تمثل المعارض المخصصة لعرض المشروعات الصغيرة خاصة تلك التي يقوم بها الشباب الكويتي ظاهرة انتشرت خلال شهر رمضان الحالي والذي شهد في ايامه الاولى اكثر من 15 معرضا لاستعراض مشاريع شبابية غالبيتها لسيدات الاعمال.
وتلاقي هذه المعارض اقبالا كثيفا من الجمهور لعدة اسباب منها ما يتعلق بتوقيت اقامتها وهو الشهر الفضيل حيث الوقت المتاح في الفترة المسائية (عقب الافطار) للتجول بين اروقتها واجنحتها والاستعداد لعيد الفطر.
كما يرتبط انتشارها بالمنتجات والخدمات التي تعرضها والتي تستقطب اهتمام شريحة كبيرة من المجتمع لاسيما السيدات الى جانب تزايد عدد الشباب الكويتي من الجنسين الذي بات يبحث عن مشروعاته الخاصة كبديل للوظيفة ذات الدخل الثابت.
وخلال جولة «كونا» في عدد من المعارض المقامة حاليا لوحظ تنوع المنتجات التي تقدمها هذه المشروعات من تصميم الملابس وتصنيعها خاصة ملابس الاستقبالات (الدراريع والاثواب) والاكسسوارات المصنعة محليا والاطعمة والحلويات الى جانب بعض المشروعات التي تتعلق بالمنتجات الصحية واللياقة البدنية والتصميم الفني والتصوير وغيرها من الهوايات التي يمكن ان تتحول لمشاريع صغيرة.
وخلال الايام العشرة الاولى من شهر رمضان شهدت الكويت الكثير من المعارض بلغ متوسط مدتها ثلاثة الى اربعة ايام للمعرض الواحد اقيمت غالبيتها في الفنادق والقاعات المخصصة للمعارض الى جانب بعض جمعيات النفع العام والخيام المرخصة المطابقة لشروط الامن والسلامة.
ويسعى المنظمون لهذه المعارض الى اضفاء طابع وطني عليها من خلال تسميتها باسماء تعبر عن دعمهم للاقتصاد المحلي وحرصهم على دعم الطاقات الشابة الكويتية التي انطلقت الى افاق العمل الخاص والمشروعات الصغيرة.
وتعتبر المعارض الخاصة بالمشروعات الصغيرة بمثابة تحول للمعارض التي انتشرت في السابق والتي كانت تقام غالبا في المنازل والبيوت مخالفة بذلك القانون الذي يحظر اقامتها وسط الاحياء السكنية بسبب الازعاج الذي تسببه ومخالفتها لشروط الامن والسلامة التي تتطلبها مثل هذه التجمعات.
وتعد المشروعات الصغيرة عموما من الظواهر التي تستحق الدراسة في الكويت فهي في الغالب مشروعات تبدأ من مجرد هواية لتتحول الى مشروع ينفذه اصحابه في البيت وفي حال تحقيق النجاح الاولي فانه يتحول الى مشروع كامل له كيانه القانوني المطلوب من تراخيص ورأسمال وادارة وشركاء.
وعلى الرغم من عدم وجود تعريف محدد للمشروع الصغير فانه يمكن القول انه المشروع الذي لا يعتمد على الكثافة التكنولوجية بوجه عام فالحرفية هي الأساس في قيامه وعدد العمالة لا يزيد عن خمسة أفراد فيما لا يتجاوز رأسماله 10 الاف دولار ولا يوجد انفصال بين الملكية والادارة فصاحب المشروع هو الذي يديره كما تتميز منتجاته بالبساطة والمحلية وهدفه تغطية البيئة المحلية باحتياجاتها.