- تراجع إنفاق شركات الطيران على الوقود إلى 21%
- 12% انخفاضاً سنوياً لمتوسط أسعار التذاكر في 2015
أشار تقرير شركة «ألافكو» ربع السنوي حول الاقتصاد العالمي وسوق الطيران إلى أن حركة السفر العالمية سوف تشهد نموا قويا هذا العام، على الرغم من النمو المتواضع في الاقتصاد العالمي.
وسوف تساعد أسعار النفط المنخفضة على تقليل تكاليف الوقود على شركات الطيران عالميا ودعم أرباحها، كما انها ستعمل على خفض أسعار التذاكر وتحفيز الطلب على السفر الجوي خلال العام 2016.
وتوقع التقرير أن يظل النمو الاقتصادي العالمي في عام 2016 متواضعا ليبلغ 3.2% هذا العام أي بتغير طفيف عن العام الماضي مما يعكس انتعاشا بطيئا وضعيفا، وذلك حسب توقعات صندوق النقد الدولي.
ومع ذلك، من المتوقع أن يتحسن نمو الاقتصاد العالمي في عام 2017 ليصل إلى 3.5%، مدفوعا في المقام الأول بالاقتصادات الناشئة.
وقال التقرير: «لاتزال النظرة المستقبلية الخاصة بالاقتصادات الناشئة ضعيفة عموما هذا العام، وهو ما يعكس تباطؤ نمو الدول المصدرة للنفط مع انخفاض أسعار النفط وتباطؤ النمو الاقتصادي في الصين والركود الاقتصادي العميق في البرازيل وروسيا، وضعف النمو في بعض دول أميركا اللاتينية والشرق الأوسط نظرا لانخفاض أسعار السلع الأساسية أو بسبب القضايا الجيوسياسية.
ومع ذلك، فإن بعض الاقتصادات الناشئة في آسيا وخاصة الهند ستشهد نموا قويا.
ومن المتوقع أن تتحسن آفاق النمو في العام المقبل بناء على توقعات بأن الظروف الاقتصادية في الدول المتأثرة ستبدأ تدريجيا بالعودة إلى طبيعتها».
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يظل النمو الاقتصادي في الدول المتقدمة ثابتا بنحو 2% خلال العامين المقبلين.
فمن المتوقع أن يظل النمو في الولايات المتحدة متواضعا، كما ستعاني كل من أوروبا واليابان من ضعف النمو الاقتصادي على الرغم من إجراءات البنوك المركزية في خفض معدلات الفائدة إلى تحت الصفر.
أسعار النفط
ولفت التقرير الى ان أسعار النفط شهدت ارتفاعا طفيفا في الربع الأول من عام 2016، بعد أن وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ 12 عاما في بداية السنة.
فقد انخفض سعر خام مزيج برنت، وهو الخام الاسنادي العالمي، إلى 30 دولارا للبرميل في يناير وهو أدنى مستوى له منذ نهاية عام 2003.
إلا أن أسعار النفط شهدت تعافيا طفيفا في الربع الأول من العام لتصل إلى 38 دولارا في نهاية الربع الأول.
وعلى الرغم من الارتفاع المسجل في الآونة الأخيرة، فان أساسيات العرض والطلب تستمر بدعم أسعار النفط المنخفضة.
فهناك وفرة كبيرة في المعروض النفطي العالمي على الرغم من انخفاض الإنتاج في الولايات المتحدة، بينما يظل الطلب العالمي ضعيفا على خلفية النمو الاقتصادي العالمي المتواضع.
وقد كان الدافع وراء الارتفاع الأخير في أسعار النفط هو توقعات السوق للتجميد المحتمل في مستويات الإنتاج.
وقد اجتمع أعضاء أوپيك (منظمة البلدان المصدرة للبترول) وروسيا في الدوحة في أبريل الماضي في إطار الجهود المبذولة للحد من الإنتاج، ولكن المحادثات انتهت دون التوصل إلى أي اتفاق.
وفي الوقت نفسه، تسعى إيران لزيادة إنتاج النفط الخام والصادرات بعد سنوات من العقوبات.
وقد شهدت أسعار وقود الطائرات انخفاضا مماثلا.
ووفقا للاتحاد الدولي للنقل الجوي، فسوف يمثل إنفاق شركات الطيران على الوقود عالميا حوالي 21% من إجمالي تكاليف التشغيل في العام 2016، مقارنة بما نسبته 27% في العام الماضي.
ويشير الاتحاد الدولي للنقل الجوي الى أن انخفاض تكاليف الوقود لايزال يغذي انخفاض أسعار تذاكر السفر، مما يساعد على تحفيز الطلب على السفر.
تراجع سعر الدولار
وأشار التقرير الى ان عملات الأسواق الناشئة شهدت انتعاشا جزئيا منذ أواخر يناير الماضي، وذلك بسبب تراجع سعر الدولار وتحسن أسعار النفط.
فبعد أن ارتفع سعر الدولار بقوة على مدى عامي 2014 و2015، انخفض في أوائل العام 2016 على خلفية نمو أضعف من المتوقع في الاقتصاد الأميركي وبسبب توقعات ارتفاع أسعار الفائدة بوتيرة أبطأ.
وقد تأثرت شركات الطيران العالمية بتقلبات أسعار العملات، كما أنها تتأثر بشكل رئيسي بتحركات الدولار حيث ان نسبة كبيرة من تكاليف شركات الطيران (بما فيها الوقود وشراء الطائرات ودفعات الإيجار) تسعر عادة بالدولار.
بالتالي، تلجأ العديد من شركات الطيران إلى تحويل العملة المحلية إلى الدولار الأميركي للوفاء بالتزاماتها.
وهذا يعني أنه بزيادة قوة الدولار، سوف ترتفع تكاليف تحويل العملة المحلية إلى الدولار لسداد التزامات شركات الطيران.
وقال التقرير انه على الرغم من أن انخفاض أسعار النفط ساهم في انخفاض أسعار تذاكر السفر خلال عام 2015، إلا أنه تأثر إلى حد ما بارتفاع قيمة الدولار والذي ساهم في المبالغة في الانخفاض في أسعار الرحلات الجوية.
ووفقا للاتحاد الدولي للنقل الجوي، انخفض متوسط أسعار تذاكر السفر العالمية المقومة بالدولار بنحو 12% في عام 2015 مقارنة بالعام 2014، ولكن مع استبعاد تحركات أسعار الدولار تكون أسعار التذاكر قد انخفضت بنسبة 4.5% فقط (أي بالأسعار الثابتة).
7 % نمو حركة المسافرين في 2016.. الأغلى في 6 سنوات
توقع تقرير«ألافكو» أن تشهد حركة السفر العالمية نموا قويا هذا العام.
ويتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن يتسارع نمو حركة المسافرين في العام 2016 ليصل إلى أعلى مستوى له منذ 6 سنوات، ليبلغ 7% هذا العام.
وتعكس التوقعات الحافز لنمو السفر الجوي الناتج عن انخفاض أسعار النفط وانخفاض تكلفة السفر. وقد شهدت حركة المسافرين في بداية عام 2016 تحسنا في جميع المناطق باستثناء أميركا اللاتينية.
وهذا يأخذ في الاعتبار كلا من نمو حركة السفر الدولية والمحلية.
وارتكز التقرير في توقعاته على مجموعة من النقاط كما يلي:
٭ آسيا: أكبر سوق طيران في العالم، ولا يزال نمو حركة السفر في المنطقة قويا.
وبالرغم من تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، إلا أن الإنفاق الاستهلاكي القوي يستمر في دعم الطلب على السفر الجوي.
وفي الهند، تشهد حركة السفر نموا ملحوظا مدفوعة بالمعدلات المرتفعة للنمو الاقتصادي.
والجدير بالذكر أن الهند اجتازت الصين كأسرع الاقتصادات الكبرى نموا في العام 2015، كما أنها تضم حاليا سوق الطيران المحلي الأسرع نموا في العالم.
٭ الشرق الأوسط: تستمر شركات الطيران في توسيع أسطولها وزيادة شبكاتها، الأمر الذي يدعم حركة المسافرين في المنطقة.
وتقود منطقة الشرق الأوسط جميع مناطق العالم من حيث نمو الطاقة الاستيعابية لشركات الطيران والتي تستثمر كثيرا في شراء طائرات جديدة وكبيرة الحجم.
٭ تواصل شركات الطيران في أميركا الشمالية فقدان حصتها السوقية لشركات الطيران الواقعة في منطقة الشرق الأوسط.
وخلال عام 2015، تفوقت شركات الطيران في الشرق الأوسط على شركات الطيران في أميركا الشمالية من حيث حركة السفر الدولية، إلا أن هذا الأمر يرجع جزئيا إلى تركيز شركات الطيران الأميركية بشكل أكبر على السوق المحلي الأقوى والأكبر.
٭ أوروبا: انتعاش حركة السفر بعد الاضطرابات التي شهدتها في نهاية العام الماضي، إلا أن الوضع الاقتصادي لايزال ضعيفا.
ومع ذلك، لاتزال المنطقة الأوروبية هي الأكبر من حيث حركة السفر الدولية.
٭ أميركا اللاتينية: نمو حركة المسافرين متأثر بالمشاكل الاقتصادية في كبرى دول المنطقة وخصوصا البرازيل.
ولا يزال الاقتصاد البرازيلي في حالة ركود، وحركة المرور المحلية في تقلص مستمر.
٭ أظهر نمو حركة المسافرين في أفريقيا انتعاشا قويا مقارنة بالعام الماضي.
وسجلت أفريقيا أقوى معدلات نمو في حركة السفر الدولية، إلا أن حصتها السوقية من حركة السفر الدولية تبلغ 3% فقط. وربما يشير ذلك إلى الجهود المبذولة من شركات الطيران في أفريقيا لترشيد الشبكات واستعادة حصتها في السوق من وإلى القارة الأفريقية.
أرباح قياسية لشركات الطيران في 2016 متوقعة بـ 36 مليار دولار
قال تقرير «ألافكو» ان هناك تحسنا في الأداء المالي لشركات الطيران خلال الربع الرابع من العام 2015 في جميع المناطق باستثناء أميركا اللاتينية.
وساعد انخفاض تكاليف الوقود على زيادة أرباح شركات الطيران في العالم، وقد حققت شركات الطيران في أميركا الشمالية أقوى النتائج، حيث استمرت الشركات الأميركية في لعب دور رئيسي في دفع عجلة التحسن في الأداء المالي لصناعة الطيران في السنوات الأخيرة.
وقد شهدت أرباح شركات الطيران في آسيا وأوروبا بعض التحسن أيضا.
أما في أميركا اللاتينية، فتراجعت أرباح شركات الطيران في المنطقة مقارنة بالعام السابق مع استمرار الظروف الاقتصادية المحلية الصعبة.
ويقدر أن صافي أرباح شركات الطيران في العالم قد بلغ رقما قياسيا وصل إلى 33 مليار دولار في عام 2015 ككل.
أما لهذا العام، فيتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي بأن ترتفع الأرباح إلى حوالي 36 مليار دولار.