حول أداء البنك الوطني عن النصف الأول في الأزمة المالية أوضح التقرير وجود مؤشرات جيدة، وإذا كان البنك متحفظا، بمعنى انه يبالغ قليلا في أخذ المخصصات تحسبا لأسوأ سيناريو، فذلك يعني ان الأداء المالي له في المستقبل سيكون أفضل واقل مخاطر.
وقد أعلن البنك عن نتائج أعماله نصف السنوية المنتهية في 30 يونيو 2009، وهي تشير الى تحقيق البنك أرباحا صافية، بلغت، بعد خصم حصة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وحقوق الأقلية والزكاة، نحو 126.8 مليون دينار، وهي أرباح أدنى من مستوى مثيلتها، في النصف الأول من عام 2008، والبالغة نحو 176.4 مليون دينار، بنحو 49.6 مليون دينار، وبنسبة تراجع تقارب 28.1%.
وتعود أهم أسباب التراجع الملحوظ، في ربحية البنك، الى الارتفاع في مخصص خسائر ائتمان، والتي بلغت نحو 21.7 مليون دينار، مقارنة بنحو 3.3 ملايين دينار في نهاية الفترة ذاتها من العام الماضي، اي ان الزيادة بلغت 18.4 مليون دينار، اي ما نسبته 555.5%.
وتجدر الإشارة الى ان صافي إيرادات الفوائد للبنك قد حقق ارتفاعا، بلغت نسبته 2.9%، اي نحو 5.5 ملايين دينار، نتيجة تراجع مصروفات الفوائد بنحو 40% اي ما يعادل 63.9 مليون دينار، وهي نسبة تراجع أعلى من نسبة تراجع إيرادات الفوائد التي بلغت 16.8%، بنحو 23% تقريبا، وقد تراجع صافي هامش الفائدة بمعدل طفيف (الفرق بين نسبة الفائدة المحصلة والفائدة المدفوعة)، وصولا الى نحو 3.7% في النصف الاول من عام 2009، مقارنة بنحو 3.8%، للفترة نفسها من العام الفائت.
من جهة اخرى، ارتفعت جملة المصروفات التشغيلية للبنك بنحو 25%، لتصل الى 95 مليون دينار، بعد ان كانت عند مستوى 76 مليون دينار، في نهاية يونيو 2008، وجاءت معظم الزيادة من بند مصروفات إدارية اخرى كما ذكرنا سابقا.
وتشير البيانات المالية للبنك الى ان إجمالي موجوداته قد سجل ارتفاعا، بلغ قدره 140.8 مليون دينار، اي ما نسبته 1.2%، ليصل الى نحو 12.11 مليار دينار، مقابل 11973.3 مليون دينار، في نهاية ديسمبر 2008، وحقق ارتفاعا بنحو 892.9 مليون دينار، اي بنسبة نمو بلغت 8%، عند المقارنة بما كان عليه ذلك الإجمالي في النصف الأول من عام 2008، اما بالنسبة لمحفظة قروض وسلفيات العملاء وودائع لدى البنوك، والتي تشكل اكبر مساهمة في موجودات البنك، فقد سجلت ارتفاعا، بلغت نسبته 4.5% وقيمته 366.2 مليون دينار، ليصل بإجمالي المحفظة الى 8483.6 مليون دينار (70% من اجمالي الموجودات) مقابل 8117.3 مليون دينار (67.8% من إجمالي الموجودات)، في ديسمبر 2008. وارتفعت محفظة قروض وسلفيات العملاء وودائع لدى البنوك عن مستواها، للفترة نفسها من عام 2008، بنحو 9%، اي 699.3 مليون دينار، حيث كانت قد بلغت، حينها، نحو 7784.3 مليون دينار (69.4% من إجمالي الموجودات).
أما الموجودات الحكومية (سندات وأذونات) فقد سجلت ارتفاعا، بلغت نسبته 8.9%، لتصل الى 690.2 مليون دينار (5.7% من إجمالي الموجودات) مقابل 634.0 مليون دينار (5.3% من إجمالي الموجودات)، في نهاية العام الفائت 2008، بينما كانت تلك الموجودات قد سجلت ارتفاعا أعلى، وبنحو 45.8%، مقارنة بما كانت عليه في نهاية يونيو 2008، إذ بلغت، حينها، 473.5 مليون دينار (4.2% من إجمالي الموجودات).
أما بالنسبة لمؤشرات الربحية للبنك، فقد تراجع مؤشر العائد على معدل الموجودات (roa)، ليصل الى نحو 2.1%، مقابل 3.1% في يونيو 2008، كذلك سجل مؤشر العائد على حقوق المساهمين (roe) تراجعا، ليصل الى 15.9%، بعد ان كان عند 21.2%، للفترة نفسها من عام 2008، وتراجع مؤشر العائد على رأس المال (roc)، ليصل الى نحو 85.3%، قياسا بنحو 130.5%، للفترة نفسها من عام 2008. وبلغت ربحية السهم الواحد (eps)، محسوبة على أساس صافي الأرباح مقسومة على إجمالي عدد الأسهم المصدرة، نحو 43 فلسا، مقارنة بمستوى الربحية المحققة، في نهاية الفترة المماثلة من عام 2008، والبالغة 65 فلسا، ليحقق البنك عائدا سنويا على القيمة السوقية للسهم بنحو 6.7%. وبلغ مضاعف السعر/ ربحية السهم (p/e) نحو 15 مرة، في حين بلغ مضاعف السعر/ القيمة الدفترية (p/b) نحو 2.3 مرة.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )