أسابيع أمس مع ترقب المستثمرين للتطورات في اليونان عقب إغلاق البنوك في البلاد، وهو ما أدى إلى عزوفهم عن شراء الأصول عالية المخاطر واتجاه برنت إلى النزول للشهر الثاني.
وخسر مزيج برنت الخام 3 سنتات في العقود الآجلة ليصل إلى 61.98 دولارا للبرميل، بعد تراجعه اول من امس إلى 62.01 دولارا للبرميل، وهو أقل مستوى إغلاق له منذ الخامس من يونيو. ويتجه العقد للهبوط للشهر الثاني على التوالي، وهبط نحو 5.5% منذ بداية يونيو.
ونزل الخام الأميركي 14 سنتا إلى 58.19 دولارا بعد أن أغلق منخفضا 1.30 دولار عند 58.33 دولارا للبرميل اول من امس، وهو أقل سعر له عند التسوية منذ الثامن من يونيو. ويتجه الخام لتكبد أول خسائره الشهرية في ثلاثة أشهر بعد أن هبط 3.5% هذا الشهر.
«s&p» تخفض التصنيف الائتماني لأثينا
خفضت ستاندرد آند بورز للتصنيفات الائتمانية تصنيفها السيادي لليونان من ccc إلى -ccc، قائلة ان احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو أصبح 50%.
وانهارت محادثات الإنقاذ بين اليونان ودائنيها مطلع الأسبوع، وهو ما أجج المخاوف من أن يخرج البلد من منطقة العملة الموحدة.
وقال مسؤول يوناني ان بلاده لن تدفع قسطا لقرض مستحق لصندوق النقد الدولي يوم امس قيمته 1.6 مليار يورو. وقال ستاندرد آند بورز انه من المرجح وفقا لتقييمها أن تتخلف اليونان عن سداد ديونها التجارية خلال الأشهر الستة المقبلة.
وبحسب وكالة التصنيفات، فإن خروج اليونان من منطقة اليورو سيفضي إلى نقص حاد في العملة الصعبة بالقطاعين العام والخاص، وقد يؤدي إلى ترشيد الواردات الحيوية.
وتمنح ستاندرد آند بورز نظرة مستقبلية سلبية لليونان.