من المرجح أن تؤثر التوقعات غير المتفائلة لاقتصاد الامارات العربية المتحدة علاوة على المخصصات التي يجري تجنيبها نتيجة التعرض لمجموعتين سعوديتين متعثرتين على أرباح أكبر بنوك الامارات حتى نهاية العام 2009.
وأظهرت نتائج الربع الثاني من العام لأكبر البنوك في أبوظبي ودبي أن المخصصات نالت مما كان سيعتبر عائدات جيدة من مصادر تقليدية، ويقول محللون إن مخصصات الديون المتعثرة ستظل قضية أساسية في الفصول القادمة في الامارات ودول أخرى بالخليج أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم.
وقال سيريل جاربوا المستشار المصرفي لدى ايه.تي كيرني الشرق الأوسط «زادت القروض المتعثرة وتجنيب المخصصات بشكل ملموس في الربع الثاني ومن المرجح أن يستمر ذلك في الربع الثالث وسيكون له تأثير مباشر على ربحية البنوك».
وأضاف «تواجه بنوك الامارات الآن الموجة الثانية من الأزمة وهي مرتبطة بتدهور جودة الائتمان في شريحتي الأفراد والشركات على حد سواء، وتحاول جهات تنظيمية ومصرفيون في المنطقة معالجة تداعيات إعادة هيكلة الديون في مجموعتي سعد وأحمد حمد القصيبي واخوانه السعوديتين المتعثرتين. وفي الامارات طلب البنك المركزي من البنوك تجنيب مخصصات تعادل 75% و50% من مستوى تعرضها للمجموعتين على الترتيب في العامين المقبلين.
وبدأ الاقتصاد الإماراتي يتباطأ بعدما دفعت الأزمة المالية أسعار النفط إلى التراجع إثر ارتفاعها إلى أعلى مستوى على الاطلاق قرب 150 دولارا للبرميل في منتصف 2008، وقد ينكمش الاقتصاد بنهاية العام بعد انتعاشه على مدى عدة سنوات بفضل أسعار النفط القياسية.
ويتسبب التباطؤ مثلما هو الحال في باقي أنحاء العالم في زيادة عجز الشركات والأفراد عن سداد القروض، كما حذرت مؤسسات التصنيف الائتماني من أن العجز عن السداد قد يرتفع حتى أربعة أمثاله بسبب انخفاض أسعار العقارات والتباطؤ الاقتصادي.
وعلاوة على ذلك، تكافح البنوك آثار التعرض للمجموعتين السعوديتين المتعثرتين، وقال بنك الامارات دبي الوطني أكبر بنوك المنطقة من حيث الأصول إن مخصصاته في الربع الثاني ارتفعت إلى أكثر من أربعة أمثالها مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
وقال المدير المالي لبنك الامارات دبي الوطني سانجاي اوبال إلى أن أرباحه ستظل تحت ضغط في الفترة المتبقية من 2009 وأن الديون المتعثرة قد ترتفع إلى 2.5% في 2010، وقال بنك أبوظبي الوطني وهو أكبر بنك في الامارات من حيث القيمة السوقية انه جنب مخصصات بقيمة 500 مليون درهم ما يعادل 136.1 مليون دولار في النصف الاول من 2009 مقارنة مع 145 مليون درهم في الفترة نفسها من 2008.
من جانبه، قال المحلل المصرفي لدى اتش.سي للسمسرة جناني فاماديفا «نظرا للأوضاع الاقتصادية الحالية نتوقع أن تواجه بنوك القطاع مشاكل تعليق بجودة الأصول في دفاتر قروض الأفراد والمؤسسات على حد سواء».
ويقول بنك الاستثمار شعاع كابيتال إن الامارات دبي الوطني يواجه عدة تحديات بنهاية العام من بينها «استمرار النمو المحدود للأصول» إلى جانب «عدم التيقن» بشأن تطور القروض المتعثرة والمخصصات المرتبطة بها بنهاية العام.
وفي الربع الثاني، زاد صافي مخصصات انخفاض القيمة في الامارات دبي الوطني إلى 1.15 مليار درهم، وقال محللون في المجموعة المالية ـ هيرميس إن نتائج الامارات دبي الوطني تثير بعض المخاوف، إذ أن البنك هو الأول الذي قفزت فيه المخصصات بدرجة كبيرة فوق توقعاتهم.
وأضافت هيرميس أن الامارات دبي الوطني كان أول بنك يتجاوز بشكل ملموس معدل تجنيب المخصصات على أساس سنوي والبالغ 1%، حيث بلغ متوسط صافي المخصصات في النصف الأول من العام الحالي 1.4% على أساس سنوي وهو أعلى بكثير من توقعات هيرميس للعام بكامله والبالغة 1.15%.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )